شنَّ رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي -هدانا الله وإياه إلى الصواب- حملةً ظالمةً قائمة على الأكاذيب والأباطيل والمغالطات بحق صحابة رسول الله ﷺ، واتهامات لدولة بني أمية بسبّ وشتم الخليفة الراشدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وآل البيت رضوان الله عليهم جميعاً على منابر المسلمين في زمن الحكم الأموي!
كما في قوله: «في عهد بني أمية الإمام عليّ يُشتم على منابر المسلمين 70 سنة، وهم يعلمون حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيز، فأوقف شتم الإمام عليّ».
وقال: «وكانوا إذا انتهت صلاة الجماعة يصافح بعضهم بعضاً بلعن عليّ، إلى أن أمر عمر بن عبدالعزيز بمنع ذلك، وقال: تصافحوا وقولوا: تقبل الله منكم حتى يقضي على ظاهرة شتم الإمام عليّ».
ونجده اعتمد في ذلك على ما تداولته الروايات الموضوعة، والقصص الملفّقة وخزعبلات القصّاص، وتخيّلات القصص الشعبيّ، والممزوج برائحة الشعوبيّة والتحيّز المذهبي، والطّعن في صحابة وتلاميذ رسول الله ﷺ، فهو استند إلى أسس واهية، ومصادر خائسة وزائفة، ونشرَ ذلك في وسائل الإعلام في ذكرى خطبة النبي ﷺ في منطقة غدير خم بين مكة والمدينة ﷺ، التي سنأتي على تفصيلها وذِكرها ضمن السلسلة هذه إن شاء الله، وسنذكر ما قاله في كلمته والحقيقة التاريخية لتلك الأحداث، ففي الكلمة طعن رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي ببني أمية ومعاوية بن أبي سفيان، وعمرو بن العاص، وأبي موسى الأشعري (رضي الله عنهم)، وألقى باللائمة على الصحابة الذين وقفوا معهم، وزوّر كثيراً من الحقائق والأحداث التاريخية، وهذا ما أوجب علينا التنبيه والنصح والإرشاد، والتذكير بخطورة ما أقدم عليه من نشر فيروسات تلوّث التّاريخ، وتهدد وحدة المسلمين، وتسيء لصحابة النبي الكريم ﷺ.
إن من لديه أدنى معرفة بأحداث التاريخي الإسلامي، وبحال صحابة رسول الله ﷺ، يعلم أن ما صرَّح به رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي بأنه ظلم لصحابة رسول الله ﷺ، وأوهام غير مبنية على الحقائق العلمية الدقيقة، وإنما هو البغض والكره لأولئك القوم الكرام، وبعضُ من في قلوبهم مرض يروّجون ذلك على معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) وبعض ولاة بني أميّة، مثل القول زوراً بأن الأمويين منذ عهد معاوية بن أبي سفيان أمروا بسبّ عليّ بن أبي طالب (رضي الله عنه) على المنابر في خطب الجمعة، وأن ذلك استمر ما يقارب سبعين سنة بعده، حتى جاء عمر بن عبدالعزيز (رضي الله عنه) فمنعهم، وهذا افتراء واضح، وكذب صريح، كما سنبين فيما يأتي، وأسفنا أكثر أن مثل هذه القصص المكذوبة لا تعود على الأمة إلا بالضرر على أبنائها، ولا تورّث علماً نافعاً، ولا عملاً صالحاً؛ وإنما تُزيد الفرقة، وتؤجّج الخلاف بين المسلمين، وتشعل الصراع بين الشعوب والحضارات.
إن هذه الشبهة الموهومة أكثر ما توجه على معاوية بن أبي سفيان من بني أمية، ويتهمونه أنه هو أول من أَمرَ بشتم عليّ (رضي الله عنه) في كل جمعة؛ لذلك سأخص الكلام في هذه الحلقة من السلسلة عن معاوية بن أبي سفيان، وأبين بعض صفاته وفضائله، ودوره وجهاده وفتوحاته، ثم أرد على شبهة شرعنة سبّ عليّ بن أبي طالب وآل البيت رضوان الله عليهم في ميزان العلم والإنصاف وحقائق التاريخ الإسلامي، فمن هو معاوية بن أبي سفيان؟
نسب معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) ومولده:
هو معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب، أمير المؤمنين، أبو عبدالرحمن، القرشي الأمويُّ المكي، ولد قبل البعثة بخمس سنين.
إسلام معاوية وفضائله:
أسلم معاوية مع أبيه وأخيه يزيد رضي الله عنهم يوم الفتح (العسقلاني، الإصابة، 3/ 433)، هذا على المشهور، ولكن يروى عنه أنه قال: أسلمت يوم القضية؛ أي: عمرة القضاء سنة 7هـ، ولكن كتمت إسلامي من أبي، ثم علم بذلك، وشهد معاوية رضي الله عنه مع رسول الله ﷺ حُنيناً، وأعطاه مائة من الإبل وأربعين أوقية من الذهب.
