– رصيدنا من الأدوية للأمراض المستعصية صفر.. والاحتلال حوّل المعابر لمصائد لاعتقال المرضى
– أغلقنا 20 مركزاً صحياً بسبب نقص الدواء والوقود وأملنا في العرب في إنقاذ حياة مرضانا من الموت
قال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة د. أشرف القدرة: إن الحصار “الإسرائيلي” تسبب في وفاة 600 مريض في قطاع غزة منذ عام 2007م؛ بسبب نقص الأدوية، وعدم سماح الاحتلال لمرضى غزة بالسفر لتلقى العلاج خارج القطاع المحاصر، مؤكداً وفاة 45 مريضاً العام الماضي بسبب نقص الأدوية.
وأكد د. القدرة أن القطاع الصحي في غزة على حافة الانهيار، وأن المئات من المرضى باتوا على قائمة الموت في ظل النقص الحاد في الأدوية، والمستلزمات الطبية الذي وصل لـ45% بما يقدر بـ230 صنفاً من الأدوية العلاجية التي تستخدم للأمراض المستعصية.
“المجتمع” حاورت الناطق باسم وزارة الصحة د. أشرف القدرة عن واقع القطاع الصحي الصعب في غزة، في ظل الحصار من كيان الاحتلال الصهيوني، وأثر ذلك على المستشفيات وحياة المرضى، وما المطلوب عربياً وإسلامياً ودولياً لإنقاذ الوضع الصحي في غزة.
إلى نص الحوار:
لو حدثتنا عن الأزمة التي يعيشها القطاع الصحي في قطاع غزة نتيجة الحصار الصهيوني.
– القطاع الصحي في غزة يمر بأزمة خانقة، بفعل الحصار الصهيوني المتواصل للعام 11 على التوالي، هناك نقص في الأدوية بنسبة 45%، إضافة إلى نقص في مستلزمات المختبرات بنسبة 58%، هذا النقص في الأدوية والمستلزمات الطبية تسبب في وفاة 5 أطفال خدج منذ بداية هذا العام، ونخاف أن يلتحق الكثير من المرضى بقائمة الأموات في حال لم تتوافر الأدوية للمؤسسات الطبية في قطاع غزة، وكذلك إغلاق المعابر تسبب في عدم قدرة المرضى على تلقي علاجهم في المستشفيات العربية ومستشفيات الضفة المحتلة وساهم في انهيار القطاع الصحي، وفاقم من معاناة المرضى، هناك 230 صنفاً من الأدوية رصيدها صفر في مستودعات وزارة الصحة في غزة، وهذا يشكل خطورة بالغة على حياة المرضى في قطاع غزة.
كيف تتعاملون مع الأمراض المستعصية خاصة مرضى السرطان وغسيل الكلي في ظل أزمة الدواء والوقود في غزة؟
– هناك 90% من الخدمات الصحية التي يحتاجها مرضى السرطان غير متوافرة، وهناك أدوية الكلي والتشنجات والقلب غير متوافرة، ونفدت من مخازن وزارة الصحة، 58% من المختبرات وبنوك الدم التابعة لوزارة الصحة خرجت عن الخدمة، لعدم توافر اللوازم الطبية الخاصة بعملها، وكذلك مرضى الثلاسيميا ومرضى الدم غير متوافر لهم العلاج في مستشفيات غزة، وأدوية الحضانات غير متوافرة، وأدوية العمليات الجراحية هي الأخرى غير متوافرة، كافة القطاعات الصحية تعيش أزمة حادة على كافة الأصعدة، وافتقار المراكز الطبية للوازم الطبية خاصة المختبرات يزيد من معاناة المرضى في غزة، هذا كله عقد المشهد وزاد من معاناة المرضى الذين يحتاجون لفحوصات طبية عاجلة.
الحصار من الكيان، كيف ساهم في تقويض القطاع الصحي في غزة، لو تحدثنا عن ذلك؟
– 11 عاماً من الحصار الظالم، تسبب في تقويض الحياة العامة في غزة بشكل عام، والحياة الصحية للغزيين، وهذا الحصار تسبب في وفاة 600 مريض بسبب نقص الأدوية، وعدم تمكن المرضى من السفر للعلاج في الخارج، نتيجة افتقار مستشفيات غزة بسبب الحصار للأجهزة والأدوية الطبية، استمرار هذا الحصار يعني أن قائمة موتى جدد ستلتحق بشهداء الحصار المستمر منذ عام 2007، خاصة من الأطفال الذين يعانون من تشوهات خلقية، وكذلك مرضى السرطان، وكذلك أطفال الحضانات.
