قال رئيس “الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”، عبد الله بن صالح العبيد: إن تركيا “نموذج للاهتمام باللغة العربية”.
وأعرب العبيد، في مقابلة مع وكالة “الأناضول”، عن احترامه وتقديره لتجربة تركيا التي أصبحت نموذجاً يحتذى به في العالم، وينظر إليها بإعجاب في منح العربية المكانة التي تستحق انطلاقاً من اهتمامها بالإسلام وتاريخه.
واعتبر العبيد أن “مستقبل اللغة العربية مشرق، والحاجة إليها قائمة ومتزايدة ومتضاعفة”.
ودعا إلى “مواكبة هذا الاحتياج عبر بذل مزيد من الجهود لنشر اللغة العربية وتعليمها بشكل صحيح”.
ولفت إلى أن الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، تهدف إلى نشر لغة الضاد “وإبراز جمالياتها، وتعليمها للناطقين بغيرها، وتعزيز أواصر التعاون والتكامل، وتنسيق الجهود بين العاملين في المجال بما يحقق الارتقاء بأدائها في خدمة العملية التعليمية”.
وتابع: “التنسيق يتطلب منا الكثير من العمل في سبيل توحيد جهود العاملين في هذا المجال، وتقديم الإفادة والاستفادة من المؤسسات للمحتاجين إليها في مختلف أنحاء العالم”.
و”الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها”، هيئة تنسيقية تهدف إلى جمع جهود الأفراد والمؤسسات والمراكز والمعاهد المعنية باللغة العربية للناطقين بغيرها في العالم تحت مظلة واحدة، والارتقاء بأدائها، وتطوير أعمالها وبرامجها.
كما تسعى إلى الإسهام في إعداد معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وتأهيلهم، والعمل على تطوير المناهج التعليمية وتشجيع البحوث والدراسات، والاستفادة من الخبرات والتجارب الدولية في تعليم اللغات.
وأوضح العبيد أن “الرابطة تنشط بشكل كبير في مجال تأهيل وتطوير القدرات والكفايات لمعلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها”.
وأشار إلى أن “اللغة العربية تعرف في السنوات الأخيرة إقبالاً كبيراً على تعلمها سواء في الدول الإسلامية غير الناطقة بالعربية، أو الدول الغربية، من أجل فهم العرب وفهم الإسلام لارتباطه باللغة العربية، أو للأعمال التجارية والدبلوماسية التي تربط بين الأمم والشعوب”.
وقال: إن “الحاجة إلى تعلم العربية أكبر من الإمكانات الموجودة حالياً”.
واستدرك: “لتجاوز هذا التحدي، ينبغي العمل على تنسيق الجهود لتلافي التكرار. على سبيل المثال، عقد في العام الماضي 16 مؤتمراً حول تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، لكن لم يكن هناك تنسيق بين الجهات التي عقدت هذه المؤتمرات”.
وأردف: “لا شك أن هذه الجهات تشكر على جهودها في خدمة اللغة العربية، لكننا نحتاج إلى مزيد من التنسيق والتعاون وبذل الجهد في عدم تكرار هذه المؤتمرات، وصرف الإمكانات المتوافرة إلى جوانب أخرى الناس في حاجة إليها”.
وتطرق إلى “الإقبال الكبير على تعلم اللغة العربية مقابل قلة المعلمين والمدربين”، قائلا: “نحن بحاجة إلى تعليم اللغة العربية وإيجاد مدربين أكفاء لتعليمها والوفاء بالحاجات بالجودة المطلوبة”.
وأشار إلى أن “تركيا كبلد كبير تحتاج وحدها إلى أكثر من 150 ألف معلم لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، إضافة إلى إندونيسيا التي تحتاج إلى مائتي ألف معلم”.
واعتبر أن “المدخل لتحقيق هذا الهدف هو مزيد من التنسيق كي لا تعمل كل جهة وفق اجتهاداتها وإمكاناتها، ما قد يكون عائقا أمام تعليم اللغة العربية على الوجه الصحيح”.
ومؤخراً، عقدت “الرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها” مع “المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة” (إيسيسكو)، ندوة دولية حول “تعليم اللغة العربية للأطفال الناطقين بغيرها: الواقع وآفاق المستقبل”، في العاصمة المغربية الرباط.
وجرى خلال افتتاح الندوة الدولية توقيع مذكرة تفاهم بين “إيسيسكو” والرابطة العالمية.
وهدفت مذكرة التفاهم إلى التعاون في تنفيذ وتمويل المشاريع والبرامج والأنشطة في المجالات التربوية المتعلقة بتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، وخاصة في مجالات تأليف المقررات والمناهج، وتأهيل الأطر التربوية وتدريبها، ودعم إنشاء المراكز التربوية والمعاهد التعليمية في المجال.
كما هدفت إلى تأسيس الكراسي العلمية والبحثية في المؤسسات الجامعية، ودعم البحوث والدراسات في المجال، وتخصيص الجوائز التقديرية للأفراد والمؤسسات، وتقديم المنح الدراسية للطلاب والباحثين.
وهدفت المذكرة أيضاً إلى “تعزيز التعاون بين الطرفين من أجل التوعية بدور اللغة العربية في التواصل الثقافي والحضاري، وتنسيق العمل المشترك بين المؤسسات والهيئات ذات الصلة”.
ورأى العبيد أن “للغة العربية رسالة سامية ودوراً عالمياً في التبادل الثقافي، والتواصل الإنساني والحضاري، وتحقيق التعايش المشترك”.
ولفت إلى أن “المؤسسات الغربية منذ أحداث 11 سبتمبر 2001، أصبحت مهتمة بشكل كبير بتعليم اللغة العربية من أجل التعرف على ثقافة العالمين العربي والإسلامي، وإيجاد لغة مشتركة للتفاهم بين الجميع”.