وقد ذكر العلماء لمعاوية رضي الله عنه فضائل كثيرة؛ من هذه الفضائل:
أ- دعاء الرسول ﷺ لمعاوية رضي الله عنه: ومن ذلك قوله ﷺ: «اللهم اجعله هادياً، مهدياً، واهدِ به»، وقال ﷺ: «اللهم علِّم معاوية الكتاب والحساب وقِهِ العذاب».
ب- ما أخرجه البخاري من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها، قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت: يا رسول الله! أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم»، ثم قال النبي ﷺ: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر مغفور لهم»، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا» (العسقلاني، فتح الباري، 6/ 22).
قال المهلَّب معلقاً على هذا الحديث: في هذا الحديث منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر. (ابن كثير، البداية والنهاية، 11/396).
وكان معاوية رضي الله عنه يكتب الوحي لرسول الله ﷺ، وكذلك رسائل النبي ﷺ إلى زعماء القبائل، وكتابة معاوية للوحي لرسول الله ﷺ أتاحت له لوناً من القرب الطبيعي من رسول الله ﷺ في تلك الفترة التي أعقبت فتح مكة حتى وفاة رسول الله ﷺ، مما يستتبع بالضرورة التأثر بشخص الرسول الكريم ﷺ، والأخذ المباشر منه. (الدولة الأموية المفترى عليها، ص 145).
أهم صفات معاوية:
اشتهر معاوية بصفات كثيرة؛ من أهمها:
1- العلم والفقه: ومن المسائل الفقهية التي أثرت عن معاوية:
أ- أثر عنه رضي الله عنه أنه أوتر بركعة. (فتح الباري 7/ 130).
ب- أثر عنه الاستسقاء بمن ظهر صلاحه.
جـ- أنه يجزئ إخراج نصف صاع من البر في زكاة الفطر (زاد المعاد 2/ 19).
2- الحلم والعفو: اشتهر أمير المؤمنين معاوية بصفة الحلم، وكان يضرب به المثل في حلمه، وكظم غيظه، وعفوه عن الناس.
3- الدهاء والذكاء الحاد.
4- عقليته الفذة وقدرته على الاستيعاب.
5- التواضع والورع والخشوع.
6- إحسانه إلى كبار الصحابة في عهده مثل عبدالله بن عباس، وعبد الله بن الزبير (رضوان الله عليهم).
جهاد معاوية:
1- جهاده ضد البيزنطيين:
كان معاوية رضي الله عنه يرى أن الخطر الأكبر من وجهة نظره الدولة البيزنطية، وإن كانت قد خسرت أهم أقاليمها في الشرق (الشام ومصر)، وقد حاصر القسطنطينية 7 سنوات، حتى أرهقت البيزنطيين، وأذاقتهم ألوان الضنك والخوف، وأنزلت بهم خسائر فادحة، وبالرغم من كل ذلك لم يستطع اقتحام المدينة أو التغلب على حراسها المدافعين عن أسوارها (العالم الإسلامي في العصر الأموي، ص 351، 252).
2- جبهة شمال أفريقيا والبحر المتوسط:
كانت هذه الجبهة أولى الجبهات التي أولاها اهتمامه، وذلك لأنها قريبة من حدود مصر الغربية ولوجود جزر بحرية في البحر المتوسط قريبة على ديار المسلمين وتابعة لبيزنطة، ففي أول حكمه أرسل حملتين إلى أفريقيا الأولى عام 41هـ، والثانية عام 45هـ، وذلك بقيادة معاوية بن خديج، ورافقه عدد من الصحابة وأشراف قريش، واشتهر في عهد معاوية بن أبي سفيان القائدان الكبيران عقبة بن نافع، وأبو المهاجر دينار، اللذان وطّدا لدولة الإسلام الفتوحات في تونس ومناطق شمال أفريقيا، فضلاً عن مهاجمة الجزر البحرية التابعة لبيزنطة، وفتح جربة التي كان يسكنها البربر، ووصلت قوات عقبة بن نافع إلى ساحل المحيط الأطلسي (سير أعلام النبلاء، 3/ 532) (الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 2/ 590) و(معاوية بن أبي سفيان، علي محمد الصلابي، ابن كثير، 2009، ص 397 – 417).
