أعلن وزير الفلاحة والصيد البحري المغربي، عزيز أخنوش، عن محصول حبوب قياسي في الموسم الحالي، إذ ينتظر أن يصل إلى 102 مليون قنطار.
وقال أخنوش، صباح اليوم الإثنين، في افتتاح المناظرة الوطنية للزراعة بمدينة مكناس: إن محصول الحبوب في الموسم الحالي سيرتفع بنسبة 203%، مقارنة بالموسم الذي سبقه.
وتوقع الوزير أن يتوزع المحصول بين 49.4 مليون قنطار من القمح اللين، و28.9 مليون قنطار من الشعير و23.3 مليون قنطار من القمح الصلب.
وكان إجمالي محصول الحبوب قد تراجع في العام الماضي إلى 33.5 مليون قنطار بعد موجة جفاف لم يشهدها المغرب منذ ثلاثة عقود.
وأشار الوزير إلى ارتفاع المساحة المزروعة بالحبوب الخريفية بنسبة 52%، وزيادة نسبة البذور المختارة المستعملة بنسبة 52%، قياساً بالموسم الماضي.
وكانت الحكومة قد راهنت في فرضياتها التي بنت عليها مشروع موازنة العام الحالي على محصول حبوب في حدود 70 مليون قنطار.
ويتجاوز المحصول الذي أعلن عنه الوزير المغربي اليوم توقعات مزارعين عبروا في الأيام الأخيرة عن انتظارهم لمحصول متوسط في الحدود التي حددتها الحكومة في مشروع قانون الموازنة.
وشدد الوزير اليوم على أن المحصول المتوقع يتجاوز توقعات المخطط الأخضر، والذي يشير إلى السياسة الزراعية للمغرب، المتبناة منذ عشرة أعوام.
وبعد الإعلان عن محصول الحبوب في الموسم الحالي، يتطلّع المزارعون إلى إجراءات من أجل دعم تسويق القمح اللين.
ودأبت الحكومة في كل عام على رفع الرسوم الجمركية أمام واردات القمح اللين من أجل مساعدة المزارعين المحليين على تصريف محصولهم، وتقوم الحكومة كل عام بتحديد سعر القمح اللين، والذي تقوم التعاونيات بتجمعيه من أجل بيعه للمطاحن.
ويخشى مزارعون من أن يعمد مستوردون إلى شراء القمح اللين بأسعار منخفضة، ما يؤثر على قدرتهم على تصريف منتوجهم.
ويصل استهلاك المغرب سنوياً من الحبوب إلى 120 مليون قنطار، وقد اعتاد على تأمين الفارق عبر الاستيراد.
ويعتبر المغرب أحد أكبر مستوردي الحبوب من الخارج، إذ يتراوح بين 30 و50 مليون قنطار سنوياً، ما يساهم في تفاقم عجز الميزان التجاري.
وتنظم المناظرة الوطنية للزراعة، اليوم الإثنين، تحت شعار الماء والأمن الغذائي، إذ تسعى المملكة إلى تدبير الموارد المائية في ظل التغيّرات المناخية، بما يتيح لها تحقيق أهداف السياسة الزراعية التي تبنتها منذ عشرة أعوام.
وتميّز شهر مارس بزحف الأمراض على الحبوب، وقد ظل إنقاذ المحصول رهيناً باستعمال الأدوية، غير أن مزارعين يؤكدون أن انحباس الأمطار أضرّ بالمحصول في بعض المناطق.
وتضررت تلك المناطق الواقعة بين سطات ومراكش بارتفاع درجات الحرارة في الأسابيع الأخيرة، ما تسبب في عدم نمو الحبوب.
في الوقت نفسه، استطاعت مناطق الغرب والسايس الصمود في ظل ظروف مناخية صعبة في مارس وأبريل، مستفيدة من انتشار الأراضي المسقية.
ويمثل صغار ملاك الأراضي الزراعية 90% من إجمالي الملاك، إذ لا تزيد المساحة التي يملكها هؤلاء المزارعون عن خمسة هكتارات، غير أن إنتاج الهكتار الواحد يتراوح بين 3 و30 هكتاراً من القمح، وقد يقفز إلى 50 هكتاراً في المناطق التي تعتمد على الري المنتظم.