حذَّرَت السلطات الصحية من أن مستشفيات محافظة إدلب شمال غربي سورية مُهدَّدة بالإغلاق بعد تضاؤل تمويلها، ما يُعرِّض ملايين السوريين للخطر، وفق ما ذكر موقع “ميدل إيست آي” البريطاني، أمس الأحد.
وأوضحت مديرية الصحة في إدلب أن 18 مؤسسة صحية تقريباً اضطرت إلى تقليص حجم عملياتها في الشهور الأخيرة بعد أن انتهت عقود المساعدات الموجهة لها.
من جهته، قال سالم عابدين، مدير مديرية الصحة في إدلب: إن عدداً من الجماعات الإنسانية المحلية والدولية لم تُجدِّد حزم المساعدات التي ترسلها؛ ما أدى إلى نقص الموارد.
وأشار إلى أن المساعدات الطبية في شمال غربي سورية تأتي في هيئة مشروعات إنسانية، تتجدَّد كل 6 إلى 24 شهراً، وأنه بنهاية عام 2021 كانت العديد من العقود قد انتهت ولم يجر تجديدها.
بينما لا أحد يعرف سبب عدم تجديد العقود، غير أن بدايات الأعوام عادة ما تشهد انتهاء دورات التمويل.
تأمين موارد دعم جديدة
وأضاف عابدين أننا نعمل على تأمين موارد دعم جديدة لتلك المستشفيات كي تستمر في تقديم خدماتها للمدنيين في شمال سورية.
في حين أثَّر تقليص التمويل على المراكز الطبية في مدينة إدلب؛ سلقين وحارم وأريحا وأطمة وكللي، ولفت عابدين إلى أن عدد المتأثرين يمكن أن يبلغ 50 ألف شخص شهرياً.
بدوره، لفت باسل ساباج، المنسق الطبي، إلى أن مستشفى الداخلية التخصصي في إدلب، الذي يُقدم خدمات لـ9400 شخص شهرياً، اضطر إلى إيقاف أغلب عملياته.
كما نوه أطباء إلى أن الأقسام التي اضطرت إلى الإغلاق، تشمل الطب الباطني ورعاية الأطفال وطب النساء والصحة الإنجابية وسيارات الإسعاف وغير ذلك.
على شفا الانهيار
ووفق الموقع البريطاني، تعرَّضت منظومة الرعاية الصحية الضعيفة في شمال غربي سورية، المُنهَكة بالفعل بعد سنوات من الحرب، إلى مزيد من الإنهاك بعد جائحة “كوفيد-19”.
نتيجة لهذه التداعيات، حذَّرت المنظمات غير الحكومية والأطباء من أن تقليص العمليات أكثر من ذلك بسبب انقطاع التمويل يمكن أن يدفع بها إلى الانهيار.
حيث حذّرت جماعة منسقي الاستجابة، في بيان لها الأسبوع الماضي، جميع الأطراف مما وصفته بالتبعات الكارثية لتوقف الدعم المُقدم إلى القطاع الطبي.
كانت المستشفيات في شمال غربي سورية، آخر معقل رئيس للمعارضة في البلاد، قد استُهدفت بالهجمات مراراً منذ بداية الصراع في عام 2011.
يشار إلى أنه وفقاً لإحصاءات الأمم المتحدة، فإن شمال غربي سورية يؤوي 4.4 مليون شخص، منهم أكثر من مليونين مُشردين داخلياً، ويحتاج حوالي 70% من مواطني هذه المنطقة إلى المساعدات الإنسانية بشدة.
فيما تدخل المساعدات الإنسانية العابرة للحدود إلى شمال غربي سورية من منفذ باب الهوى فقط، الواقع على الحدود التركية، وفي الأسبوع الماضي، جددت الأمم المتحدة المساعدات العابرة للحدود إلى إدلب فعلياً، حتى يوليو 2022.
من جانبهم، حثت المجموعات الحقوقية المتبرعين الدوليين على الالتزام بتقديم المساعدات لسورية، حيث المواطنون “في حاجة ماسة إلى منظومة رعاية صحية فاعلة أكثر من أي وقتٍ مضى”.
يُذكر أن شمال غربي سورية هو موطن لما لا يقل عن 4 ملايين شخص فروا من القصف الحكومي في أجزاء أخرى من البلاد.
إلا أن تفاقم عمليات القصف وتزايد مستويات النزوح أدى إلى أن يعيش كثيرون في ملاجئ مؤقتة مع القليل من المياه والمرافق الطبية.