.. ثم فاجأنا محمود عباس، الرئيس الفلسطيني، بعد اتصاله بالرئيس الأمريكي بالتبرؤ من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) قائلاً: سياسات وأفعال «حماس» لا تمثل الشعب الفلسطيني.. دون أن يعلن رأيه في سياسات وجرائم الاحتلال التي حولت غزة إلى منطقة أشباح.. موقف جاء متكافئاً مع الموقف العربي الصامت أحياناً، وإن نطق فهو مخز من معظم النظام العربي الذي يشرف على هندسته الرئيس الأمريكي بايدن بنفسه!
تحركات خجولة وتصريحات مخجلة:
– المندوب الأردني في مجلس الأمن: موقف المحكمة الدولية لا يمنح «إسرائيل» حق الدفاع عن نفسها في الأراضي المحتلة.
– المجموعة العربية في مجلس الأمن: الأعمال العسكرية لـ«إسرائيل» في غزة لا تحترم المعايير الدنيا لحقوق الإنسان.
– الرئاسة المصرية: السيسي، وبايدن، يتفقان على أن الأولوية تتمثل في حماية المدنيين وإيصال المساعدات إلى غزة.
وكأنهم يتحدثون عن أزمة في هندوراس! ماذا عن الجرائم الوحشية الصهيونية التي حولت جزءاً كبيراً من غزة إلى منطقة أشباح؟! ماذا عن المقابر الجماعية التي لا يتوقف أهل غزة عن حفرها للأطفال والمدنيين الذين أوشك تعدادهم على الوصول لثلاثة آلاف شهيد؟!
لكن صوت الضمير المزلزل الذي انطلق من بعض ساسة الغرب كشف الجميع بمواقفهم الخائرة:
– قيام كولومبيا بطرد السفير «الإسرائيلي» من أراضيها؛ رفضاً للإبادة الجماعية التي يقودها الاحتلال.
– صدور مواقف رافضة للإبادة الجماعية في غزة من رؤساء كولومبيا وفنزويلا وجنوب أفريقيا والرئيس البوليفي السابق ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، وعدد من أعضاء البرلمان الأوروبي.
– وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية: سكان غزة يتعرضون لإبادة جماعية بدعم أوروبي وأمريكي، وأدعو لإظهار رفضنا لذلك، يجب تقديم نتنياهو للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جريمة حرب في غزة.
– وزيرة الخارجية الهولندية: على «إسرائيل» التصرف وفقاً للقانون الإنساني الدولي عندما تمارس حقها في الدفاع عن النفس، الوضع الإنساني في غزة مقلق للغاية ومن المهم وصول المساعدات.
– وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت أدانت، في تصريح لإذاعة «إن آر كي» المحلية الحصار المشدد الذي فرضته القوات «الإسرائيلية» على قطاع غزة، ومحاولات تهجير السكان.
اعتبرت مقررة الأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيز أن تجويع السكان المحاصرين في غزة وحرمانهم من الضروريات يعدان جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، مطالبة سكان غزة بالتحرك جنوباً هي تطهير عرقي، وقالت: الدمار في غزة لم يسبق له مثيل، والوضع الإنساني في غزة مقلق للغاية، ومن المهم وصول المساعدات، وأطالب بفتح ممرات إنسانية وتدخل أممي لحماية المدنيين، وقالت لـ«الجزيرة»: التطهير العرقي للفلسطينيين مستمر منذ ما قبل 1948م.
هل هي مفاجأة أن تصدر مثل تلك المواقف القوية الغاضبة ضد ما يجري لأطفال ونساء وأهل غزة، بينما الكثير من الدول العربية تتجلى بهذا الضعف والخذلان؟!
_____________________________
مدير تحرير «المجتمع» الكويتية، و«الشعب» المصرية– سابقاً.