لكل سؤال جواب، وما علينا إلا أن نكون حكماء بما فيه الكفاية في اختيار الأسئلة المناسبة، هناك حقيقة قاسية يجب علينا جميعاً أن نواجهها، وهي أن كلاً منا جاهل بشكل أو بآخر، على الرغم من أننا جميعاً تقريباً نميل إلى التظاهر بخلاف ذلك، ونتجاهل حقيقة بسيطة مفادها أنه من المستحيل أن نعرف كل شيء.
فالجهل هو القاسم المشترك الأعظم بين كل البشر، الجهل إحدى الحقائق المرعبة والأكثر إضراراً بواقع الحياة؛ لأن البشر الأكثر جهلاً المؤهلين أكثر من غيرهم لنشر الجهل هم الذين لا يعلمون أنهم جهلاء.
وفيما يلي اختبار سريع: إذا لم تكن قد غيرت رأيك أبداً فيما يتعلق بواحدة من المعتقدات التي تعلمتها، وإذا لم يكن قد سبق لك أن شككت في أساسيات بعض الآراء التي تتبناها، وإذا لم تكن لديك أي رغبة في القيام بذلك؛ فقد تكون جاهلاً بشيء أو بأشياء تعتقد أنك تعرفها!
ما الحل الأسرع؟
الحل الأسرع للتخلص من التكلس على الجهل: حاول العثور على شخص ما، شخص تعتقد أن له معتقدات وتصرفات تختلف عن معتقداتك وتصرفاتك، وأجرِ معه محادثة بسيطة وصادقة، وأعدك أن بعض أهم الأسئلة في هذه الحياة ستصبح أكثر وضوحاً من خلال القيام بذلك، وأن ذلك سيكون فيه الكثير من الخير لكليكما.
وها هي بعض الأمور المهمة التي يجب أن تتذكرها حالما تفعل ذلك:
أولاً: يمكن تجنب أسوأ أنواع سوء الفهم في هذه الحياة، إذا كان عندنا العقل والوقت المناسبان لطرح هذا التساؤل البسيط: «هل هناك معانٍ أخرى لذلك؟».
ثانياً: الخبير ليس هو الشخص الذي لديه لكل سؤال جواب، ولكن الخبير هو الشخص القادر على طرح الأسئلة الصحيحة.
ثالثاً: قليلون جداً في هذا العالم من يبحثون يومياً عن معلومات جديدة، وغالبية الخلق مرتاحون وقانعون بما لديهم من معرفة، وقد توقفوا عن طرح الأسئلة، وبدلاً من أن نسعى في طلب المزيد من المعلومات وطرح المزيد من الأسئلة، نحاول أن نستخرج من المجهول إجابات وأحكاماً وتبريرات وإثباتات تعزينا وتخلصنا من الشعور بالنقص أو عدم الكمال؛ لأن فتح الباب لأسئلة حقيقية جديدة ما هو إلا فتح لعاصفة هوجاء، والإجابة عاصفة أشد يمكن أن تجرفنا بعيداً.
رابعاً: إذا استطاع أحد أن يجعلك تسأل الأسئلة الخاطئة؛ فلن يشغل باله بأي إجابة يمكن أن تصل إليها.
خامساً: الأشباح موجودة في العالم الحقيقي، ولكنها أقل وأضعف من أن يكون لها ضرر حقيقي على المدى البعيد، والأكثر ضرراً منها أناس عاديون ذوو نوايا طيبة مستعدون لأن يصدقوا، ويعتقدوا ويتصرفوا بدون أن يطرحوا أي سؤال.
سادساً: الأسئلة التي تطرحها على نفسك، في نهاية اليوم، هي التي تقرر نمط الشخصية التي ستكون عليها.
سابعاً: الشجاعة ليست أن تحوز الإجابات، كل الإجابات، ولكن الشجاعة هي الاستعداد لمواجهة الأسئلة التي طالما تجنبتها.
ثامناً: فيما يخص علاقاتك، تساءل: هل يعاملك – أو تعاملك – باحترام طوال الوقت؟ هذا هو السؤال الأول.
والسؤال الثاني هو: إذا بقي، أو بقيت، كما هو أو كما هي، لعشر سنوات، فهل ستظل متمسكاً بالعلاقة معه أو معها؟
وهل – هذا هو السؤال الثالث – تطمح أو يطمح بأن تكون أو يكون أفضل؟
إذا كانت إجاباتك بـ «نعم» عن كل هذه الأسئلة الثلاثة؛ فقد وجدت لنفسك علاقة تستحق أن تحتفظ بها.
تاسعاً: بصرف النظر عن مقدار ما تعرف، أو عدد الأسئلة التي تطرحها، مستحيل أن تعرف كل شيء، والحياة من حولنا هي التي تحوي دائماً إجابات للمزيد من الأسئلة المتجددة التي تعلمنا أن نطرحها ولم تكن تخطر لنا على بال، وهذا شيء جميل.
عاشراً: مع أن الحياة ستظل دائماً مليئة بالأسئلة التي لا إجابة لها؛ فإنه من الشجاعة أن تبحث للأسئلة المهمة عن إجابات، وهذا ما يجعل لرحلة الحياة معنى.
يمكنك قضاء حياتك تتمرغ في الإحباط والبؤس، متسائلاً: لماذا تم اختياري أنا لهذه المشكلات؟ أسئلة غير صحيحة!
أو أن تكون قادراً على طرح الأسئلة الصحيحة، وممتناً أنك قوي وأذكى بما يكفي لتنمو بالرغم مما تواجهه من مسائل ومشكلات وعقبات.
انتبه وتحلَّ بالصبر على كل شيء غير متوقع أو غير معروف في حياتك، وحاول أن تحب أسئلة الحياة وكأنها الأبواب المغلقة أو الكتب الجيدة المكتوبة بلغات أجنبية لا تعرفها، ومن ثم قم باحترام طبيعتها، لا تتوقع أن تأتيك كل الإجابات بسهولة؛ لأنها لا يمكن أن تعطى لك مباشرة الآن؛ لأن فهمك للحاضر لم ينضج بعد، تحتاج أن تخبر كل شيء أولاً.
استكشف.. تعلم.. عش حياتك؛ وسوف تجد نفسك تدريجياً تصل للإجابات التي تريدها.
http://www.marcandangel.com/2016/01/13/10-things–you–should–know–about–lifes–most–important–questions/