على أرض مدينة نابلس في الضفة الغربية المحتلة، انطلقت مجموعة “عرين الأسود”، التي تضم رجال مقاومة مهمتها التصدي للاجتياحات وعمليات الاقتحام لنابلس وقراها، وقد انخرط في صفوف تلك المجموعة العشرات من الشبان الفلسطينيين، التي تحولت لمجموعة منظمة، بعد أن كانت فردية في حفل تأبين الشهيدين محمد العزيزي، وعبدالرحمن صُبح، في 2 سبتمبر الماضي، بعد 40 يوماً من استشهادهما، ليكشف المستور، ويعلن “العرين” كظاهرة مقاومة جديدة ومستمرة.
ونجحت المجموعة في تنفيذ العشرات من العمليات الفدائية المسلحة ضد الاحتلال ومجموعات المستوطنين، مما أصاب الاحتلال وقطعان المستوطنين بحالة من الخوف والصدمة من تنامي تلك المجموعة، وتهديدها لأمن كيان الاحتلال.
الصواف: “عرين الأسود” تقود بشكل منظم العمليات الفدائية والاحتلال متخوف من تحولها لثورة عارمة في الضفة
بيان “عرين الأسود”
وقد تعودت مجموعة “عرين الأسود” على إصدار بيانات عقب كل عملية أو محاولة صهيونية لتصفية عناصرها.
وقالت، في أحد البيانات: “أهلنا في الضفة الغربية، أهلنا في قطاع غزة، أهلنا في المنفى وفي كل بقاع الأرض، لا تلتفتوا لتوافه الأمور التي ينشرها الاحتلال وادعائه أنه حقق إنجازات بحذف صفحة العرين على “تيك توك”، إن مجموعة “عرين الأسود” ليس لها أصلاً حساب على “تيك توك”، ولو حوربت وسائلنا التكنولوجية فثقتنا بأبناء شعبنا منقطعة النظير أنهم سيوصلون رسائلنا بكافة الطرق، إن مجموعة “عرين الأسود” تنتظر خليل الرحمن وبيت لحم حراس الجنوب وأسودها ليخطوا أول بيان للعرين بالدم والرصاص”.
وغرد نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي على وسم “#كلنا_عرين_الأسود”، دعمًا وإسنادًا للمجموعة وعملياتها البطولية ضد أهداف الاحتلال الصهيوني.
تخوفات صهيونية
بدورها، رصدت “المجتمع” حديث الإعلام الصهيوني عن “عرين الأسود”، حيث يقول ألون بن دافيد، مراسل صحيفة “معاريف”: إن جماعة “عرين الأسود” لم تعد تخلق سلسلة مستمرة من الهجمات القاتلة، بل تشجع وتدفع نحو العمليات في كل المناطق، وتحولت في أقل من عام من منظمة ثانوية إلى منظمة تؤثر على الأرض، وتهدد أمن “إسرائيل” واستقرار السلطة الفلسطينية.
بدوره، أكد الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف لـ”المجتمع”، أن المقاومة في الضفة أمام مرحلة جديدة وانطلاقة منظمة وموحدة ضد المحتل الصهيوني، مشيراً إلى أن خوف الاحتلال من مجموعة “عرين الأسود” أولاً كون المجموعة تعمل وفق تحركات أمنية تنسق تحركها العسكري، وهي مجموعة لها تأثير على الصفة الغربية كلها.
وأوضح الصواف أن الخشية لدى الاحتلال أن تتحول الضفة لثورة، وانطلاق العديد من مجموعات على غرار “عرين الأسود”، لافتاً إلى أنه من الواضح أن “عرين الأسود” كما المقاومة تعمل بشكل مخطط وفق تنظيم دقيق، ومن منطلق أمني تحدد الهدف وتدرس من أين يكون الاشتباك، ورسم طريقة الخروج والابتعاد عن أعين الاحتلال وأعوانه، ثورة وحدة عرين الأسود متصاعدة.
عطا الله: المشهد الثائر في الضفة إن استمر سيغير مسار الانتخابات عند الصهاينة
المشهد في تصاعد
من جانبه، المختص بالشأن الصهيوني أكرم عطا الله أشار لـ”المجتمع” إلى أن المشهد في الضفة الغربية هو عملية متدحرجة بدأت في فبراير الماضي في ظل محاولة الكيان الصهيوني تصفية القضية والتنكر لكل الحقوق الفلسطينية.
ولفت إلى أن المشهد المتأزم في الضفة الغربية قد يكون له تأثير على الانتخابات التي ستجرى في الأول من الشهر المقبل، وقد يستغل زعيم المعارضة في كيان الاحتلال هذا الوضع للعودة مجدداً إلى رئاسة الحكومة.
وأوضح عطالله أن الاحتلال في حالة استنفار قصوى، ونحن على أبواب مرحلة جديدة، والأمر يختلف عن الأعوام السابقة، ومحاولات الاحتلال لاحتواء الموقف فشلت والأمور تسير في سياق صدامي حيث شعب تحت الاحتلال يقاوم المحتل.
عمليات استنزاف مكلفة للاحتلال
من جانبه، أوضح الباحث في العلوم الأمنية رامي أحمد أن الـمـقاومة في الضفة تتطور وتتصاعد بصورة غير متوقعة، ومجموعة “عرين الأسود” لاقت استحساناً وحاضنة شعبية كبيرة في الضفة، وأن هناك استجابة واسعة لما تريده مجموعات “عرين الأسود “من قبل الفلسطينيين في الضفة.
وأشار أحمد إلى أن النقطة المهمة في الضفة أن يتوسع نموذج مجموعة العرين لكل أماكن الضفة، لافتاً إلى أن توسع رقعة العمليات البطولية في الضفة المحتلة يرهق الاحتلال ومنظومته الأمنية.
وكان قد استشهد في الضفة المحتلة وقطاع غزة منذ بداية العام الجاري 177 فلسطينياً، في عمليات التصعيد الصهيوني وسياسيات التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني، فيما المجتمع الدولي صامت على تلك الجرائم.