في مشهد إيماني وتاريخي مهيب، شهدت جامعة دمشق إقامة أول صلاة جماعة علنية في حرمها بعد عقود من القمع والتضييق التي فرضها نظام حزب البعث وعائلة الأسد.
هذا الحدث الاستثنائي، الذي وثقه ناشطون بمقاطع فيديو مؤثرة، يمثل لحظة فارقة في تاريخ سورية، حيث اجتمع مئات الطلبة في ساحة الجامعة لرفع الأذان وأداء صلاة الظهر، في مشهد يعكس انتصار الإرادة الشعبية واستعادة الهوية الإيمانية بعد سنوات طويلة من الظلم.
الصلاة كانت تهمة
وأشار الناشطون إلى أن إقامة الصلاة في الجامعات السورية كانت تُعد تهمة خطيرة في ظل نظام قمعي يمنع المظاهر الدينية في المؤسسات التعليمية، لافتين إلى أن الصلوات كانت تُؤدى خفية داخل مساكن الطلبة، تحت أعين الرقابة الأمنية.
الإعلامي السوري أحمد موفق زيدان استعاد ذكرياته عند رؤية هذا المشهد قائلاً: حين رأيت المشهد المهيب لصلاة طلبة الطب بجامعة دمشق، تذكرت خطيب مسجدها الأستاذ الراحل عصام العطار رحمه الله، وتذكرت أول صلاة أقمناها في ثانوية المتنبي بحلب عام 1979م، بعد أن انتزعنا غرفة صف، فنظفناها وأذّنا بها، ثم صلينا.
وعلق الداعية د. محمد العوضي، قائلاً: مشهد صلاة الظهر في جامعة دمشق بعد عقود يعكس كم عانى الشعب السوري على كل الصعد من طغيان نظام كافر فاجر ظالم عنصري «مافيوي» متعدد العمالة.
وأضاف العوضي: كانت الصلاة في الجامعات تعتبر تهمة، وكانت تتم خفية في مساكن الطلاب وعليهم رقابة شديدة.
وأكد رئيس الهيئة العالمية لأنصار النبي صلى الله عليه وسلم د. محمد الصغير، أن هذه اللحظة دليل على أن الشعوب الإسلامية متعطشة للعودة إلى دينها وفطرتها.
أما الكاتب السعودي عبدالعزيز الفالح فقد أشار إلى محاولات النظام البعثي طمس الهوية الدينية للسوريين، قائلاً: حاول حزب البعث (الفرع النصيري) على مدى نصف قرن أن يمسخ عقائد السوريين، وأن يبعدهم عن دينهم.. لكن هيهات!
من جانبه، وصف الصحفي السوري أحمد العاصي هذه اللحظة قائلاً: لأول مرة في تاريخ سورية المئات يصلون الظهر في كلية الطب البشري في جامعة دمشق، ولا شيء يحضر إلا دموع الفرح والامتنان بأن صار لنا وطن ودموع، الشكر لله على الخلاص من هذا الطاغية المجرم ومن حقبة آل الأسد.
وفي 8 ديسمبر الجاري، سقط نظام بشار الأسد بعد سيطرة المعارضة السورية على العاصمة دمشق وقبلها مدن أخرى، لينتهي بذلك عهد دام 61 عاماً من حكام نظام حزب البعث، و53 سنة من حكم عائلة الأسد.