قالت بريطانيا يوم الخميس إن روسيا سعت للتدخل في الانتخابات العامة في 2019 بعد أن حصلت بشكل غير قانوني على وثائق حساسة تتعلق باتفاق مزمع للتجارة الحرة مع الولايات المتحدة وتسريب هذه الوثائق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ووصفت روسيا، التي واجهت أيضا اتهامات بالسعي للتأثير في نتائج انتخابات أمريكية وفرنسية، المزاعم بأنها ”غير واضحة تماما ومتناقضة لدرجة تجعل من المستحيل فهمها“.
وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب إن تحقيقا حكوميا خلص إلى أن روسيا حاولت مرارا التدخل في الانتخابات التي أجريت في ديسمبر كانون الأول الماضي وفاز بها حزب المحافظين لكن لم يُكشف بعد عن الهدف النهائي.
وأضاف ”أصبح في حكم المؤكد تقريبا أن عناصر روسية سعت للتدخل في الانتخابات العامة لعام 2019 من خلال استخدام الإنترنت في تضخيم مغزى وثائق حكومية تم الحصول عليها بشكل غير مشروع وتسريبها“.
وتابع قائلا ”تم الحصول بشكل غير قانوني على وثائق حكومية حساسة تتعلق باتفاق للتجارة الحرة بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة، قبل الانتخابات العامة لعام 2019 ونشرها على الإنترنت عبر منصة وسائل التواصل الاجتماعي ريديت“.
وأوضح راب أن التحقيق وجد أنه عندما لم تلق هذه الوثائق شعبية تُذكر بُذلت مزيد من المحاولات للترويج بشكل غير قانوني لمواد تم الحصول عليها عبر الإنترنت قبل الانتخابات.
وحقق رئيس الوزراء بوريس جونسون فوزا كاسحا في انتخابات 2019 ملحقا الهزيمة بجيريمي كوربين زعيم حزب العمال ليحقق حزب المحافظين أكبر أغلبية برلمانية له منذ فوزه في انتخابات عام 1987 في عهد رئيسة الوزراء السابقة مارجريت ثاتشر.
وقال راب ”بينما لا يوجد دليل على حملة روسية واسعة استهدفت الانتخابات العامة، فإن أي محاولة للتدخل في عملياتنا الديمقراطية أمر غير مقبول بالمرة“.
وقال ”الحكومة تحتفظ بحق الرد بإجراءات مناسبة في المستقبل“.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهو رجل مخابرات سابق، سخر من ادعاءات مماثلة في الماضي.
وجاءت تصريحات راب بعد ساعات من إعلان لجنة المخابرات والأمن بالبرلمان عزمها نشر تقرير تأجل طويلا بشأن التدخل الروسي في السياسة البريطانية.
وتراجعت العلاقات بين لندن وموسكو إلى أدنى مستوى لها بعد الحرب الباردة في 2018 عندما حمّلت بريطانيا موسكو المسؤولية عن محاولة قتل جاسوس سابق مزدوج في مدينة سالزبري الإنجليزية بغاز أعصاب جرى تطويره في الاتحاد السوفيتي السابق.
ونفت روسيا أي دور لها في الأمر لكن لندن حددت هويات عملاء من المخابرات العسكرية الروسية قالت إنهم سافروا إلى إنجلترا لتسميم الجاسوس السابق سيرجي سكريبال.