نكتب تحت هذا العنوان أعلاه بمناسبة ذكرى التحرير القادمة خلال أيام.
أما المفاجأة غير المتوقعة فهي يوم الاجتياح البربري من قبل القوات العراقية لأرض الكويت الحبيبة، الخميس 2 أغسطس 1990م، وهو في تصوري يوم لبداية مرحلة جديدة للقوى العالمية التي تتآمر على أمة الإسلام، وترسم مخططاتها حسب المراحل التي ترسمها على المنطقة والخليج، وكان عام 1990م بداية مرحلة ورؤية جديدة لهذه القوى التي تدير اللعبة العالمية.
حقيقة، كنا نتوقع كل شيء إلا الاجتياح بهذه الطريقة الهمجية التي لا تخطر على بال إنسان عاقل! حيث لا يُقْدِم عليها إلا أحد اثنين لا ثالث لهما:
الأول: معتوه فاقد العقل بكل معنى الكلمة؛ تم الضحك عليه باسم البطولة والعمل في رضا الله تعالى والعقل والضمير والأمة!
الثاني: مأمور من أسياده؛ ولا يملك أي ذرة من ذاته.
تفرح الكويت الحبيبة في 26 فبراير بيوم التحرير، وهي الذكرى الثلاثون لاجتياح النظام العراقي البعثي لأرض الكويت، وهي المفاجأة غير المتوقعة حقيقة.
نعم، توقعنا التحرير، ولكن الزمن كان أقصر مما توقعنا، والحمد لله تعالى.
بالفعل، سخَّر الله تعالى للكويت وأهلها كل قوى العالم من أجل الوقوف ضد الغزو البربري، وإن كان التحرير بالنسبة لي شخصياً مفاجأة؛ لأنني حقيقة كنت أتوقع أن الحرب ستطول إلى أكثر من عام، ولكن بفضل الله تعالى وحده ولا سواه أنعم علينا وحُرِّرت بلادنا سريعاً على غير توقُّعنا، والحمد لله رب العالمين.
نعم، لقد كان تحرير البلاد متوقعاً، ولا أحد كان يشك في ذلك، بل كان يقيناً، ولكن المفاجأة كانت في قِصَر المدة.
لقد كانت خطة إطفاء آبار النفط، التي وضعها الوزير الفاضل أرشيد سالم العميري، من أفضل الخطط المخلصة التي عالجت هذه المسألة، حيث قيل وقتها: إن إخماد نيران الآبار سيستغرق قرابة 4 سنوات! حسب تخطيط البعض، ولكن تمت السيطرة عليها خلال 6 أشهر فقط حسب خطة الوزير العميري، ولكن يبدو أن هناك شركات وعقول محلية وعالمية كانت تفكر بالتكسب دون النظر إلى الأضرار المحلية والإقليمية والإنسانية حينها! وبلطف الله تعالى تلطخت بعض قمم الجبال الثلجية بالدخان وتحولت إلى اللون الأسود؛ مما أثار ناشطي الحفاظ على البيئة حول العالم وبعض الدول المعنية؛ فتراجع فاقدو الضمير عن خططهم خوفاً من التحرك البيئي العالمي ضدهم، فعادوا إلى خطة الرجل القدير الوزير السابق د. أرشيد العميري، حفظه الله تعالى.
وها نحن سنحتفل في أيام التحرير عما قريب، ونعيد الذاكرة، وكيف عشنا تلك الأشهر السبعة القاسية، وكيف تمت مقاومة العدو البعثي، وكيف وقفت بعض الدول موقف المتفرج، وبعضها موقف المصلحة وأين تكون، إلا أننا لم ولن ننسى موقف لبنان الشقيق البطولي المتجرد من كل مصلحة، ولا شك موقف إخواننا دول الخليج، والموقف البطولي لحركة “حماس” رغم حداثتها في تلك الأيام وموقفها المناهض للقيادة الفلسطينية حينها.
ملاحظة أخيرة أذكرها دائماً وأقول:
شكراً شباب الكويت، لقد مررنا بأزمة كبيرة تجعل الحليم حيران، والعاقل يطيش، والبليغ يثرثر، والخلوق يشط ويزيغ، والجبان يخون ويذل، وحسن اللفظ يهذي ويشتم، إلا أننا لم نجد مثل هذا في إعلامنا الرسمي والشعبي حينها، فلم نجد إلا الرقي والتركيز على المهمة الأم تحرير الكويت، وما وجدنا من نزل دون المستوى حتى من عوام الشارع الكويتي ومن يكتب على الجدران، وهذه نعمة وشرف، ودليل على مناهج تربية وتعليم كانت راقية، وخطاب إعلامي جدير بمستوى دولة؛ فصنع شارعاً راقياً بعفويته الشعبية، وعلومه التخصصية.
__________________________
إعلامي كويتي.