في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني الـ44 تتجدد آلام وعذابات الأسرى في مدافن الأحياء الموزعة على اكثر من 27 منشأة اعتقالية من مركز توقيف ومركز تحقيق ومعتقل وسجن يقبع فيها أكثر من 6500 أسير وأسيرة.
أكثر الناس تعبيراً عن محطة يوم الأسير الفلسطيني، الأسرى والمحررين وعائلاتهم، فهم الذين يكتوون بنار الأسر من بداية الاعتقال حتى التحرر.
غياب بدون تهمة
تقول الحاجة خولة خضر (أم محمد) والدة الأسير محمد خضر المعتقل إدارياً منذ منتصف يوليو الماضي: الذي يزيد من قهرنا أن المخابرات “الإسرائيلية” تنتقم من ابننا بدون تهمة بل على ماضيه وهو في جامعة النجاح عندما كان رئيساً لمجلس الطلبة في التسعينيات، واعتقل سابقاً عليها إلا أنه عاد واعتقله في عام 2015 نحو 18 شهراً في الاعتقال الإداري وأفرج عنه في الأول من مايو الماضي وبعد شهر ونصف شهر عاد واعتقله حتى الآن.
وتضيف الحاجة أم محمد: ابني الأسير محمد الوحيد من بين سبع بنات، وهو كما يقولون “زلمة الدار الوحيد”، وقد رزق بمولود جديد “مجد” قبل شهر، وكان يرغب ابني بأن يكون وقت ميلاده إلا أن الاحتلال سارع إلى تجديد الاعتقال الإداري الثالث بحقه وكنا نتأمل بأن يكون في رمضان والعيد بيننا إلا أن التجديد الأخير جاء ليقطع كل أمل كنا نعيش فيه، إلا أن الأمل بالله.
يوم مراجعة
الأسير خالد من سجن النقب تحدث عن يوم الأسير قائلاً: هذا يوم يجب المراجعة فيه بشكل جدي وتقييم كل الخطوات التي يتم اتباعها في معالجة قضية الأسرى، فقضية الأسرى بالرغم من تأكيد الجميع على أهميتها وأولوياتها، فإنها لا يتم التعامل معها عملياً، فالتفاعل الشعبي معها باهت، وهذه هي الحقيقة المرة للأسف، فأي اعتصام تضامني لا يتجاوز العشرات، بينما لو كانت هناك مباراة أو حفلة يكون المشاركون فيها بالآلاف، فلا مسيرات ضخمة مميزة، وكل ما يجري على الأرض تحركات شعبية فصائلية خجولة، وأستذكر في هذا المقام إضراب الكرامة في ذكرى يوم الأسير العام الماضي الذي استمر 42 يوماً وقاده الأسير القائد مروان البرغوثي، وكان التفاعل الشعبي لا يرتقي للمستوى المطلوب، وحسب اعتقادي لو كان هناك تفاعل شعبي لحقق الإضراب كافة المطالب وبفترة زمنية أقصر، فالاحتلال يدرس حركة الشارع مع خطوة يقوم بها الأسرى خصوصاً إذا كانت هناك معركة إضراب عن الطعام في كافة السجون.
يوم لشحذ الهمم
يقول الأسير نضال من سجن النقب الصحراوي: يوم الأسير في السجون يعتبر من الأيام المهمة التي يتم فيه شحذ الهمم في صفوف الأسرى، فالحركة الأسيرة تعتبر يوم الأسير الفلسطيني محطة مهمة في حياة كل أسير يقبع خلف القضبان وتفرض عليه إجراءات أمنية عنصرية انتقامية، ويضيف: في يوم الأسير الحركة الأسيرة تبعث برسائل مهمة لكل الجهات المحلية والعالمية، وأهم هذه الرسائل، أن الأسرى أصحاب قضية سياسية، ويجب التعامل معهم حسب اتفاقية جنيف الرابعة، وأن تدويل قضيتهم من أهم الخطوات، فالحركة الأسيرة أكبر حركة أسيرة في العالم، فلا يوجد في العالم حركة تضم أسرى بعدد 6500 أسير، لذا يوم الأسير الفلسطيني مطرقة قوية تدق جدران الخزان بالقوة ليسمع الجميع صرخات الأسرى وآهاتهم.
نصرة واجبة
بدوره، قال المحرر القيادي رأفت ناصيف من طولكرم الذي تحرر في 25 مارس الماضي من سجن هداريم: في يوم الأسير الفلسطيني محطة مهمة لنصرة الأسرى وعائلاتهم، فظاهرة الأسر في المجتمع الفلسطيني من الظواهر الرئيسة ذات الصفة الإيجابية، فجميع شرائح المجتمع دخلت السجون وعاشت تجربة الأسر، ومن السهولة تفعيل خطوات نصرة الأسرى إذا كانت هناك آليات واضحة، فلا تكفي البيانات والتصريحات والوقفات الخجولة، فمن الواجب تبني إستراتيجية تقوم على استنهاض كل الهمم والطاقات، فمجتمعنا الفلسطيني غني وزاخر بالإبداعات والنجاحات في كافة المجالات وإسقاط هذه النجاحات على قضية الأسرى وتفعيل قضيتهم.