اقتحم مئات المستوطنين، صباح الأحد، ساحات المسجد الأقصى، وأقاموا صلواتهم التلمودية ورقصاتهم مع الغناء الصاخب والتمرغ بالأرض على أبواب المسجد الأقصى وخصوصاً باب المغاربة المغلق بوجه المسلمين، وباب السلسلة القريب من قبة الصخرة المشرفة.
مقدسيون في حديث مع “المجتمع” اعتبروا التصعيد الميداني في كثافة الاقتحامات للمسجد الأقصى تجاوزاً للخطوط الحمراء، ورسالة سيئة لقادم الأيام.
د. ناجح بكيرات، رئيس أكاديمية القرآن في المسجد الأقصى، أكد لـ”المجتمع” أن اقتحام ما يزيد على 400 مستوطن مع عائلاتهم وبقرار سياسي وبحماية أمنية من كافة الأذرع الأمنية من شرطة ومخابرات واستخبارات؛ يعتبر تصعيداً خطيراً، ويدلل على نوايا سيئة من قبل حكومة الاحتلال التي صرحت أن الاقتحامات لن تتوقف حتى في شهر رمضان، في تهديد صريح بالقمع والإغلاق وتشديد القبضة الأمنية على كل مكونات المسجد الأقصى من مصلين وموظفين في دائرة الأوقاف وحراس ونساء ووافدين من خارج القدس، فالحرب على المسجد الأقصى تتصاعد في ظل صمت مطبق من قبل الجهات الرسمية المحلية والإقليمية والعالمية.
المبعد عن المسجد الأقصى نظام أبو الرموز قال لـ”المجتمع”: المستوطنون الصهاينة يدنسون المسجد الأقصى وأبوابه برقصاتهم العنصرية وأغانيهم العنصرية، ونحن أصحاب المسجد نصلي على أبوابه، ونمنع من الدخول بقرار من شرطة الاحتلال.
وأضاف: وتيرة الإبعاد للمصلين أصبحت حملات منظمة، ولا تقتصر على أفراد، فهي جماعية تشمل المصلين والموظفين والحراس، وكل من ترد عليه معلومة أمنية كما يصفونها حتى لو كان الشخص المستهدف صاحب وظيفة رسمية في دائرة الأوقاف، فالتغول الأمني بحق طواقم المسجد الأقصى أصبح يتدخل في تفاصيل التفاصيل لكل عنصر بشري داخل المسجد، وهذا لم يكن في السابق ويزداد يوماً بعد يوم، فالإجراءات الأمنية خطيرة جداً، ونتائجها كارثية.
ويرى عضو لجنة الدفاع عن المسجد الأقصى فخري أبو ذياب من بلدة سلوان، أن الأعياد اليهودية أصبحت شماعة أمنية لتنفيذ مخططات مرعبة بحق المسجد الأقصى والبلدة القديمة.
ويقول أبو ذياب: نحن أمام إجراءات تجفيف منابع المسجد الأقصى مرعبة للغاية، فالتجفيف يبدأ من منازل المقدسيين بالاعتقال للآباء والأبناء، ثم باعتقال المصلين على الأبواب، ثم بإبعاد من هو داخل المسجد الأقصى، وتوجيه التهم للمعتقلين بتهمة إعاقة المقتحمين بالصلاة في مسار الاقتحام أو التكبير والتصوير، فكل شيء محظور خلال الاقتحام على كل من يكون في المكان، وهذا الأمر الخطير تطبقه الشرطة “الإسرائيلية” التي يشارك أفرادها بكافة الرتب برقصات المستوطنين المقتحمين، ويسمحون لهم بالصلاة وأداء الشعائر بالرغم من تظاهر الشرطة بمنع هذه المظاهر، حيث أثبتت أشرطة فيديو مشاركة أفراد شرطة الاحتلال رقصات المستوطنين أمام باب السلسلة في آخر أيام عيد الفصح اليهودي، وهناك مشاهد لا يتم تصويرها وهي خطيرة للغاية.
بدوره، حذر رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس المحتلة وخطيب المسجد الأقصى د. عكرمة صبري من قضية كثافة الاقتحامات وما يرافقها من إجراءات أمنية تزداد وتيرتها بشكل متسارع، فالمستوطنون في أعيادهم أصبحوا يسيطرون على المسجد الأقصى بقوة السلاح وقرار المؤسسة الأمنية التي تشجع الاقتحام بشكل مكثف ومستمر ليس في الأعياد فقط بل في سائر أيام الأسبوع.
وقال صبري: نحن أمام حقبة زمنية عصيبة، والكل مطالب بالوقوف عند مسؤولياته من قادة ورؤساء وشعب فلسطيني بكافة أطيافه؛ لأن المسجد الأقصى في مرحلة تهويد بالجملة.