رأى كتاب ومحللون ومختصون بالشأن الإسرائيلي، أن الرسالة المصورة التي عرضتها كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة “حماس” مساء اليوم الاثنين للجندي الإسرائيلي لديها ” أفراهام منغستو” بمثابة تحريك استراتيجي من قبل “القسام” لملف الأسرى لديها، بالإضافة إلى أن توقيت وتزامن عرض هذ المقطع يكشف دهاءً وتوظيفًا مهمًا في ذلك الاتجاه.
وأجمع هؤلاء الكتاب والمحللون أن المقطع المصور للجندي الأسير “منغستو” يحمل أكثر من رسالة مهمة وفي أكثر من اتجاه، عدا أنه انتشر في وقت مهم وحرج لقيادة أركان الاحتلال الإسرائيلي.
وبثت كتائب القسام مساء الاثنين، رسالة مصورة قصيرة للجندي الأسير لديها “أفراهام منغستو” قال فيها :” إلى متى سنبقى هنا في الأسر أنا وأصدقائي.. أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا؟ “.
وتأتي هذه الرسالة تزامنًا مع تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال وتنصيب “هرتسي هليفي” قائدًا جديدًا خلفًا لـ”أفيف كوخافي”.
صفقة لتبادل الأسرى
الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا متحدثًا لإذاعة الأقصى المحلية، ذكر أن كتائب القسام تريد أن تقول من خلال فيديو “منغستو” أن هناك ملفًا لم يغلق في قطاع غزة وهو ملف الجنود الأسرى.
وقال القرا:” اليوم نحن أمام حدث مهم جدًا في داخل الكيان الإسرائيلي، رئيس أركان جيش الاحتلال “أفيف كوخافي” يغادر وهو يفشل في الوصول إلى أي صفقة لتبادل الأسرى”.
وأضاف “القائد الإسرائيلي الجديد وأمام هذه الرسالة مطلوب منه أمام شعبه أن يعالج ملف الجنود الأسرى لدى حركة حماس بأي وسيلة”.
وقال الكاتب والمحلل خالد النجار، إن الجندي الإسرائيلي الأسير لدى كتائب القسام “أفرهام منغستو” لا يتحدث عن نفسه أو عن معاناته، “بل يكشف عن مصير رفاقه من الجنود الأسرى لدى المقاومة”.
وأضاف ” لقد وصلت الرسالة، وبالتأكيد فإن العدو سيلتقطها، وهذا دلالة على أن القسام يتحكم بقواعد معركة الأدمغة أمام الاحتلال، ويخوض اشتباكًا أمنيًا ودبلوماسيًا لتحريك الملف بين الوسطاء.
وتساءل الكاتب النجار حول استجابة رئيس حكومة الاحتلال “بنيامين نتنياهو”لهذه المبادرة.
وتابع “اعتقد ان المعارضة الإسرائيلية ستستثمر هذه الرسالة وستوظفها في مظاهراتها المناوئة لحكومة اليمين المتطرف، وستدعم توجهات الشارع الإسرائيلي نحو ابرام صفقة تبادل أسرى، واعادة الجنود لذويهم”.
رسائل وتوقيت
ورأى الكاتب والمحلل حسام الدجني، أن عرض كتائب القسام للمقطع المصور بمثابة رسائل للمقاومة في أكثر من اتجاه أولها للمجتمع الإسرائيلي ولحكومة الاحتلال، بأنه حي وبصحة جيدة وعلى عكس ما كان يدعي نتانياهو أنه مريض نفسي، وبالتالي على المجتمع الإسرائيلي تقع مسئولية الضغط على حكومته للعمل على الإفراج عنه عبر صفقة تبادل، خاصة في ظل فشل كافة الجهود الاستخباراتية بالوصول إلى ماكن احتجازه.
ووفق الكاتب الدجني، فإن الرسالة الثانية لحكومة نتانياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال ” إياكم وأن يتكرر نموذج الاعتذار تعالوا لنوقع صفقة تبادل ونختصر الوقت”.
