أصدرت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية بياناً نعت فيه سمو الأمير الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، هذا نصه:
قال تعالى “وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”
ببالغ الحزن والأسى، وبقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره، تلقت الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح أمير البلاد، الذي برحيله خسر العالم قائدًا حكيمًا، وزعيمًا مخلصًا لوطنه، ومسؤولًا وفيًا لأمته، ورمزًا شامخًا من رموز النبل والنجدة والعطاء.
لقد رحل صاحب السمو، وخلّف مسيرة حافلة بالمواقف الإنسانية الرائدة والمشهودة وجميع صور البذل والعطاء والإنجازات – بفضل الله تعالى – ثم رؤيته الثاقبة، وظل حتى آخر لحظة في حياته داعمًا للمسيرة الإنسانية والتنموية لدولة الكويت.
إن الأمير الراحل منذ توليه مسند الإمارة في 29 سبتمبر عام 2020م، تعهد باستكمال مسيرة شقيقه المغفور له بإذن الله تعالى الأمير الراحل وقائد العمل الإنساني الشيخ صباح الأحمد – طيب الله ثراه، وقيادة الكويت نحو الريادة الإنسانية، والعمل على انتشال ملايين الفقراء من مستنقع الجهل والمرض والحاجة ودعم مشاريع التنمية المستدامة في العالم.
والهيئة الخيرية – رئيسًا وأعضاء مجلس إدارة وجمعية عامة وإدارة تنفيذية – وقد آلمها هذا المصاب الجلل والفقد العظيم، لتستذكر رحلة عطائه الزاخرة في خدمة وطنه وأمته والإنسانية جمعاء، ولتعبر عن اعتزازها بمواقفه الإنسانية وتوجيهاته السامية التي كان لها كبير الأثر في استمرار ريادة العمل الخيري الكويتي، وتمكين الشعب الكويتي من تسطير الملاحم الإنسانية مع كل نكبة أو كارثة، ألمت بالشعوب الشقيقة والصديقة.
إن التاريخ يُدون بأحرف من نور توجيهاته الحكيمة والسديدة بإطلاق المبادرات الإنسانية والحملات الإغاثية الشعبية، الواحدة تلو الأخرى، لدعم المنكوبين والمحتاجين في جميع أنحاء العالم، فحينما اجتاح الزلزال جنوب تركيا والشمال السوري، كانت الكويت في صدارة المشهد الإنساني، وكذلك حينما ضرب الزلزال المغرب، وحينما هبت العواصف العنيفة على ليبيا، وحينما وقعت النزاعات في السودان، كانت الجسور الإغاثية الكويتية هي البلسم الشافي لضحايا هذه الأزمات والكوارث، والعنوان الإنساني الكبير بتوجيهاته السامية – رحمه الله.
وكذلك الأمر بشأن أحداث غزة المؤلمة التي نعيش على وقع فصولها الدامية، لقد شكلت توجيهاته الإنسانية الكريمة بإطلاق الجسر الكويتي الإغاثي الذي بلغت طائراته حتى اليوم 30 رحلة إغاثية، رافدًا مهمًا من روافد تخفيف معاناة المنكوبين، وتقديم المساعدات الطبية والإيوائية والغذائية وغيرها.
إن الراحل ـ رحمه الله ـ بحكمته وعمق بصيرته وحبه للخير ترك إرثًا إنسانيًا عظيمًا، وقدم نموذجًا يحتذى في البذل والعطاء ومساعدة الأشقاء والأصدقاء، وبمشيئة الله ستظل مبادراته الإنسانية ومنجزاته الوطنية نبراسًا للأجيال، وستبقى سيرته العطرة حية في وجدان شعوب العالم، لما تميزت به تضميد لجراح المنكوبين، وإغاثة الملهوفين، ونصرة المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها.
وبهذا المصاب الكبير والجسيم، لا يسع الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية إلا أن تتقدم بأحر التعازي، وأصدق المواساة لعائلة الصباح الكرام والشعب الكويتي ومحبي الأمير الراحل في العالم والأمتين العربية والإسلامية، راجية من المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد الكبير بواسع رحمته، وفيض مغفرته وعظيم رضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا، وأن يجزيه خير الجزاء عما قدم لوطنه وأمته والإنسانية من أعمال جليلة، وإن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا شيخنا الجليل وقائدنا الكبير لمحزنون.
وندعو الله العلي القدير أن يحفظ بلادنا الحبيبة الكويت، وشعبها الأبي، وأن يمكن لها سبل الازدهار والرفعة والنماء والرقي والصلاح والمجد، وأن ينعم عليها بالأمن والاستقرار والرخاء والنهضة والرفاه، لتظل رايتها عالية خفاقة ترفرف في سماء العطاء والإنسانية.
رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية
د.عبدالله معتوق المعتوق