بماذا نجيب طلبتنا في الجامعات وهم يمطروننا بالأسئلة الصريحة والشجاعة مع شعورهم الساخط: لماذا يا أستاذ رد فعل الدول الإسلامية ليس على مستوى الأحداث بما يجري في غزة المحاصرة، خاصة بعد أن شاهد الجميع محرقة الغزاويين وهم أحياء؟!
صدق الطلبة، إذ إن استفهاماتهم الاستنكارية التعجبية ما هي إلا تعبير صادق للحس العام عند الشعوب المسلمة وكل أحرار العالم.
كم هو صعب ومحرج ومؤلم وفاضح، وقل ما تشاء من مفردات الإدانة والتشنيع التي يتداولها الناس في عالمنا الإسلامي، ليس ضد النظام الدولي (الغربي) الواضح في توظيف القوانين والقرارات الدولية براجماتياً لصالح أجنداته وعنصرياته ومصالحه على حساب حقوق وحياة الأبرياء، وإنما ضد من بيده القدرة والتأثير في عالمنا العربي والإسلامي.
وكلما تكشفت الأمور السياسية واتضحت ملابساتها وبان للطلبة وغيرهم من الجماهير العربية والمسلمة أن بعض دول المسلمين متواطئة مع الصهاينة ازدادت أسئلتهم حدة وسخطاً.
هنا لا بد من وجود مرشد ناصح واعٍ عاقل حكيم؛ الأستاذ، الوالدين، الموجهين، وكل إنسان له صوت مؤثر في محيطه، أن يؤكدوا حقيقة أن نصرة الحق وأهله ونبذ الظلم وزبانيته، قيم مستقلة عن الأشخاص والكيانات، وأنه من الواجب على المسلم -بحسب قدراته وإمكاناته- أن يؤدي دوره بكل كيانه وعياً ومشاعر وسلوكاً، وأن يكون إيجابياً رغم كل الظروف الصعبة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من امرئ يخذل امرءاً مسلماً في موضع تنتهك فيه حرمته وينتقص فيه من عرضه إلا خذله الله في موطن يحب فيه نصرته، وما من امرئ ينصر مسلماً في موضع ينتقص فيه من عرضه وينتهك من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب نصرته».
أعاننا الله على تحقيق عبودية النصرة والإغاثة والولاء لإخواننا المسلمين المظلومين المكروبين الذين تضافر على إهلاكهم طواغيت الغرب والشرق، وأعانهم على ذلك مبادرات التطبيع ومشاريع التصهين العربي!