ما زال الرفض الشعبي المصري للتطبيع مع الكيان الصهيوني مستمراً، وفق مؤتمر حزبي وبيانات ومواقف، بالتزامن مع زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة، وتصاعد الحديث عن المقبرة الجماعية للجنود المصريين في الأراضي المحتلة، التي طالبت الجهات المصرية الرسمية بفتح التحقيق فيما نشر عنها في صحف الاحتلال الصهيوني.
رفض الدمج
ونظمت قوى وطنية مصرية مؤتمراً، أمس السبت، بمقر حزب الكرامة ذي التوجه القومي العربي، لرفض “التحالف العربي الصهيوني”.
وشارك في المؤتمر شخصيات سياسية وعامة رافضة للتطبيع مع الكيان الصهيوني في أول فعالية عامة معلنة منذ فترة طويلة، وفق مراقبين.
ومن المشاركين في المؤتمر الإعلامي حسين عبدالغني، والكاتب عبدالله السناوي، ومحمد النمر، رئيس الحزب الديمقراطي الناصري، وحمدين صباحي، المرشح السابق لرئاسة الجمهورية.
وكانت الحركة المدنية الديمقراطية المصرية -التي تضم العديد من الأحزاب والشخصيات العامة– أعلنت، في وقت سابق، رفضها مشروعات الدفاع الجماعي العربي تحت القيادة الأمريكية وبمشاركة الكيان الصهيوني، وذلك أياً كانت مُسمياتها أو ذرائع ترويجها.
وقالت الحركة، في بيان رسمي لها، بشأن زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة: “إذا كان موقفنا المبدئي هو رفض سياسة الأحلاف والمحاور العسكرية عموماً، باعتبارها تهديداً مُزمناً للسلم والأمن الدوليين، فإننا على وجه الخصوص نرفض ونُحذر من إقحام منطقتنا وشعوبنا العربية، ومصر في هذه السياسة، بما أنها تُزيد من زعزعة الأوضاع الأمنية الهشّة في المنطقة، ومن مُعاناة الشعوب في الدول الفقيرة أو الأقل نمواً أو ثراءً”.
وأضافت أن تخلي أطراف عربية عن مبدأ الدفاع الجماعي العربي، واستبدال تحالفات عسكرية مع الكيان الصهيوني تحت رعاية أمريكية به، لا يضمن الأمن لهذه الأطراف العربية بقدر ما يُحقق مصالح ضخمة للكيان الصهيوني تجعله في مركز القيادة الإستراتيجية المُنفردة، والمُهيمنة، للمنطقة، سواء بالأصالة عن نفسه أو بالوكالة عن القوة العظمى الأمريكية.
وأشارت الحركة إلى ما أبدته الدبلوماسية المصرية مؤخراً من عدم حماس لما يسمى بمشروع “الناتو العربي”، وذلك حين قال وزير الخارجية في البحرين منذ أيام: إن هذا المشروع ليس موضوع اتصالات تشارك فيها مصر.
وشددت الحركة على إجماع الشعب المصري على رفض المشاركة في أي أحلاف تحت أي مسمى، باعتبار أن هذا الرفض كان دائماً من بديهيات الحفاظ على استقلالنا الوطني.
حملة شعبية
وطالبت الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة “إسرائيل” جموع الشعب المصري والشعوب العربية وأحرار العالم بالتمسك بمقاطعة الكيان الصهيوني وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات على الكيان الصهيوني لمحاصرته اقتصاديًا وثقافيًا وسياسيًا ومنعه من التوسع في المنطقة على حساب مواردنا وخيرات بلادنا.
جاء ذلك في بيان رسمي للحملة على صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بشأن الأخبار المتداولة في الصحافة العبرية بشأن الكشف عن مقبرة جماعية في القدس المحتلة، تضم رفات أكثر من 70 شهيدًا من الجنود المصريين الأبطال الذين صمدوا لآخر لحظة حتى قصفهم بالقنابل الحارقة بعد معارك دامية مع جنود الاحتلال ودُفنوا على أرض فلسطين في حرب 1967.
وقالت الحملة، في بيانها: “جاءت هذه الأخبار لتُنشّط الذاكرة الشعبية والوعي العام للشعب المصري، بأننا -نحن الشعب المصري- لسنا مجرد متعاطفين مع الشعب الفلسطيني، ولكننا جميعًا أصحاب قضية واحدة ولنا عدو واحد، وثأرنا متوارث من جيل إلى جيل ومقاومتنا باقية ما بقي العدو”.
وأضافت الحملة أن استمرار مناهضة الشعب المصري لكافة أشكال التطبيع مع العدو رسميًا وشعبيًا، مطالبة الجهات المصرية المعنية بالتحرك العاجل لاِستعادة رفات الشهداء الأبطال، وتنظيم مراسم جنازة تليق بما قدموه من تضحيات، وتصعيد الأمر للمحكمة الجنائية الدولية باعتبار الواقعة جريمة حرب لا تسقط بالتقادم.
وكلفت وزارة الخارجية، في وقت سابق، السفارة المصرية في “تل أبيب” بالتواصل مع السلطات الصهيونية لتقصي حقيقة ما يتم تداوله إعلامياً، حول وقائع تاريخية في حرب 1967، والمطالبة بتحقيق لاستيضاح مدى مصداقية هذه المعلومات، بالتزامن مع تصريحات من مؤسسة الرئاسة تؤكد تلقيها اتصالات من الكيان الصهيوني بفتح تحقيق في الأمر.