إذا كانت المساجد تم إغلاقها بسبب فيروس “كورونا” حماية للناس من التجمعات، فإن دور المسجد لم يتوقف، وهذا ما جسده مسجد “ديدمان” في منطقة “ساريير” في إسطنبول، حيث حول القائمون على المسجد أرفف “الأحذية” إلى مستودع خيري يقدم المساعدة لمن يحتاج.
قدم ما تستطيع وخُذ ما تحتاج
تحت شعار “من يمتلك يتكرم ويضع، ومن يحتج فليأخذ” أصبحت أرفف المسجد عبارة عن مستودع خيري مليء بكل مستلزمات البيوت وما تحتاجه الأسرة سواء من أطعمة أو منظفات، ولم ينس القائمون على المبادرة الاهتمام باحتياجات الأطفال من مستلزمات ومأكولات، وهذا ما رصده فريق “المجتمع” خلال زيارة المسجد لتسليط الضوء على المبادرة.
أمان للناس من الاحتياج
إمام وخطيب مسجد “ديدمان” الشيخ عبدالصمد شاكر قال في تصريحات لـ”المجتمع”: إنه إذا كانت أزمة “فيروس كورونا” تسببت في أضرار كبيرة للكثيرين، فهذا هو الوقت المناسب ليقوم المسجد بدوره الاجتماعي، وأن يكون عوناً للناس وأماناً لهم من الحاجة والسؤال، وهكذا كان المسجد في عهد رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم مركز الحياة وفيه يتم كل شيء.
ويضيف شاكر: بعد إغلاق مسجدنا وتوقف العبادة وصلاة الجماعة بسبب فيروس كورونا، تم فتح المسجد لإخواننا المحتاجين، بضيافة من المقتدرين، حيث يقوم من يستطيع المساعدة بشراء المستلزمات وإحضارها أو إرسالها إلى المسجد دون أن يعرفوا بأنفسهم، أما من يحتاج يتفضل بزيارة المسجد ويأخذ ما يحتاجه.
حفظاً للكرامة ومنعاً للتكدس
ومنعاً لتكدس الزائرين وحفظاً لكرامتهم في نفس الوقت، يوضح شاكر كيف يتم تنظيم الأمر في المسجد، إذ إن هناك قائمة بالمحتاجين في المنطقة المحيطة بالمسجد وأرقام هواتفهم، يتم التواصل معهم من قبل إدارة المسجد لدعوتهم إلى المسجد بواقع 80 شخصاً على مدار اليوم، و10 أشخاص كل نصف ساعة يدخل شخص أو شخصين فقط في الوقت الواحد، وبالتالي يأخذ الناس ما يحتاجونه بهدوء وأريحية، ونتجنب حدوث زحام.
سباق للمشاركة من خارج تركيا
لم تتوقف حدود الخير في المبادرة على المقتدرين المحيطين بالمسجد أو في تركيا عموماً، بل يشير الشيخ عبدالصمد شاكر إلى أنه بعد انتشار صور عن المبادرة في وسائل التواصل الاجتماعي، تواصل معنا أشخاص كثيرون من عدة دول مثل ألمانيا وفرنسا والكويت والإمارات، ويقوم هؤلاء بشراء المستلزمات عن طريق الإنترنت من داخل تركيا وشحنها إلى المسجد.
واختتم شاكر بقوله: هدفنا في هذه الأيام الإبقاء على سُنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، في مسجدنا، فالرفوف التي كانت في السابق مكاناً للأحذية، الآن أصبحت تحوي الزيت، والشاي، والزيتون، والجبنة والسكر؛ أي إذا احتاج بيت شيء فكل احتياجاته موجودة هنا في رفوف المسجد.