حدثنا عن قطاع التطوير الصحي، وكيف أثر الحصار على تطوير القطاعات الصحية؟
– أطلقنا على الفجوة التي مر بها القطاع الصحي نتيجة الحصار، بـ”فجوة الحصار”، هناك أزمة في المستشفيات بسبب نقص أسرّة المرضى، حيث تصل حالات الإشغال للأسرة 150%، و200% في الأقسام الحساسة الخاصة بالأطفال، وأحدث فجوة خطيرة في كافة المجالات الصحية بالنسبة للعالم، وباتت الإنشاءات مشلولة لا تتناسب مع الزيادة في عدد السكان، فالقطاع الصحي في معزل عن التطور الصحي بالمستشفيات الصحية في العالم، حركة التطوير متوقفة منذ عقد من الزمن، وهذا خطير للغاية.
لو حدثتنا عن أزمة الوقود وانعكاساتها على عملكم في ظل أزمة الكهرباء الخانقة في غزة، كيف تتعاملون معها؟
– في ظل الانقطاع شبه المتواصل للكهرباء في غزة، هناك أزمة خانقة في الوقود المستخدم لتشغيل المولدات الكهربائية في المرافق الصحية، وأجبرت عملية نقص الوقود إلى توقف المولدات الكهربائية في 3 مستشفيات و16 مركزاً صحياً منتشرة في قطاع غزة، ونحن ننتظر من الدول العربية والإسلامية الشقيقة بإمداد المستشفيات بالوقود اللازم لتشغيل المستشفيات، وذلك لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الذي يواصل عدوانه على الفلسطينيين.
ماذا يحدث حين يسافر المرضى إلى مستشفيات الضفة المحتلة؟
– الاحتلال حوّل معبر بيت حانون الذي يمر عبره المرضى الذين يحصلون على تحويلات طبية إلى مستشفيات الضفة أو المستشفيات العربية وعددهم قليل جداً، إلى مصائد للاعتقال، حيث اعتقل العشرات من المرضى ومرافقيهم على المعبر أثناء سفرهم، في انتهاك صارخ لحقهم بالمرور والعلاج، فلم يشفع لهم مرضهم، والمرضى يتعرضون لابتزاز، وساعات تحقيق طويلة من المخابرات الصهيونية، وتحول معبر بيت حانون لأقبية للتحقيق والتعذيب بحق المرضى، هناك 45 مريضاً من قطاع غزة توفوا خلال العام الماضي لم يسمح لهم الكيان بالعلاج في مستشفيات الضفة الغربية، والممارسات التي تتبعها دولة الاحتلال بحق المرضى، هي ممارسات مميتة.
كم تقدر احتياجاتكم المالية لوزارة الصحة في غزة سنوياً في ظل هذه الأوضاع الصعبة؟
– نحن نحتاج لنحو 40 مليون دولار سنوياً لوزارة الصحة في غزة المحاصرة، تستخدم في شراء الأدوية والمستلزمات الطبية، منها 12 مليون دولار للوقود حيث تحتاج مرافق الصحة لـ950 ألف لتر سولار شهرياً، و7 ملايين دولار لتعزيز الخدمات الطبية الخاصة بالمختبرات، وكذلك هناك حاجة ملحة لتوفير الدعم لقطاع الإنشاءات في وزارة الصحة في غزة، ونحن بحاجة ماسة لمساعدات مالية عربية وإسلامية لتعزيز عمل القطاع الصحي، وكذلك على المجتمع الدولي تقديم الدعم العاجل للقطاع الصحي لإنقاذ حياة المرضى.
كيف تصنف الأوضاع الصحية في غزة في ظل ما ذكرت آنفاً عن الأزمة الخانقة في الدواء والمرافق الصحية نتيجة الحصار الظالم؟
– الوضع الصحي في غزة يمكن تصنيفه بأنه على حافة الانهيار، في ظل الانحسار الكبير الذي دخلت فيه الخدمات الصحية، نحن نعيش أزمات مركبة خطيرة في القطاع الصحي، أزمة أدوية، وأزمة وقود، وأزمة المعابر، والكهرباء، وهذا اغتيال حقيقي للوضع الصحي في غزة، ونحن نطالب المجتمع الدولي بالتحرك لإنقاذ الوضاع الصحي في غزة، وتفادي الكارثة الصحية التي تعصف بالقطاع.
كيف هو تواصلكم مع وزارة الصحة في رام الله؟
– نحن على تواصل مع وزارة الصحة في رام الله، ويجب توحيد التعامل الصحي بين غزة والضفة، فنحن كيان صحي واحد، يجب أن تتضافر الجهود من أجل تفادي الكارثة الصحية التي يعيشها القطاع الصحي، بهدف إنقاذ حياة المرضى من الموت، وتعزيز صمود المراكز الصحية في القطاع.
هل لكم من رسالة للمجتمع الدولي في ظل الوضع الصحي المنهار في غزة؟
– مجموعة المؤسسات الصحية الدولية العاملة في فلسطين تراقب الوضع الصحي، وهي تشاهد مأساة غزة الصحية ولديها تقارير صحية تعبر عن المشهد الصحي، الذي عبرت عنه الأمم المتحدة، وقالت: إن القطاع الصحي في غزة دخل مرحلة الانهيار، ونحن ندعو لتدخل دولي لمنع وصول مرضى غزة لمرحلة الموت المحقق.