تتواصل الدعوات الدولية المتكررة لإقامة مؤتمر دولي لوقف الحرب المستمرة في قطاع غزة، الذي دخل شهره السادس مع تزايد أعداد الضحايا والمصابين والدمار الواسع في البنية التحتية.
منذ بدء الحرب، تم عقد سلسلة من المؤتمرات الدولية، لكن لم تأتِ بأي نتائج تذكر لوقف الحرب، في حين تستمر الوساطة القطرية المصرية الأمريكية لإبرام هدنة طويلة بين حركة «حماس» الفلسطينية و«إسرائيل».
التركيز هذه المرة يتم على أن يكون محور المؤتمر هو الاعتراف بإقامة دولة فلسطينية، وإنهاء الصراع في المنطقة، وسط تساؤلات حول نجاح هذه المساعي.
دعوات متزايدة
في ختام الاجتماع الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في 4 مارس 2024م، تمت دعوة لعقد مؤتمر دولي عاجل يجمع الأطراف الدولية ويشمل كافة مكونات الشعب الفلسطيني، بهدف تحقيق حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء الحرب.
وفي 23 فبراير 2024م، دعا وزير الخارجية العماني بدر بن حمد البوسعيدي إلى عقد مؤتمر دولي طارئ بشأن فلسطين، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف دائم لإطلاق النار وإنهاء الصراع في المنطقة.
مبادرات سابقة
عُقدت سلسلة من المؤتمرات الدولية لكن دون أي تقدم ملموس، وكان من أبرز هذه المؤتمرات «المؤتمر الدولي الإنساني» في باريس، و«القمة الأوروبية حول فلسطين» في إسطنبول، وقمة عربية إسلامية طارئة في مصر.
على الرغم من هذه المحاولات، يبقى السؤال مطروحاً حول إمكانية التوصل إلى حل دائم يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة وإنهاء الصراع في المنطقة.
الآمال والتحديات المرتقبة للمؤتمر الدولي لفلسطين
تواجه الدعوات الدولية لعقد مؤتمر دولي لحل الصراع في فلسطين تحديات وآمالاً كبيرة في المرحلة الحالية، حيث تسعى الأطراف الداعية لهذا المؤتمر إلى استثمار حالة التعاطف العالمية مع القضية الفلسطينية لإقامة دولة مستقلة للشعب الفلسطيني.
التحديات المرتقبة
مواقف «إسرائيلية»: يواجه المؤتمر تحدياً كبيراً في مواجهة رفض «إسرائيل» لحل الدولتين ومعارضتها لأي سيادة فلسطينية، هذا يعزز الضغوط الدولية للتوصل إلى حلاً شاملاً وعادلًا للصراع.
مواقف دولية: بالرغم من التوجه الإيجابي لبعض الدول نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إلا أن بعض الدول الكبرى لم تعلن بوضوح عن موقفها، مما يجعل نجاح المؤتمر يتوقف على قدرة الدول الكبرى على تحقيق التوافق.
العقبات «الإسرائيلية»: يواجه المؤتمر تحديات من جانب الحكومة «الإسرائيلية» الحالية، التي ترفض أي تغييرات في وضعية القدس والمستوطنات «الإسرائيلية»، مما يجعل التوصل إلى حل دائم يتطلب تغييرات جذرية في المواقف «الإسرائيلية».
الآمال المرتقبة
الاعتراف الدولي: يتوقع أن يؤدي المؤتمر إلى مزيد من الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مما يزيد من الضغوط على «إسرائيل» لقبول حل سلمي.
الدعم الدولي: قد يؤدي المؤتمر إلى تعزيز الدعم الدولي والضغوط على «إسرائيل» للالتزام بقرارات الأمم المتحدة ووقف الانتهاكات ضد الشعب الفلسطيني.
الحوار السياسي: يمكن أن يوفر المؤتمر منصة للحوار السياسي بين الأطراف المعنية، مما قد يسهم في إيجاد حلول سلمية وعادلة للصراع.
على الرغم من التحديات الكبيرة التي تواجه المؤتمر الدولي المنتظر، فإنه يبقى فرصة للأمل في تحقيق تقدم نحو إنهاء الصراع وتحقيق السلام في المنطقة، وذلك من خلال التزام جميع الأطراف المعنية بالتعاون والحوار البناء للوصول إلى حلول مقبولة للجميع.