الإمام الشهيد حسن البنا، مؤسس جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928م، والذي تم اغتياله على يد عملاء الإنجليز في 12 فبراير 1949م، بعد أن شارك الإخوان في حرب فلسطين عام 1948 وأبلوا بلاءً حسناً، ولولا الخيانات التي حدثت في تلك الحرب لكان لهم شأنٌ آخر! لذلك عندما نقلتهم القطارات عائدين لمصر كانوا يتوقعون أن يتم استقبالهم بالورود والزهور تقديراً لأدائهم البطولي، لكنهم فوجئوا بالأبواب تُفتح داخل السجون! فقرر الإنجليز التخلص من مؤسس هذه الجماعة!
الإمام الشهيد أسس جماعة قامت على مبادئ الكتاب والسُّنة، بعد أن سقطت الخلافة العثمانية على يد أتاتورك وانتشرت البدع والضلالات والتبرك بالأولياء والتمسح بالقبور؛ فزادت الأمة تشرذماً وانحطاطاً، ثم جاء الاستعمار الغربي في عام 1917م ليزيد معاناتها ويحطم فيها كل أمل بالإصلاح ويحارب كل محاولة للتحرر والاستقلال، فكان لا بد من حدث يُجدد لهذه الأمة أمر دينها، فكان حسن البنا هو من أحيا فيها الروح من جديد، وبعث فيها الأمل، وكتب رسالة التعاليم التي تقول في أول بنودها: إننا نفهم الإسلام بأنه نظام شامل فهو دولة ووطن وهو جهاد ودعوة كما هو عقيدة صادقة وعبادة صحيحة! والقرآن الكريم والسُّنة الصحيحة مرجع كل مسلم في معرفة أحكام الإسلام!
هذه المفاهيم الجديدة عن الإسلام كانت كافية لإيجاد جماعة تنطلق نحو العالمية لتصبح أكبر تيار إسلامي يقوم على الفهم الصحيح للدين ويتبنى الوسطية في الدعوة، وبسبب هاتين الصفتين استمرت الجماعة إلى اليوم رغم ما واجهته من معوقات وفتن وابتلاءات كان آخرها شيطنتهم من الشرق والغرب! وعندما تعرف خصوم الإخوان ومنطلقاتهم تدرك مدى أصالة هذه الجماعة وعمق جذورها وصدق منهجها!
قوة الجماعة في وسطيتها ورفضها للعنف، ولم يعرف عنها إلا العمل السلمي، لذلك ما أن تتاح للشعوب الاختيار حتى يتم اختيارهم للإخوان المسلمين لتمثيلهم في أي برلمان أو مجلس أو هيئة منتخَبة، وهذا الوضع جعل خصوم الإسلام يرتجفون من هذا المارد القادم، لذلك نجد معظم قياداتها اليوم إما شهداء أو بالسجون بتهم معلبة وملفقة أو مشردين في بقاع الأرض الواسعة! ومع هذا ما زال خصومهم مرعوبين من عودتهم في أي لحظة؛ لما تتمتع به دعوتهم من صفاء ووضوح وأصالة تمكنهم من الحضور القوي في الشارع الإسلامي ما أن يسمح للشعوب الإسلامية في حرية اختياراتها وتحديد مصيرها!
التحرش
أثارت “القبس” مشكورة قضية اجتماعية غاية في الأهمية، وإثارتها من “القبس” تؤكد المنطلقات الأصيلة والراسخة لدى القائمين على هذه الصحيفة التي نختلف أحياناً مع ما تطرحه من مواضيع رغم احتضانها لنا ولأفكارنا! فقضية التحرش الجنسي واللا أخلاقي انتشرت في السنوات الأخيرة بشكل سافر مما يؤكد غياب الرقابة الذاتية والمجتمعية عن تصرفات الشباب من الجنسين تجاه الجنس الآخر! ولعلنا نحصد اليوم قوانين رادعة تمنع هذه الآفة من الانتشار نتيجة هذه الإثارة المباركة من “القبس”!
إن لبس الفتاة الفاضح وتسكّعها بالمولات والمطاعم إلى ساعات متأخرة من الليل، وسهر الشباب وتجولهم بالشوارع بدون هدف، كلها أسباب تؤدي إلى التحرش والانزلاق الأخلاقي، فإن أضفنا لهذه الأسباب ضعف التربية الأسرية عندها نعرف حجم الكارثة التي نحن بصدد علاجها! شكرًا لـ”القبس” مرة أخرى!
______________________________
يُنشر بالتزامن مع صحيفة “القبس” الكويتية.