الكاتب عزات جمال، قال إنّ كتائب القسام نجحت في اختيار التوقيت بعناية ودهاء، وأظهرت بأن ملف الأسرى هو الملف الأول وفق أجندة هيئة أركانها.
وأشار جمال إلى أن الإعلان يُظهر سعياً حقيقياً لتنفيذ الوعد الذي قطعته القيادتين السياسية والعسكرية لحركة “حماس”، على إجبار الاحتلال على الانصياع لشروط المقاومة في ملف الأسرى.
ووفق الكاتب، فإن كتائب القسام نجحت عبر هذه المفاجأة في إرباك حسابات قادة العدو وكشف عجزهم وفشلهم أمام جمهورهم وأهالي الجنود الأسرى في غزة، بإظهار تحكمها الحصري في أوراق هذا الملف.
ولفت الكاتب والمحلل السياسي أحمد أبو زهري، إلى أن توقيت بث كتائب القسام للمقطع المصور “مهم وحرج لقيادة أركان الاحتلال”.
وذكر أبو زهري، أن كتائب القسام تسير في ملف الأسرى وفق خطوات ثابتة وأهداف استراتيجية، واختارت وقتًا مهمًا في بثها للفيديو بالتزامن مع تنصيب وزير الحرب الإسرائيلي الجديد “هرتسي هليفي”.
وقال:” إن كتائب القسام تسير بخطوات وازنة وتسعى لمراكمة نقاط القوة في ملف الأسرى لديها”.
وأشار إلى أن الكلمات التي تحدث بها الأسير لدى القسام “أفرها منغستو” تعكس مدى إحباطه ورفاقه عن تخلي قيادة أركان العدو عنهم.
من جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي علاء الريماوي، أن المقاومة أمام اختبار حقيقي يتمثل بتحريك استراتيجي لملف الأسرى.
وذكر الريماوي لقناة الأقصى مُعقبا على نشر المقطع المصور، أن المقاومة أثبتت معادلة في طبيعة الصراع مع الاحتلال بفك قيد الأسرى من خلال صفقة “وفاء الأحرار”.
وقال إن الاحتلال الإسرائيلي يحاول الترويج بأن الأسرى الذين بحوزة كتائب القسام ليسوا أحياء.
{tweet}url=1614988888216412163&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1614983920692482051&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
{tweet}url=1614980511419564033&maxwidth=400&align=center&media=false{/tweet}
وأسرت كتائب القسام الجندي الإسرائيلي “أفراهام منغستو” عام 2014م، وهو من مستوطني مدينة عسقلان المحتلة، وسمحت الرقابة الإسرائيلية في تموز (يوليو) 2015م بنشر نبأ اختفائه بعد تسلله من السياج الفاصل شمالي قطاع غزة.
وقالت وسائل إعلام عبرية في ذلك الوقت، إن “منغستو” حمل معه ظرف طلقة رصاص وحقيبة فيها كتاب التوراة كان قد تركها قرب السياج الفاصل شمالي القطاع ساعة تسلقه للسياج.
وكانت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، بثت اليوم، رسالة مصورة للجندي الأسير لديها أبراهام منغستو.
وقال منغستو في رسالة القسام: ” إلى متى سنبقى هنا في الأسر أنا وأصدقائي”.
وأضاف، “أين دولة وشعب إسرائيل من مصيرنا”.
وتأتي الرسالة بمناسبة تبادل المناصب في رئاسة أركان جيش الاحتلال وتنصيب “هرتسي هليفي” قائدًا جديدًا خلفًا للحالي “أفيف كوخافي”.
وقال الكتائب في الرسالة نفسها:” على رئيس الأركان الصهيوني الجديد أن يعد نفسه لحمل أعباء وتوابع فشل سلفه”.
وتحتفظ كتائب القسام بأربعة جنود إسرائيليين أسرى في غزة هم: شاؤول أرون وهدار غولدن وأبراهام منغستو وهشام السيد.