3- الجناح الشرقي للدولة الأموية:
كان المسلمون حتى خلافة عثمان بن عفان رضي الله عنه قد أتموا فتح البلاد التي تقع بين العراق ونهر جيحون، وتضم جرجان وطبرستان وخراسان وفارس وكرمان وسجستان، فلما قتل عثمان تعثرت حركة الفتح، وخرج أكثر أهل هذه البلاد عن الطاعة، حتى جاء عهد معاوية رضي الله عنه أخذت دولته تبذل جهوداً بالغة لإعادة البلاد المفتوحة إلى الطاعة ومد حركة الفتح (دراسة في تاريخ الخلفاء الأمويين، ص 219)، فشملت خرسان وبلاد ما وراء النهر وبلاد السند.
من سنن الله في فتوحات معاوية:
يلاحظ الدارس للفتوحات الإسلامية في عهد معاوية بعض سنن الله في المجتمعات والشعوب والدول؛ ومن هذه السنن:
1 ـ سنة الله في الاتحاد والاجتماع:
كانت الفتنة التي أدت إلى استشهاد عثمان رضي الله عنه أكبر معوق أصاب حركة الفتوحات بعد الردة أيام أبي بكر رضي الله عنه، واتجهت الأمة الإسلامية إلى الوقوع في فتنة لا نهاية لها لولا أن تداركتها رحمة الله سبحانه وتعالى بصلح الحسن بن علي مع معاوية (رضي الله عنهما).
2 ـ سنة الأخذ بالأسباب:
ويظهر أخذ معاوية رضي الله عنه بسنة الأخذ بالأسباب، في اهتمامه ببناء الأسطول البحري وتطويره، وتقوية الجيش، والقضاء على الفتن الداخلية، وفتنة الخوارج، ودعم الثغور، وأماكن الرباط، والتخطيط الاستراتيجي للدولة في سياستها الداخلية والخارجية، وذلك بعد صلحه مع الحسن بن علي (رضي الله عنه).
3. سنة الله في الظالمين:
مارست الدولة الفارسية الظلم على رعاياها وتمردت على منهج الله، فمضت فيها سنة الله، وسلط الله عليها المسلمين منذ عهد الخليفة الراشدي أبي بكر الصديق (رضي الله عنه)، فأزالوها من الوجود، (السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد، ص 119 – 121)، وكذلك نفوذ الدولة البيزنطية من الشام ومصر، وتزعزع وجودها في الشمال الإفريقي، وما جاء عهد الوليد بن عبد الملك بن مروان (رحمه الله) حتى زال نفوذها من الشمال الإفريقي كلياً.
وهذا ملخص سريع وموجز جداً لسيرة هذا الصحابي المفترى عليه إذ إن الذي يهمنا الساعة هو الدخول في صلب الموضوع، وهو الرد على الشبهات والمغالطات التي تَقوّلها رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي، وقالها غيره من المتهجمين على الصحابة (رضوان الله عليهم) دون علم ولا دراية.
حقيقة ما ورد من أمر معاوية خطباء الجمعة بسب علي رضي الله عنه على المنابر بعد خطب الجمعة:
يثير المبغضون للصحابة وخصوصاً لمعاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) الشبهات ومن أبرزها أنّ معاوية بن أبي سفيان حمل ولاته والناس في زمانه على سبّ علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما)، ولعنِهِ فوق منابر المساجد في الدولة الأموية حاشاه، واختلقوا في ذلك روايات باطلة، أخذها بعض المؤرخين وحشوا بها كتبهم، من غير الكلام على إسنادها أو صحتها وضعفها بالتمحيص الدقيق، وبعد دراسة متأنية وواعية ومقارنة وواسعة، وجدنا أنها روايات باطلة مختلقة، في أكثرها رجال من أهل الرفض الذين يبغضون الصحابة، فهذه الدعوة لا أساس لها من الصحة، وكل ما أوردوا فيها من آثار واهية وموضوعة.
كما أن الحقيقة التاريخية الدامغة تُكذّب كل الروايات الموضوعة والمصنوعة التي تدعي بأن معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) أمر بسبّ أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) على منابر الدولة الأموية كل يوم جمعة في:
– مساجد بلاد الحرمين
– مساجد العراق وخراسان وبلاد ما وراء النهر
– مساجد الشام
– مساجد مصر
– مساجد شمال إفريقيا
وملخصه: إن ما يدسُّه كُتاب التاريخ من أصحاب الأهواء الشيعية أو الاستشراقية المزيفة للحقائق في اتهام معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) بأنه أَمَرَ بذلك، وأنه ظاهرة عامة، وتوجه للدولة في كل مساجدها.
– لا يصح من ناحية السند.
– لا يصح من ناحية التمحيص التاريخي.
– لا يصح بميزان العلم والإنصاف والعقل والمنطق.
