– الأقطش: المصالحة الفلسطينية ما زالت تمر في النفق المظلم
– خلف: نخوض لقاءات مكثفة في القاهرة للتأسيس لمرحلة إنهاء الانقسام
من جديد عاد ملف المصالحة الفلسطينية للواجهة، بعد الدعوات التي وجهتها القاهرة للفصائل الفلسطينية، للتباحث في هذا الملف خاصة حركة “حماس”، وإعلان “فتح” و”حماس” عن عزمها دعم جهود المصالحة، باعتبارها خياراً إستراتيجياً في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مخططات خطيرة أبرزها “صفقة القرن”، وحاجة الشعب الفلسطيني لتوحيد قواه.
في هذا التقرير، ترصد “المجتمع” التحركات الجديدة في ملف المصالحة، وفرص نجاح تلك التحركات، في ظل الواقع الذي تعيشه القضية الفلسطينية، ومخططات واشنطن وكيان الاحتلال لتمرير “صفقة القرن”، التي شرعت الإدارة الأمريكية ببلورتها وبدأت بتطبيق عدة بنود منها خاصة تلك المتعلقة بالقدس واللاجئين.
ويقول عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين محمود خلف المتواجد حالياً في حوارات القاهرة لــ”المجتمع”: إن القاهرة لديها رغبة حقيقية للعمل على إنهاء الانقسام الفلسطيني، وهناك العديد من الدعوات وزعت على الفصائل الفلسطينية للانخراط في حوار وطني شامل، وليس حوارات ثنائية، بهدف إنهاء الانقسام، مع ضرورة التأكيد على أهمية أن تضاعف القاهرة جهودها في هذا الملف.
وأشار خلف في تعقيبه على مبادرة حركة “فتح” حول إنهاء الانقسام، إلى أن هناك اتفاقيات موجودة والمصالحة ليست بحاجة لمبادرات جديدة، وهذه المبادرات من الممكن أن تكون بوابة لتكريس الانقسام، ويجب أن تعرف كل من “فتح” و”حماس” أن هناك اتفاقيات يجب التقيد بها، وليس الانخراط في حوارات جديدة تستنزف الوقت والجهد، في حين أن حكومة الاحتلال تواصل سلب الأرض الفلسطينية، وتواصل واشنطن مخططاتها لتطبيق “صفقة القرن”.
في السياق، قال الأسير المحرر والسياسي الفلسطيني مصطفى مسلماني لــ”المجتمع”: إن حكومة الاحتلال بدأت بتكريس فصل غزة عن الضفة من خلال منع إدخال البضائع للقطاع، وذلك لإضعاف السلطة الفلسطينية وتحويل تلك الأموال لجهات دولية، بهدف تطبيق “صفقة القرن”.
وشدد مسلماني على أن ما يحدث على الأرض يتطلب إنهاء الانقسام الفلسطيني على الفور؛ لأن هناك تسارعاً في تنفيذ مخططات الفصل وتكريس الانقسام، ويجب على القاهرة التدخل بقوة لفرض حلول على الفصائل الفلسطينية للخروج من حالة الانقسام الحالية، وتفويت الفرصة على كل محاولات تكريس الانقسام.
وأكد مسلماني أن العقوبات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على قطاع غزة تكرس دون شك الانقسام الفلسطيني، وتزيد من فرص نجاح تطبيق “صفقة القرن”.
من جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي د. نشأت الأقطش لــ”المجتمع”: إن المصالحة الفلسطينية تمر بنفق مظلم وصعب الخروج منه، وذلك لأسباب تتعلق باختلاف الأجندة والأهداف بين “فتح” و”حماس”، وكلاهما له مشروعه الخاص به، والمصالحة تمر الآن بمرحلة الشيطنة، وما يتم الحديث عنه شعارات، ولكن الشيطان يكمن في تفاصيل التنفيذ لتلك المصالحة.
وحذر الأقطش من خطورة تمرير كيان الاحتلال وواشنطن لـ”صفقة القرن” من خلال استغلال حالة الانقسام الفلسطينية الحالية وخلق كيانين منفصلين كلاهما له أهداف مختلفة، وتمرير “صفقة القرن” هو حلم “إسرائيل”، أن تنتهي صفتها كدولة احتلال، ويتم تصفية القضية الفلسطينية، من خلال هذه الصفقة التي بات الانقسام مرتعاً خصباً لتنفيذها.
وتطالب حركة “حماس” التي توجه وفدها للقاهرة بتشكيل حكومة وحدة وطنية، تعد للانتخابات التشريعية والرئاسية، وإصلاح منظمة التحرير الفلسطينية، ودمج موظفيها في السلطة الفلسطينية، فيما تصر حركة “فتح” على تمكين حكومة الوفاق باعتبار ذلك مدخلاً لإنهاء لانقسام، وبوابة لحل المشكلات الداخلية الفلسطينية.
ويشار إلى أن القاهرة بلورت العديد من الاتفاقيات بين “فتح” و”حماس”، لكنها لم تجد طريقها للتنفيذ، وكان آخرها اتفاق أكتوبر الماضي، حيث أشرفت القاهرة مباشرة على التنفيذ، إلا أن تبادل الاتهامات وعدم تمكين حكومة الوفاق، تسبب في انتكاسة لهذه الجهود، التي وصلت لمرحلة حرجة مع فرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقوبات على غزة، بإحالة الموظفين للتقاعد وخصومات على رواتب الموظفين تصل لـ50%، مما أثار الغضب في صفوف الفصائل خاصة حركة “حماس”.