ممكن أن نشبه الإستراتيجية بالسفينة التي تخوض غمار البحار، ففرص نجاحها ونجاتها متوقفة بشكل كبير على قدرة ربان السفينة وخبرته في التعامل مع مخاطر تقلبات الطقس، أو الاصطدام بشيء مفاجئ، كما حصل لسفينة “تايتنك” المشهورة التي صممت بتقنية عالية لتلافي الغرق أو انعدام الرؤية أو التعرض لأمواج كبيرة، كلها عوامل لا يمكن حساب توقعاتها، ولو استخدمنا كل الأدوات والوسائل فهذه أمور خارجة عن إرادتنا، فتحتاج إلى قائد خبير يتوقع أسوأ السيناريوهات، إضافة إلى مهارته في اقتناص الفرص بسرعة وكفاءة عالية، كالاستفادة من الطاقة الحركية للرياح أو التيارات البحرية أو التزود بالموارد من موانئ بأسعار رخيصة أو الاستفادة من خدماتها، كل ذلك لا يتأتى إلا على مستوى إستراتيجي.
أما الخطة فمثلها كمثل القطار محدد مساره بمواصفات السكة الحديدية، وبأقصى كفاءة المحرك، وملزم بالتوقف بالمحطات المحددة سلفاً لمساره، فنجاحه متوقفٌ على قطع المسافات للوصول للمحطات وفقاً للبرنامج الزمني المحدد، فسمته العام أنه مقيد بالمسار والبرنامج الزمني للإنجاز والموارد المتاحة وكفاءة المحرك.