يواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه الغاشم على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، ليرتفع عدد الشهداء إلى 2750 وجرح أكثر من 9600.
وقال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مقره جنيف) في تقرير له: «إن “إسرائيل” أسقطت ما يعادل ربع قنبلة نووية على قطاع غزة وهي تقتل 14 فلسطينياً كل ساعة بالمتوسط في هجومها على القطاع».
وأضاف المرصد، أن «هجمات “إسرائيل” الجوية والمدفعية الدموية على قطاع غزة حولته إلى حفرة من الجحيم ينتشر فيها الموت والدمار في ظروف إنسانية بالغة التعقيد ومن دون أي خدمات أساسية للحياة».
وذكر المرصد أن «المدنيين في غزة من دون أي ملجأ وينزحون من الموت إلى الموت، في وقت تنعدم خدمات الكهرباء والمياه والاتصالات والانترنت وانعدام غير مسبوق وبالغ الخطورة للأمن الغذائي».
إبادة جماعية
وبحسب توثيق المرصد «الأورومتوسطي»، فإن الاحتلال «قتل ما لا يقل عن 2920 فلسطينياً من بينهم 920 طفلاً و469 امرأة، بينما أصيب أكثر من 12 ألف أخرين بجروح مختلفة، أكثر من نصفهم من الأطفال والنساء».
وأبرز المرصد استمرار الاحتلال في «تكثيف هجماته الجوية والمدفعية على كافة أنحاء قطاع غزة شملت تدمير أحياء سكنية بكاملها، وتسببت بإبادة ما لا يقل عن 84 عائلة فقدت 4 أو أكثر من أفرادها في عمليات قتل جماعي مروعة».
ووثق المرصد الحقوقي الدولي، تدمير الاحتلال 17300 مبنى سكني وتضرر نحو 87 ألف وحدة سكنية بشكل بالغ وجزئي، بينما تم تدمير 85 مقراً حكومياً.
وأضاف: «إن “إسرائيل” ألحقت دماراً بما لا يقل عن 73 مدرسة، وتدمير 165 منشأة صناعية، و61 مقراً إعلامياً، فضلاً عن هدم 18 مسجداً، وإلحاق دمار بعشرات المساجد وكنائس أثرية قديمة».
وطالب المرصد «الأورومتوسطي» بـ«تحرك دولي فوري يضمن إمدادات الكهرباء والمياه والاحتياجات الأساسية في غزة، ورفع الحصار المفروض على القطاع منذ عام 2006».
وشدد على أن «استمرار العقاب الجماعي للسكان المدنيين في غزة يرتقي إلى مستوى جريمة حرب في وقت أن “إسرائيل” ملزمة باعتبارها القوة المحتلة، بضمان تلبية الاحتياجات الأساسية للسكان المدنيين بموجب القانون الدولي».
إنذارات بالإخلاء
ويشهد قطاع غزة حركة نزوح واسعة منذ بدء العدوان، حيث نزح أكثر من 820 ألف شخص إلى مدارس ومرافق إيواء تابعة للأمم المتحدة ومدارس حكومية وأقارب وجيران لهم، علما أن أكثر من 450 ألف شخص نزحوا بعد تدمير أو تضرر منازلهم في الغارات «الإسرائيلية»، وفق توثيق المرصد.
وأشار التقرير إلى أنه «في غياب أي ملجأ آمن، نزح عشرات ألاف المدنيين إلى مقرات المستشفيات للاحتماء من هجمات “إسرائيل”، منهم أكثر من 35 ألف شخص إلى مجمع الشفاء الطبي وحده».
وتابع «يضاف إلى ذلك ما مارسه الجيش “الإسرائيلي” من ترهيب بحق سكان محافظتي غزة وشمال القطاع عبر إنذارهم بإخلاء جماعي لمناطق سكنهم والتوجه إلى وسط وجنوب القطاع».
وأوضح «الأورومتوسطي» أن «إنذارات الإخلاء للمدنيين في غزة تمت حتى من دون إعلان وقف الغارات والهجمات الجوية، وفي غياب أي ضمانات للسلامة أو العودة، بما يرقى إلى مستوى جريمة حرب تتمثل في الترحيل القسري».
وذكر المرصد الحقوقي أن «73 فلسطينياً قتلوا وأصيب أكثر من 130 آخرين عصر الجمعة الماضي، جراء الاستهداف “الإسرائيلي” لشاحنات وسيارات كانت تقل نازحين على شارعي صلاح الدين والرشيد ممن حاولوا الوصول لما بعد منطقة جنوب وادي غزة بحسب طلب الجيش “الإسرائيلي”».
واستنكر «الأورومتوسطي» القصف المتعمد لمدنيين نزحوا من منازلهم بشكل قسري بعد ترهيبهم وإنذارهم من جيش الاحتلال بما يشكل ممارسة علنية لعمليات نقل قسري خارج القانون الدولي.