خسر حزب الله وحلفاؤه الأكثرية في البرلمان اللبناني الجديد، وفق ما أظهرت النتائج النهائية للانتخابات التي أعلن وزير الداخلية بسام المولوي الدفعة الأخيرة منها، اليوم الثلاثاء.
ووجّهت هذه الانتخابات صفعة لحزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد، مع خسارة حلفائه عدداً من المقاعد في أول استحقاق يعقب سلسلة من الأزمات التي تعصف بالبلاد منذ عامين.
وفازت لوائح المعارضة المنبثقة عن التظاهرات الاحتجاجية ضد السلطة السياسية التي شهدها لبنان قبل أكثر من عامين بـ13 مقعداً على الأقل في البرلمان الجديد، وفق ما أظهرته النتائج النهائية.
و12 من الفائزين هم من الوجوه الجديدة ولم يسبق لهم أن تولوا أي مناصب سياسية، في بلد يقوم نظامه السياسي على المحاصصة الطائفية، ومن شأن هؤلاء أن يشكلوا مع نواب آخرين مستقلين عن الأحزاب التقليدية كتلة موحدة في البرلمان.
وحسب إحصاء لـ”رويترز” فقد حصل الحزب وحلفاؤه على 62 مقعداً في البرلمان اللبناني ويفقدون الأغلبية.
وكان حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في البلاد والمدعوم من طهران، يحتفظ مع حلفائه بقرابة 70 مقعداً من إجمالي 128 في البرلمان المنتهية ولايته.
وتعدّ نسبة الاقتراع التي بلغت 41% ثالث أدنى نسبة مسجّلة في لبنان منذ انتهاء الحرب الأهلية (1975 – 1990).
ويقول الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار، لوكالة “فرانس برس”: أعتقد أن الامتناع عن التصويت مرتبط جزئياً بالإحباط من الطبقة السياسية، والشعور بأنه لن يحصل أي تغيير كبير في الوضع الاقتصادي، ويرتبط كذلك بامتناع مناصري رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري عن الإقبال على صناديق الاقتراع، وفق بيطار، بعدما أعلن قبل أشهر عزوفه وتياره السياسي الأكثر تمثيلاً على الساحة السُّنيّة عن خوض الاستحقاق.
وجرت الانتخابات وسط انهيار اقتصادي بات معه أكثر من 80% من السكان تحت خط الفقر، وخسرت الليرة اللبنانية أكثر من 90% من قيمتها أمام الدولار، ولامس معدل البطالة نحو 30%.
كما أتت بعد نحو عامين على انفجار 4 أغسطس 2020 الذي دمر جزءاً كبيراً من بيروت وأودى بأكثر من 200 شخص وتسبّب بإصابة أكثر من 6500 آخرين.