شيع المئات من الأمريكيين وأبناء الجالية الفلسطينية والإسلامية بولاية إلينوي الطفل الفلسطيني الأمريكي وديع الفيومي الذي قتل وأصيبت والدته على يد جارهما اليهودي بسبب كونهما مسلمين وعلى خلفية الحرب الصهيونية على قطاع غزة.
تم تشييع الجنازة ظهر أمس الإثنين من مسجد مؤسسة الجامع في شيكاغو، حيث يقيم العديد من أبناء الجالية العربية، وسط حضور رسمي وشعبي وإعلامي واسع، كما تم عقد مؤتمر صحفي أمام المسجد تحدث خلاله مسؤولون رسميون وممثلون عن المؤسسات الإسلامية بالمدينة.
أهديه لفلسطين
وفي كلمته، أصر عدي الفيومي، والد الطفل وديع، على التحدث باللغة العربية ليوصل الصورة كاملة للشعب الفلسطيني، وقال: ابني شهيد، أهديه لفلسطين ولأهل غزة، وأتمنى أن يتقبلوه مني، وأتمنى أن تكون وفاة ابني سبباً في وضع حل لهذا الصراع.
ضحية تضليل إعلامي
من جانبه، قال د. عمر سليمان، إمام ومؤسس ورئيس معهد يقين للبحوث الإسلامية، عبر موقع «إكس»، وكان أحد المتحدثين خلال جنازة الطفل: دفنّا اليوم طفلاً فلسطينياً يبلغ من العمر 6 سنوات، لم يكن كافياً أن يُقتل مئات الأطفال الفلسطينيين في غزة كل يوم، وديع الفيومي ليس مجرد ضحية لرجل حقير حاقد، إنه ضحية لامبالاة وسائل الإعلام الرئيسة بمعاناة الفلسطينيين، وضحية تجريد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وإذا لم تتغير الأمور، فلن يكون الأخير.
أصغر النعوش أثقلها
وقال أحمد رحاب، رئيس مكتب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في شيكاغو: هذا يوم ثقيل كنا نأمل ألا يأتي أبداً، وكما يقولون فإن أصغر النعوش أثقلها.
يشار إلى أن الطفل وديع الفيومي قتل بـ26 طعنة، وأصيبت والدته بـ12 طعنة وهي حالياً في المستشفى لتلقي الرعاية، على يد جارهم اليهودي، في جريمة كراهية كان يردد خلال ارتكابها عبارات معادية للمسلمين والفلسطينيين، وهو ما أكدته الشرطة في بيانها موضحة أن الطفل وأمه استُهدفا بسبب كونهما مسلمين، على خلفية الحرب «الإسرائيلية» على قطاع غزة.
كيف وقعت الجريمة؟
وقعت الجريمة بحسب ما رواه الأب، في وقت متأخر من صباح السبت، في المنزل الذي تسكنه فيه العائلة ببلدة بلينفيلد، جنوب غرب شيكاغو بولاية إلينوي، ويملكه الجاني الذي ارتكب الجريمة، عندما كان الطفل ووالدته في البيت، فطرق عليهما الباب صاحب المنزل والذي يسكن في الطابق الأعلى، وهو يهودي الأصل عمره 71 سنة.
وعندما فتحت الأم بادرها الجاني محاولاً خنقها، وعندما لم يستطع ذهب إلى المطبخ لأخذ سكين لقتلها، فركضت واختبأت منه واتصلت بالشرطة، وعندما خرجت فوجئت بالابن وديع (6 سنوات) غارقاً في دمه شهيداً بعد تلقيه 26 طعنة من قبل الجاني، هنا انهارت الأم، فانهال عليها الجاني وطعنها بأكثر من 12 طعنة.
جريمة كراهية
قائد شرطة المقاطعة كان قد قال، في بيان نشر على مواقع التواصل الاجتماعي: إن إزهاق حياة طفل يبلغ من العمر 6 سنوات باسم التعصب شر مطلق، كان ينبغي أن يتوجه الطفل وديع إلى المدرسة في الصباح، وبدلاً من ذلك، سوف يستيقظ والداه دون ابنهما، لم تكن هذه مجرد جريمة قتل، بل كانت جريمة كراهية، وكل مواطن في إلينوي، بما في ذلك جيراننا المسلمين واليهود والفلسطينيين، يستحقوا أن يعيشوا من دون تهديد، اليوم، ننضم أنا وعضو الكنيست، إلى إخواننا وأخواتنا المسلمين والفلسطينيين في الحداد على هذه الخسارة المأساوية والدعاء من أجل شفاء والدة وديع.
صدمة ما بعد التضليل
الرئيس الأمريكي جو بايدن عبر في سلسلة تغريدات عن صدمته وشعوره بالاشمئزاز لسماع خبر القتل الوحشي للطفل وديع وإصابة والدته، رغم أنه قبل أيام كان بايدن قد ردد مزاعم الاحتلال الصهيوني بأن المقاومة الفلسطينية قتلت وذبحت أطفالاً «إسرائيليين»، ثم تراجع عن ذلك البيت الأبيض، وهي المزاعم التي روج لها الإعلام الغربي بكثافة.
انعكاس للتحريض
من جانبه، اعتبر مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) أن جريمة قتل الطفل وديع تمثل انعكاساً للتحريض ضد الفلسطينيين والمسلمين عمومًا في الولايات المتحدة، خاصة في ظل حالة الاحتقان السياسي الموجه من قادة المجتمع، ومن بينهم الرئيس الأمريكي نفسه الذي كرر ادعاء «إسرائيل» بأن الفلسطينيين قطعوا رؤوس الأطفال من دون أن يتحقق من هذه الادعاءات؛ ما أدى إلى هذه الأجواء العدائية وشيطن الفلسطينيين والعرب في الولايات المتحدة.