استشهد، اليوم الإثنين، الشيخ الفلسطيني خالد نبهان، الملقب بـ«روح الروح»؛ إثر قصف صهيوني استهدف مخيم النصيرات وسط قطاع غزة.
اشتهر النبهان بعبارته المؤثرة «روح الروح» التي وجهها إلى حفيدته الصغيرة ريم خلال لحظات وداعها الأخيرة في نوفمبر 2023م، بعد أن اغتالها الاحتلال بدم بارد، وظهر الجد ذو الستين عاماً حينها يحمل جثمان حفيدته بين يديه، يلاعبها بكلمات حنونة كما لو كانت ما تزال حية، ليجسد مشهداً إنسانياً حفر عميقاً في ذاكرة العالم، هامسًا لها بكلماتٍ حنونة: «هذي روح الروح».
لم يكن النبهان مجرد جد فقد حفيدته، بل كان رمزًا للأبوة في أقصى تجلياتها، وللصبر في أقسى لحظاته، كان شيخًا هادئًا، يمشي بين الناس يبث الطمأنينة ويبتسم رغم الألم، زارعاً الأمل في قلوب الغزيين عبر أعمال الخير البسيطة التي لم تغب عن يومياته، كإطعام القطط الضالة وتوزيع الملابس الشتوية على الأطفال المحتاجين.
وفي يوليو الماضي، وبينما استمرت الحرب في خطف الأحبة، رُزق بحفيدةٍ جديدة، وكانت فرحته بقدومها غامرة، وكأنها رسالة أملٍ وسط الدمار، ظهر وجهه المضيء في مقاطع مصورة، يعلن عن قدوم حفيدته، ليظهر للعالم أن غزة لا تزال تنبض بالحياة رغم الألم.
اليوم، وبعد استشهاده، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي برثائه.
وقال محمد المدهون: الشيخ الجميل الهادئ خالد نبهان (أبو ضياء) الذي كان يزرع الأمل والطمأنينة في قلوب أهل غزة بعد أن أصبح أيقونة عنوانها «روح الروح» يرتقي شهيداً بقصف صهيوني غادر بالنصيرات.
وكتب الناشط أدهم أبو سلمية: قتلوا الطفولة وقتلوا الشهود، بينما عبر الكاتب أدهم الشرقاوي: في الخالدين يا روح الروح، جمعك الله بحفيدتك في جنات النعيم.
أما الإعلامي الكويتي داهم القحطاني فقد وصف جريمة الاحتلال بأنها بربرية على مر التاريخ، قائلاً: الكيان الصهيوني الخارج عن كل شرعة دولية يمثل أقصى درجات الغوغائية، والبربرية على مر التاريخ.