باركت شخصيات أردنية لمجلة “المجتمع” مرور 52 عاماً على صدورها، مشيدين بدورها الإعلامي الرائد بمتابعة قضايا الأمة والأقليات المسلمة حول العالم، وإثرائها للفكر في العالم العربي والإسلامي.
وتمنت الشخصيات التي تحدثت لـ”المجتمع” أن تبقى المجلة متميزة في كل ما تقدمه وبمواكبتها للتطورات التي تشهدها وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها لتكون مع قرائها في جميع الأوقات.
نبض الأمة
بهذه المناسبة، قال المراقب العام السابق لجماعة الإخوان المسلمين في الأردن د. همام سعيد: هذه المجلة التي استمرت بصدورها نصف قرن أو يزيد عاشت نبض الأمة.
وأضاف: هذه مجلة الإندونيسي والموريتاني والسوري والمصري والمسلم في شتى بقاع الأرض.
ووصف سعيد “المجتمع” بأنها مجلة عامرة بالأحداث، وتمتاز بأنها حافظت على خطها ونهجها على مر تاريخها، وقال: لم تغيّر نهجها، ولم تبدل قميصها، بقيت على حال من بدأها الشيخ عبدالله المطوع، رحمه الله.
وتابع سعيد أن المجلة بقيت متفردة في أسلوبها وتحريرها وكتَّابها، وجمعت بين صفحاتها كتَّاب العالم الإسلامي وأدباءه ومفكريه، مشيراً إلى أنه من أراد أن يجمع هؤلاء المفكرين تحت سقف صحيفة أو مجلة واحدة لا يجد كمجلة “المجتمع”.
وذكر سعيد أن له ذكريات طويلة مع المجلة ومشاركات في أواخر السبعينيات.
نقلة نوعية
بدوره، أشاد الأمين العام لحزب الشراكة والإنقاذ الشيخ سالم الفلاحات بدور المجلة بعد مرور 52 عاماً على صدورها.
وقال: نبارك لهذا السفر الكبير استمراره دون توقف، وأترحم على من زرع البذرة وحَرص على استمرارها بماله وجهده وفكره الشيخ عبدالله علي المطوع، رحمه الله تعالى، نسأل الله تعالى له الجنة، وأن يجعلها له من الصدقة الجارية والعلم النافع، وجعل الخير في ذريته وتلامذته الكرام، كما يقتضي توجيه الشكر والتقدير لمن استمر بحمل الرسالة بأمانة.
وأكد الفلاحات أن “المجتمع” تشير إلى نضج عقول القائمين عليها وبُعد نظرهم الذي قادهم إلى ضرورة إصدار مجلة هادفة معتدلة تقف أمام الهجمات الإعلامية المركزة التغريبية من مجلات وجرائد في كثير منها تمثل علمانية متوحشة.
وأضاف: لقد كانت نقلة نوعية في الصحافة الإسلامية، وبخاصة بعد توقف جريدة “الإخوان المسلمون” التي كانت تصدر في القاهرة بسبب ما تعرضت الجماعة هناك.
ولفت الانتباه إلى أن “المجتمع” الكويتية يمكن أن تسميها حينذاك الفضائية العربية الشاملة، أو وكالة الأنباء الإسلامية؛ لمتابعتها الحثيثة، وسعة انتشارها، وتعدد اهتماماتها.
وتابع: كان لي الشرف الكتابة فيها مقالات، منها: “أخشى على وطني”، “ليس بالضرورة أن يكون المخالف سبتياً”، “مرافعة أمام المحكمة الدولية”، “الطاعة الغافلة”، “لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالا”، و”أين المشكلة”.. مشيراً إلى أن المجلة أجرت معه حوارين موسعين.
قبلة للثقافة
أما رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط، رئيس تحرير مجلة “دراسات شرق أوسطية” العلمية المحكمة في الأردن جواد الحمد، فقال عن مجلة “المجتمع”: إنها مثلت قبلة للثقافة العربية والإسلامية، وللبحث عما يجري في العالم العربي والإسلامي، وللاطلاع على شؤون الإسلام في العالم.
وأضاف الحمد: كانت تقاريرها وتحليلاتها دائماً تثري الفكر العربي في العالم والمنطقة.
وتابع: حيثما ذهبت في العالم في المراحل الأولى لصدورها تجد الناس ينتظرونها انتظاراً حقيقياً من أجل أن يستفيدوا ويتعلموا منها الكثير.
وزاد الحمد أن “المجتمع” خرَّجت المئات من الكفاءات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي، وحيثما نظرت يميناً ويساراً تجد هناك كفاءة ما كان قد عملت في المجلة ونهلت من كفاءتها وقدرتها التحريرية والفنية ثم نقلتها إلى مواقع أخرى في العالم الإسلامي.
وأشاد الحمد بدور الزملاء العاملين فيها، قائلاً: إنهم على مستوى رفيع من الكتابة والفكر والتحرير.
وأشار إلى أن الروح التي كانت تسود المجلة روح الوحدة للأمة والدين النقي الوسطي وروح الاهتمام بقضايا الأمة ما زالت قائمة.
ولفت إلى أن أول مشاركة له في المجلة كانت في عام 1993، حيث كتب مقالاً بعنوان “المقياس الأمريكي للإرهاب والصراع العربي الصهيوني”.
وقال: أعتز أن أكون من قرَّائها ومن تتلمذ على يدها، وأتمنى لها عمراً مديداً في ظل التحول الرقمي الذي يشهده العالم.
وختم الحمد بالشكر والتقدير لمن رعاها وأشرف عليها وموَّلها وكتب فيها وحررها.