شددت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس على التزامها بالاقتصاد “السليم”، وهي في طريقها إلى محادثات أزمة مع وزير المالية الجديد جيريمي هانت.
حتى الرئيس الأميركي جو بايدن انضم إلى مهاجمي برنامجها الاقتصادي، واصفاً خطتها لخفض الضرائب، التي تم التخلي عنها حالياً، بأنّها “خطأ”.
وأقرت تراس بأنّ إقالة كواسي كوارتينغ من منصب وزير المالية كان “مؤلماً”، لكنها أضافت في مقالة في صحيفة “ذي صن” اليوم الأحد: “لا يمكننا تمهيد الطريق لاقتصاد منخفض الضرائب وعالي النمو من دون الحفاظ على ثقة الأسواق في التزامنا بتحقيق المال السليم”.
وتعرضت هذه الثقة للخطر، في 23 أيلول/سبتمبر، حين كشف كوارتينغ وتراس عن برنامج يميني مستوحى من خطة الرئيس الأميركي في ثمانينات القرن الماضي رونالد ريغن، بقيمة 45 مليار جنيه إسترليني (50 مليار دولار) من تخفيضات ضريبية ممولة حصراً من الديون المرتفعة.
وتراجعت الأسواق إثر ذلك، ما أدى إلى ارتفاع تكاليف الاقتراض لملايين البريطانيين، وتراجعت شعبية المحافظين في استطلاعات الرأي، ما تسبب بحرب مفتوحة في الحزب الحاكم بعد أسابيع فقط من خلافة تراس لبوريس جونسون.
وقامت تراس بطرد كوارتينغ، يوم الجمعة، مع أنّهما أعدا الخطة معاً. ويعمل خلفه جيريمي هانت الآن على تفكيك التخفيضات الضريبية فيما يضغط من أجل ضبط الإنفاق الصعب من قبل زملائه في مجلس الوزراء، فيما يعاني البريطانيون من أزمة تكاليف المعيشة.
“سيكون الأمر صعباً جداً”
وقال هانت في مقابلة مع هيئة الاذاعة البريطانية: “سيكون الأمر صعباً جداً، وأعتقد أنه يجب أن نكون صريحين مع الشعب بشأن ذلك”.
ودافع عن تراس بعد نكساتها ومؤتمرها الصحافي الكارثي، يوم الجمعة، بعدما أقالت كوارتينغ.
وقال هانت: “كانت على استعداد للقيام بأصعب الأمور في السياسة وهو تغيير المسار”، مضيفاً: “رئيسة الوزراء هي المسؤولة”.
وشككت بعض الصحف والعديد من المحافظين في هذا القرار، باعتبار أنّ أساس سياسة تراس بات الآن في حالة خراب.
وامتنعت وزارة الخزانة عن تأكيد تقارير بأنّ هانت يخطط لتأخير تخفيض مخطط له للمعدل الأساسي لضريبة الدخل، ما يزيل إجراء آخر أساسياً كانت أعلنت عنه الحكومة الشهر الماضي.
اقرأ أيضاً: بريطانيا أمام خطر انتكاسة اقتصادية أسوأ من أزمة عام 2008
عدم ثقة
وقالت صحيفة “صنداي تايمز” و”صنداي إكسبرس” إنّ نواب حزب المحافظين قدموا ما يصل إلى 100 رسالة يعبرون فيها عن عدم ثقتهم بتراس.
وأفادت معلومات بأنّ معارضيها يتحدون حول ريتشي سوناك منافس تراس الذي هزمته في انتخابات قيادة الحزب ومنافسة أخرى هي بيني مورداونت من أجل “بطاقة وحدة” محتملة لإعادة بناء حزب المحافظين المتضرر.
وذكرت صحيفة “صنداي ميرور” أنّ وزير الدفاع بن والاس قد يكون مرشح تسوية آخر لمنصب رئيس الوزراء.
لكن الموالين لجونسون – والذين ما زالوا غاضبين من عدم ولاء سوناك المفترض للزعيم السابق الذي واجه فضائح – حذروا من اختيار يقضي على أعضاء حزب المحافظين على مستوى القاعدة. وقالوا إنّ الحزب سيواجه ضغوطاً لا تقاوم لإجراء انتخابات عامة مبكرة.
وقد يكون الأسبوع المقبل حاسماً بالنسبة إلى تراس، بدءاً بردود الفعل الأولى في السندات وأسواق المال حين تستأنف التداولات صباح الاثنين، وفيما يجتمع أعضاء البرلمان في وستمنستر.
وحصل هانت على الأقل على دعم مهم من محافظ “بنك إنكلترا” أندرو بايلي، الذي اضطر إلى القيام بتدخلات مكلفة لتهدئة أسواق السندات حتى الجمعة.
ورحب بايلي “بتوافق آراء واضح جداً وفوري” مع وزير المالية الجديد، فيما يستعد البنك المركزي لعقد لقائه المقبل في 3 تشرين الثاني/نوفمبر.