يحيى السنوار من أبرز عناصر المقاومة ضد الاحتلال، اعتقل مرات عدة وحكم عليه بأربعة مؤبدات، حرر في صفقة «وفاء الأحرار» عام 2011م، وعاد ليشغل مراكز قيادية في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي اختارته قائداً لها بغزة خلفاً لإسماعيل هنية.
وصفه موقع «ميديا بارت» الاستقصائي الفرنسي بأنه «كابوس الحكومة الإسرائيلية» منذ يوم السبت 7 أكتوبر، لأنه مدبر عملية «طوفان الأقصى» التي كلفت «إسرائيل» في غضون ساعات قليلة خسائر بشرية مروعة، وهو أمر غير مسبوق في تاريخها.
المولد والنشأة
ولد في 19 أكتوبر 1962م، في مخيم خانيونس للّاجئين لعائلة هجّرها الصهاينة من مدينة مجدل عسقلان عام 1948م.
الدراسة والتكوين
درس في مدارس خانيونس حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين، والتحق بالجامعة الإسلامية بغزة، وحصل على شهادة البكالوريوس في اللغة العربية.
برز السنوار في ساحات النقاش الطلابية العامة بين الكتل، وترأس الكتلة الإسلامية وكان من أبرز منظريها.
تجربة المقاومة
يعتبر السنوار من القيادات الفلسطينية الأولى التي قادت أشكالاً مختلفة من المقاومة ضد الاحتلال منذ بدية ثمانينيات القرن الماضي.
وقد شارك في تأسيس جهاز الأمن الحركي الأول (أمن الدعوة) برئاسة الشيخ أحمد ياسين في عام 1983م، وكُلف وآخرون في عام 1986م بتشكيل منظمة الجهاد والدعوة (مجد)، وكان أبرز قادة المنظمة.
في عام 1982م، اعتقل السنوار لأول مرة، ثم أفرج عنه بعد عدة أيام، لتعاود اعتقاله مجدّدًا في العام ذاته، وحينها حكمت عليه بالسجن لمدة 6 أشهر لنشاطه المقاوم.
وفي عام 1985م اعتقل مجدداً ثمانية أشهر بعد اتهامه بإنشاء جهاز الأمن الخاص بحركة «حماس» الذي عرف باسم «مجد»، حيث كان الجهاز يعمل على مقاومة الاحتلال في قطاع غزة، ومكافحة المتعاونين معه من الفلسطينيين.
وفي 1988م، اعتقله الاحتلال للمرة الثالثة وحكم عليه 4 مؤبدات، بعد أن وجهت له تهمة تأسيس جهاز المجد الأمني، والمشاركة بتأسيس الجهاز العسكري الأول للحركة.
وقضى السنوار 23 عاماً متواصلة داخل السجون الاحتلال، 4 سنوات منها في العزل الانفرادي.
تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى «حماس» في السجون دورات عدة، وقاد سلسلة من الإضرابات عن الطعام، من أبرز محطاتها (1992، 1996، 2000، 2004م).
صفقة «وفاء الأحرار»
أفرج عن السنوار عام 2011م خلال صفقة «وفاء الأحرار»، حيث تم إطلاق سراح الجندي الصهيوني جلعاد شاليط مقابل الإفراج عن 1027 أسيرة وأسيراً فلسطينياً.
وقد أُسر شاليط يوم 25 يونيو 2006م على يد مقاومين من «كتائب عز الدين القسام» التابعة لحركة «حماس»، و«ألوية الناصر صلاح الدين» التابعة للجان المقاومة الشعبية، و«جيش الإسلام»، في عملية عسكرية نوعية أطلقت عليها الفصائل اسم عملية «الوهم المتبدد»، واعتبرت من أكثر العمليات الفدائية الفلسطينية تعقيداً منذ اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية.
وتمت صفقة التبادل «وفاء الأحرار» بعد أكثر من 5 سنوات قضاها شاليط في الأسر في مكان سري بقطاع غزة، بعد أن عجزت «إسرائيل» بكل قدراتها الاستخبارية وعملائها عن الوصول إليه، كما فشل عدوانها الذي شنته نهاية عام 2008 وبداية 2009م في إنقاذه من الأسر.
انتخب عضواً في المكتب السياسي للحركة في قطاع غزة، وتولى مسؤولية الملف الأمني في عام 2012م، ثم انتخب عضوًا في المكتب السياسي العام، وتولى مسؤولية الملف العسكري في عام 2013م.
كما انتخب رئيسًا للمكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة، في فبراير عام 2017م.
وأدرجته الولايات المتحدة في سبتمبر 2015م على لائحتها السوداء لـ«الإرهابيين الدوليين»، وتولى مسؤولية ملف الأسرى الصهاينة لدى «كتائب القسام».
وتعرض منزله للقصف والدمار عام 1989م، ومرة ثانية خلال عدوان عام 2014م على القطاع.
مؤلفاته
يجيد اللغة العبرية، وله العديد من المؤلفات والترجمات السياسية والأمنية، من أبرزها: ترجمة كتاب «الشاباك بين الأشلاء»، ترجمة كتاب «الأحزاب الإسرائيلية عام 1992م»، كتاب «حماس التجربة والخطأ»، كتاب «المجد» الذي يرصد عمل جهاز «الشاباك»، رواية أدبية بعنوان شوك القرنفل (تحكي تجربة النضال الفلسطيني بعد عام 1967 حتى الانتفاضة).
__________________
- موقع حركة «حماس».
- «الجزيرة. نت».