“الإسلاموفوبيا مصيره للزوال وأوروبا بحاجة إلى الإسلام ومن قبلها العرب والمسلمون”.. بمضمون واضح سدد شيخ الأزهر أحمد الطيب ضربات قوية لـ”الإسلاموفوبيا” والاضطرابات الفكرية المناهضة للثوابت الدينية الإسلامية وتردي أوضاع المسلمين.
جاء ذلك خلال مشاركته في مؤتمر رسمي للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف اليوم الأحد بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين بالدولة.
وبعد حديث مركز عن صفات النبي صلى الله عليه وسلم استند شيخ الأزهر إلى ما قاله “برناردشو ” الكاتب والناقد الإنجليزي والمتوفى سنة 1950، عن رسول الإنسانية محمد ﷺ: “إنَّ أوروبا الآن بدأت تحسُّ بحكمة محمد ﷺ وبدأت تَعشَقُ دِينه، وإنَّ أوروبا سوف تُبرِّئ الإسلام ممَّا اتَّهمته به من أراجيف رجالها ومُفكِّريها في العصور الوسطى، وسيكون دين محمد ﷺ هو النظام الذي تُؤسِّس عليه دعائم السلام والسعادة، وتستندُ على فلسفته في حل المعضلات وفك المشكلات، وحَلِّ العُقَد”.
وأضاف الطيب نقلا عن “برناردشو” : “إنِّي أعتقد أنَّ رجلًا كمحمد لو تسلَّم زمام الحكم المطلق في العالم بأجمعه اليوم لتم له النجاح في حكمة ولقاد العالم إلى الخير، وحلَّ مشاكله على وجه يحقق للعالم السلام والسعادة المنشودة.. ثم يقول: أجل.. ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد لِيَحُلَّ قضاياه المعقدة بينما هو يتناول فنجانًا من القهوة”.
وقال الطيب في كلمته التي حصل مراسل “المجتمع” على نسخة منها: إذا كان برناردشو يرى ضرورة عودة الهدي المحمدي لإنقاذ عالمنا اليوم، فإنَّ هذه الضرورة أراها ألْزَمَ وأوجَبَ لإنقاذ مجتمعات المسلمين من الأوضاع اللاإنسانية التي تردَّى فيها البعض ممن يزعمون انصياعهم لتعاليم هذا النبي الكريم، واتِّباعهم لدينِه وشريعتِه، بينما هم يقتلون الأبرياء، ويحوِّلون بيوت الله التي أذِن أن تُرفع للذكر والتسبيح إلى ساحات حرب تُزهق فيها الأرواح، وتُراق الدِّماء، وتَنْتَثر الأشلاء، وتستباح الحرمات وتُهدر حقوقُ الناس، وحقوقُ النساءِ والفتيات والأطفال”.
وأضاف أن “هذا الوضع البائس ليُوحي للمهموم به بأمورٍ ثلاثة: الأوَّل: أنَّ طوائف المسلمين وهم يقتل بعضهم بعضًا يُوظِّفون شريعة السلام في تبرير هذه الحرب، حتى أصبح بأسنا بيننا شديدًا”.
وأوضح أن “ما يُصدِّرُه هذا العبث بالأرواح والدماء من صورٍ بالغةِ الوحشية تُغذي النزعاتِ اليمينيةَ المتطرفةَ في الغرب والشرق، (وما يسمى هناك بالإسلاموفوبيا) حتى أصبح الدفاع عن صورة الإسلام يبدو وكأنه أمرٌ يَصعُبُ قَبُولُه، فضلًا عن تصديقه، ويعرف ذلك كلُّ مَن قُدِّر له أن يُدافعَ عن هذا الدِّين الذي ظلَمَه بعضُ أهله، ويُنافحَ عن سيرة نبيِّه الذي تنكَّر له بعض أتباعه، مع علمِه أنَّ هؤلاء وأمثالهم إنما يُوظِّفون هذا الدِّين لأهوائهم ومآربهم وهو منهم براء، وإنْ هتفوا باسمه وتزيُّوا بزيه”.
“الطيب” يطالب بترسيخ هدي النبي في مناهج التعليم
وأكد الطيب أن الخروج من هذه الأوضاع المعضلة لا يتحقق إلا بإحياء صحيح لهذا الدِّين الحنيف، واتخاذه نبراسا في سلوكنا وتصرُّفاتنا، جنبًا إلى جنبِ التأسي بصاحب هذه الذكرى – صلوات الله عليه – ترسيخِ هديه في مناهج تعليمنا، والاعتزاز برسالته وسُنَّته.
إجازة وطقوس
وأعلنت دار الإفتاء رسميا أن موعد المولد النبوي لهذا العاما سيكون يوم 12 من ربيع الأول من العام الهجري 1443، الذي يوافق غداً الإثنين 18 أكتوبر.
ووفقًا لقرار مجلس الوزراء بمصر المعمول به، بترحيل الإجازات في منتصف الأسبوع إلى يوم الخميس التالي في الأسبوع نفسه، فمن المقرر أن يتم ترحيل إجازة المولد النبوي إلى يوم الخميس الموافق 21 من الشهر الجاري بدلاً من الغد.
ووفق ما هو مرصود، انتشرت على نطاق واسع بالمواقع وشبكات التواصل الاجتماعي بمصر آلاف المقالات التي تتحدث عن ذكرى مولد خير الأنام.
وفي سياق متواز، انتشرت على نطاق واسع في محافظات مصر، شوادر خاصة لبيع حلوى المولد النبوي، وهي حلوى تشتهر بها مصر كطقس من طقوس هذا اليوم، وانطلقت منها إلى العديد من البلدان للتعبير عن الاحتفاء بالمولد والفرحة بأجوائه.
وبحسب روايات تاريخية متواترة، عرفت مصر حلوى المولد في العصر الفاطمي، واستوحى صناعها فكرتها وأشكالها من موكب الخليفة الفاطمي الذي كان يجوب الشوارع ويوزع الحلوى على المصريين يوم المولد.
ومن أبرز أنواع الحلوى المشهورة بمصر، حلوى على شكل الحصان أو العروس، أو حلوى من السمسم والفول السوادني وتسمى السمسمية والفولية وغيرهم كالملبن والحمصية.
وتنوعت الأسعار وسط منافسة حكومية وخاصة، ولكن الأبرز في مضمار الأسعار المعلنة هو إعلان أحد محال الحلوى الخاصة، عن بيع علبة حلوى أطلق عليها صندوق المحروسة بمبلغ ” 3600 جنيه مصريا” وهو ما أثار سخرية وتعليقات واسعة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة بالبلاد وفق مراقبين وتعليقات رسمية.
وتبدأ أسعار حلوى المولد في الشوادر بـ 65 جنيها مصريا للكيلو.
وبحسب رصد مراسل “المجتمع” لازال الاقبال ضعيفا من قبل المواطنين على الشراء بحسب تزامن المولد النبوي الشريف مع دخول المدارس بمصر وهو ما تكبد فيه أولياء الأمور مبالغ كبيرة في التجهيزات والرسوم حتى الآن.