دعا د. رجب أبو مليح، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الإسلام السلطان عبدالحليم معظم الإسلامية الماليزية، إلى تفعيل مقصد “المؤلفة قلوبهم” في العصر الحالي.
وبرر أبو مليح، في بحث له مقدم للندوة الدولية للقضايا المعاصرة للزكاة، كما أفاد على صفحته الشخصية على “فيسبوك”، هذه الدعوة بحالة الاستضعاف التي تعيشها الأمة الإسلامية، قائلاً: نحتاج إلى تفعيل مصدر المؤلفة قلوبهم احتياجاً شديداً، ويمكننا الإفادة من الفتاوى التي صدرت من المجامع الفقهية في جواز استثمار أموال الزكاة في تنمية هذا المصرف وتعظيم الإفادة منه.
وأضاف، محدداً طبيعة المؤلفة قلوبهم في العصر الحديث: وإذا أرادت الأمة الإسلامية أن تنهض فلتضع عينها على الإعلام الذي سيطرت وما زالت تسيطر عليه القوى المعادية؛ فمن خلال هذا الإعلام يتحول الحق باطلاً، والباطل حقاً، والظالم مظلوماً، والمظلوم ظالماً ومعتدياً، يستطيع الإعلام أن يشغلنا بالتوافه من الأمور حتى نوقن أنها من أركان ديننا، ويشغلنا عن العظائم من الأمور فلا نلتفت إليها.
وقال أستاذ الفقه المقارن: فلو خرج سهم المؤلفة قلوبهم من زكوات المسلمين التي وصلت على حسب آخر التقديرات من 3- 4 تريليون دولار كل عام.. فلو أخذنا ثُمُنَها فقط -وهو ما يعادل نصف تريليون تقريباً؛ أي 500 مليار دولار- ثم وجهت أو وجه جزء منها لشراء المنابر الإعلامية، أو شراء ولاء الإعلاميين الكبار المشهورين لتبني قضايا الإسلام والمسلمين خاصة المستضعفين منهم لتحول حالنا وحال المسلمين لأحسن حال.
كما أجاز الأخذ بالرأي الذي يقول: يمكننا الزيادة في بعض المصارف إذا كانت الحاجة ملحة إليها، أو كان بعض المصارف لا يحتاج الثُمُن -وهو رأي معتبر- لأمكننا إنشاء محطات إعلامية ومنابر عملاقة للحديث عن قضايانا العادلة.
اشتراء الذمم
وذكر أبو مليح أن اليهود الغاصبين –عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين– يشترون ذمم بعض الناس في أماكن صنع القرار مثل الكونجرس الأمريكي، أو مجلس الشيوخ، أو النافذين في البرلمانات الأوربية والدولية حتى لا يخرج قرار واحد مؤثر يدين سفكهم للدماء أو انتهاكهم للعورات وتدنيسهم للمقدسات، ولو أراد المسلمون لفعلوا، لكن وكلاء الصهاينة يحاربون كل من يحاول أن يقدم شيئاً لقضايا أمتنا وملتنا العادلة.
وأكد أستاذ الفقه أن هذا لا يعد هدراً أو تضييعاً لمال الزكاة؛ فهذا الإنفاق سيحفظ للمسلمين حقوقهم ويحمي عوراتهم من أن تسلب، ودماءهم من أن تسفك، وحقوقهم أن تضيع.
واستطرد قائلاً: وهذا لعمري لا يقدر بثمن، ولا يضن عليه بمال ولا جهد، ناهيك عن الصدقات التطوعية التي ينفقها المسلمون في مواسم الطاعات، في صورة صدقة واجبة كزكاة الفطر أو صدقات تطوعيه طوال العام.
وختم قائلاً: إن الحرب التقليدية الآن انحسرت في نطاق ضيق، وفي الغالب يسبقها ويمهد لها حرب إعلامية ممنهجة ومنظمة لتهيئة الرأي العام لها؛ فيبدو الكيان الصهيوني المحتل الغاشم الجاسم على صدور أمتنا حملاً وديعاً، وتبدو المقاومة المستضعفة مهيضة الجناح التي تدافع عن عرضها ودمها ومالها -وهو حق تكفله كل الشرائع السماوية والنظم الوضعية- ذئباً عادياً، كل ذلك وأكثر منه يصنعه الإعلام.