كشفت صحيفة “لاتريبيون” الفرنسية أن مقاتلات “رافال” التي تسلمتها مصر “لا تستطيع حمل الصواريخ الموجهة المدرجة في فهارس الطائرة”، نتيجة رفض الولايات المتحدة تصدير الأجزاء الخاصة بصاروخ (كروز ستورم شادو) لفرنسا، رغم تضمينه في الصفقة المصرية، وذلك بعد ثلاثة أعوام من توقيع القاهرة اتفاق شراء 24 مقاتلة، بصفقة قياسية بلغت 5.2 مليارات يورو.
وأشارت الصحيفة، في تقرير لها، حسب صحيفة العربي الجديد، إلى طلب مصر شراء 12 مقاتلة من “رافال” كدفعة إضافية في العام 2016، شريطة أن تكون مزودة بصواريخ كروز، أو قادرة على حملها، مع تزويد الدفعة القديمة بذات القدرة، غير أن المباحثات، التي استمرت لعامين، انتهت إلى رفض الولايات المتحدة تزويد مصر بتلك الصواريخ الأوروبية، كونها تضم أجزاء أميركية الصنع.
وأفادت “لاتريبيون” بأن فرنسا غير قادرة حالياً على تسليم صواريخ “كروز ستورم” إلى الجانب المصري، بسبب المكون الأميركي في الصاروخ، ناقلة عن مصادر مطلعة قولها: إن “عرقلة الولايات المتحدة لتلك الخطوة أثار غضب القاهرة، التي تتمسك بالحصول على صواريخ (كروز) قبل إتمام الصفقة الإضافية، والتي لا تريد خسارتها أيضاً شركة (داسو) المصنعة”.
كان موقع “ديفنس نيوز” الأميركي، المتخصص في أخبار التسليح، قد كشف في وقت سابق أن فرنسا قررت، بشكل مفاجئ، إجراء تعديلات على مقاتلات “رافال”، التي اشترتها مصر من شركة “داسو”، بهدف تقليص قدراتها القتالية، في حين ذكر موقع “ديبكا” الإسرائيلي (معني بالشؤون الأمنية)، أن التعديلات شملت “إلغاء نظام الاتصالات الخاص بحلف شمال الأطلسي”.
وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أنه من الحلول المطروحة “تغيير شركة (MBDA) المنتجة للصاروخ للمكونات الأميركية، أو أن يتم تصعيد الأمر برمته إلى مستويات أعلى، وهو ما يمكن التعرض إليه خلال زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، للعاصمة الأميركية، واشنطن، المقررة في 23 و 24 إبريل المقبل”.
وفي أكتوبر الماضي، كشفت الصحيفة ذاتها عن تجميد فرنسا للصفقة الإضافية من “رافال”، بعد طلب رئيس النظام المصري الحالي عبد الفتاح السيسي الحصول على تسهيلات في دفع ثمنها، على غرار العقود السابقة الموقعة بين القاهرة وشركة التسليح الفرنسية، في ضوء اشتراط العقد وصول معدل النمو في مصر إلى 6% اعتباراً من العام الجاري.
وأوضحت الصحيفة أن صفقة “رافال” الإضافية ليست الوحيدة التي تجمدها الحكومة الفرنسية، بعد وقف كل العقود التسليحية الجديدة مع مصر، بما فيها بيع كورفيتين إضافيين طراز (Gowind-2500) للقوات البحرية المصرية، بسبب تصنيف مؤشر النمو المصري من قِبل المؤسسات الفرنسية، والذي يعتبر متدنياً للغاية.
ووقّعت مصر وفرنسا اتفاقاً، في فبراير 2015، لتوريد الأخيرة 24 طائرة من طراز “رافال”، على الرغم من تراجع الطلب العالمي عليها، في صفقة تضمنت سفناً حربية متعددة المهام، تصنعها مجموعة الصناعات البحرية (دي سي إن أس)، وصواريخ من إنتاج شركة (إم بي دي إيه)، علاوة على شراء حاملتي مروحيات من طراز “ميسترال”، مقابل 950 مليون يورو، حسب صحيفة العربي الجديد.