يعيش الصهاينة كابوس تصاعد العمليات الفدائية الفلسطينية بالضفة الغربية، التي كان آخرها الاشتباك مع الجنود الصهاينة من نقطة الصفر قرب حاجز الجلمة بمدينة جنين شمال الضفة؛ ما أسفر عن مقتل قائد في قوات الاحتلال برتبة رائد واستشهاد المنفذين أحمد، وعبدالرحمن عابد.
وترصد “المجتمع” تطورات الموقف المتصاعد والآثار التي تركتها العملية النوعية في جنين في الأوساط الصهيونية، التي باتت تشعر بالعجز أمام العمليات الفردية للفلسطينيين، التي إن استمرت -كما يقول الإعلام الصهيوني- فستشل حركة المستوطنين في المستوطنات، وسيدفع المحتل الفاتورة غالية في كل المجالات، ويؤكد الفلسطينيون، في المقابل، أن العمليات الفدائية هي رد طبيعي على مسلسل جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
جنين والعملية
ويقول الإعلام الصهيوني: إن جنين التي استشهد فيها 34 فلسطيناً منذ بداية العام الجاري باتت بؤرة لانطلاق العمليات الفدائية الفلسطينية، وإنه لا مفر من عملية عسكرية واسعة على غرار الاجتياح الشامل لشمال الضفة المحتلة، في محاولة يائسة لإخماد العمليات الفدائية المسلحة التي انتقلت من مرحلة السلاح الأبيض في بعض الأوقات إلى استخدام الأسلحة النارية، وهو يمثل صدمة كبيرة للأوساط العسكرية الصهيونية، والأخطر كما تقول صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أن من ينفذ العمليات الفدائية هم أفراد ولديهم قدرة قتالية عالية.
المقاومة هي الطريق
من جانبه، قال المتحدث باسم حركة “حماس” إسماعيل رضوان: إن العمليات البطولية في الضفة المحتلة تثبت فشل الاحتلال على الرغم من كل الإجراءات الأمنية المشددة والاعتقالات في مواجهة المقاومة المتصاعدة في الضفة المحتلة، خاصة أن الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة.
ودعا رضوان للاشتباك مع العدو الصهيوني في كل الميادين والمحاور، لأن المقاومة هي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين والأقصى من دنس الاحتلال.
إجراءات عسكرية فورية
وقد رصدت “المجتمع” سلسلة من القرارات والإجراءات العسكرية التي يعتزم الاحتلال اتخاذها ضد شمال الضفة المحتلة خاصة مدينة جنين وقراها، ومن ضمن تلك الإجراءات التي أوصى بها ما يسمى “الشاباك” شل حركة الفلسطينيين ومنع خروج العمال الفلسطينيين، وفرض حصار على المدن الفلسطينية الكبرى في الضفة المحتلة، التي يخرج منها من ينفذ العمليات الفدائية الفلسطينية.
بالتزامن مع ذلك، قالت “الإذاعة العبرية”: إن عملية وشيكة ستنفذ خلال الساعات القادمة شمال الضفة المحتلة في محاولة لوقف العمليات الفدائية.
وقد علق القيادي البارز في حركة الجهاد الإسلامي خضر عدنان لـ”المجتمع” على قرارات الاحتلال بفرض حصار على جنين وقرارها ومنع الفلسطينيين من العمل بالقول: كل شيء متوقع من هذا الاحتلال، وشعبنا لن يموت جوعاً، وسنواصل طريق المقاومة، وما يحدث في جنين من قتل يومي على يد الاحتلال هو عملية انتقام لفشل هذا المحتل في وقف تصاعد مقاومة الاحتلال، التي هي حق كفلته كل المواثيق والأعراف الدولية.
الفصائل تحذر
بدورها، حذرت الفصائل الفلسطينية من مجازر بشعة سيرتكبها الاحتلال خلال الفترة القادمة خاصة مع قرب إجراء الانتخابات الصهيونية، ورغبة الائتلاف الحاكم الحالي باستخدام دماء الشعب الفلسطيني ومشاهد الدمار كوقود لحملاتهم الانتخابية.
وقال القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة لـ”المجتمع”: إن”الوضع الملتهب في الضفة المحتلة، وتصاعد عمليات إرهاب الاحتلال من قتل وتدمير، سيؤدي لانتفاضة شاملة ضد هذا الاحتلال، محذراً من مجازر جديدة قد تحدث قبل الانتخابات الصهيونية المقرر أن تجرى في الأول من نوفمبر المقبل، في ظل تصاعد حدة الخلافات والجدل بين الأحزاب الصهيونية، داعياً للاشتباك مع الصهاينة في كل الميادين، ومنع استفراده بجنين في ظل تصاعد تهديداته ضدها.
وتقول وزارة الصحة الفلسطينية: إن 149 استشهدوا منذ بداية العام الجاري بينهم 34 شهيداً من جنين و51 شهيداً من قطاع غزة استشهدوا خلال العدوان الصهيوني الأخير على القطاع.