– ولا يصح من حيث دراسة الحال الذي كان عليه معاوية بن أبي سفيان في عهده رضي الله عنه من إكرامه لآل البيت رضي الله عنهم بشكل عام، وللحسن والحسين (رضي الله عنهما) بشكل خاص.
وإن تثبيت هذا الادعاء والبهتان، هو اتهام للحسن والحسين والصحابة الكرام رضوان الله عليهم أجمعين – والذين كانوا أحياء في ذلك العصر – في السكوت عن ذلك المنكر العظيم الذي يتعارض مع قواعد السِلم وعوامل نجاح الصلح وشروطه الذي قاده خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي (رضي الله عنه)، والذي قال فيه النبي ﷺ: “إن ابني هذا سيد وسيُصلح الله به بين فئتين من المسلمين عظيمتين”.
فلا يصح هذا الاتهام الباطل وفق القواعد العلمية لعلماء أهل الجرح والتعديل، وهل يُقبل بالعقل والمنطق رجل في مقام معاوية بن أبي سفيان (رضي الله عنه) استأمنه رسول الله ﷺ لوحي السماء واستأمنه سِبط رسول الله ﷺ الحسن بن علي (رضي الله عنه) على قيادة الأمور وحكمها يأمر على منابر دولته في سَبّ الخليفة الراشد الرابع المبشر بالجنة، وهو صاحب الأفضال العظيمة والمواقف الكريمة والتضحيات الجسام في خدمة دين الله عز وجل. كيف يُعقل أن يقوم به معاوية!؟ إن هذا لشيء عُجاب ليس له في عالم المنطق من سبيل وفي عقول الراشدين من قناعة إلا في بحار الأهواء وصحاري الأكاذيب.
إن معاوية رضي الله عنه من قادة الأمة الإسلامية ومن خلفائها، ومن كُتّاب وحي رسول الله ﷺ، وممن زكاهم القرآن الكريم بقوله: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29)} [الفتح: 29].
وقد ورد في فضائله أحاديث عدّة، ومن كان هذا حاله، فلا يمكن أن يسفُل إلى ما وصفته به بعض الروايات التاريخية الموضوعة، أو بما يصفه به بعض الناس لغاياتهم السياسية، وأغراضهم الأيدولوجية.
وبالتالي، يمكن القول: إن شناعة ما أقدم عليه رئيس الوزراء العراقي الأسبق نوري المالكي وعظمَ فريته؛ تدفع بكل مسلم غيور على دين الله، وصحابة رسوله الكرام بالدفاع عنهم والذب عن حمَلة الدين ومُبلغي رسالته للعالمين؛ ولذلك قررت بعد الاستعانة بالله والتوكل عليه، مدافعة تلك الأكاذيب والافتراءات، وتبيان الحقائق التاريخية وفق مصادر العلم والتاريخ الصحيح والموضوعي، ولأجل هذا الهدف سأُتبع هذه الحلقة، بخمس حلقات أخرى أُجلّي فيها ما حاول نوري المالكي وغيره القيام به من تزوير وافتراء، وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب، وستُنشر هذه الحلقات بعد الحلقة الأولى تباعاً على النحو الآتي إن شاء الله:
- (رفع المصاحف وحقيقة قضية التحكيم وحقيقة قرار التحكيم).
- (أبو موسى الأشعري رضي الله عنه في ميزان العلم والإنصاف).
- (عمرو بن العاص رضي الله عنه في ميزان العدل والمعرفة).
- (قصة غدير خم والروايات حولها).
- (سيد آل البيت والمسلمين في زمانه خامس الخلفاء الراشدين الحسن بن علي بن أبي طالب ودوره في وحدة الأمة).
سائلين المولى تبارك وتعالى أن يهدينا جميعاً إلى صراطٍ مستقيم، وأن يُعيننا على طاعته، والإنصاف بحق عباده المؤمنين، وجمع كلمة الأمة، وتبليغ رسالته للعالمين إن ربي سميع مجيب للدعاء.
والحمد لله رب العالمين
_____________________
1- البداية والنهاية، ابن كثير الدمشقي.
2- الدولة الأموية المفترى عليها، حمدي شاهين.
3- الدولة الأموية، د. علي محمد الصلابي، دار ابن كثير، ط1، 2005م، ص 92.
4- السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد، عبدالكريم زيدان.
5- سير أعلام النبلاء، 3/ 532.
6- العالم الإسلامي في العصر الأموي، عبدالشافي محمد عبد اللطيف.
7- فتح الباري شرح صحيح البخاري، ابن حجر العسقلاني.
الكامل في التاريخ، ابن الأثير، 2/ 590.
8- معاوية ابن أبي سفيان رضي الله عنه، د. علي محمد الصلابي.
9- معاوية بن أبي سفيان، علي محمد الصلابي، ابن كثير، 2009، ص 397 – 417.