هذه القصة تضرب نموذجاً لحوار بين عالم وملحد، وكيف كانت المناظرة بينهما، حول الخلق، وقدرة الخالق سبحانه وتعالى.
تقول القصة: دخل أحد الملاحدة يوماً على أحد العلماء وقال له: أنا أستطيع أن أخلق!
قال له: تستطيع أن تخلق؟!
قال: نعم.
قال: فأرني كيف تخلق؟
فأقبل إلى جذع شجرة وحفر فيها حفرة، ثم وضع قطعة لحم، ثم أغلق على الحفرة، وقال للشيخ: الوعد هنا بعد ثلاثة أيام ألتقي بك.
فماذا حصل؟!
وقف الرجل الذي يدعي أنه يخلق ونزع الغطاء الذي وضعه على قطعة اللحم فإذا حول هذه القطعة بعض الدود (دود صغير يكون غالباً على اللحم إذا فسد)، فقال له ذاك الرجل: انظر، أنا خلقت هذا الدود!
فقال له الشيخ: أنت الذي خلقت الدود؟ حسناً، كم عدد خلقك؟!
وهو ينظر إلى هذا الدود ينطوي بعضه على بعض، ويتساقط بعضه على بعض، منه من يذهب يميناً ويساراً.
قال: هااا لا أعرف!
قال: خلقت ولا تدري كم عدد خلقك!
حسناً، كم منهم إناث، وكم منهم ذكور؟!
قال: هااا لا أدري، بل لا أستطيع أن أفرق بين الذكر والأنثى منها!
قال الشيخ: ولكن ربي خلق الخلق كلهم ويعلم عددهم وذكورهم من إناثهم ويعلم أرزاقهم؛ (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً) (مريم: 94).
هكذا نجح العالِم في دحض ادعاء وافتراء الملحد، مستعيناً بالقرآن في إثبات قدرة الله سبحانه.