يعد رمضان في جمهورية صربيا شهراً احتفالياً في المناطق التي يتواجد بها المسلمون، كإقليم السنجق الذي تقطنه أغلبية بوشناقية مسلمة، وفي وادي بريشيفو الذي تقطنه أغلبية ألبانية مسلمة.
ففي السنجق وخلال هذا الشهر الكريم يلتزم المسلون بالصلاة في المساجد؛ فتمتلئ بالمصلين، ويستمعون للمقابلة قبل صلاة العصر، وهي من الطقوس الرمضانية عند البوشناق، وهي تجويد القرآن الكريم من قبل أحد الحفاظ المتقنين قبل صلاة العصر في المسجد.
أما صلاة التراويح فهي مميزة في مدن السنجق، حيث تمتلئ المساجد بالمصلين، ويحرص المسلمون على أداء هذه الصلاة في المسجد أكثر من غيرها، فهي مناسبة اجتماعية أيضاً تختص بشهر رمضان، حيث يلتقي الأصدقاء بعد الصلاة فيتبادلون التحية ويتسامرون خلال أمسيات رمضان.
في مدن السنجق ووادي بريشيفو، قبل الإفطار تخلو الشوارع من المارة، وينتظر المسلمون سماع صوت مدفع رمضان الذي يترافق مع صوت الأذان ليباشروا إفطارهم.
والموائد الرمضانية عادة ما تكون عامرة بالمأكولات المحلية التراثية، وغالباً ما تحتوي على الفطائر بأنواعها مع أنواع من اللحوم وعصائر محلية، ويحرص المسلمون على تناول نوع محدد من أنواع الخبز الذي يعد خلال شهر رمضان.
وقد درجت العادة في العقود الأخيرة على أكل حبات من التمر مع شرب العصير أو اللبن عند الإفطار، ثم الذهاب لصلاة المغرب، وبعد ذلك يعود المصلون لتناول الإفطار.
الحلويات أيضاً هي من الأطباق التي تتواجد على موائد الإفطار برمضان في صربيا، أما أنواع الطعام في السنجق فتختلف عن مناطق صربيا الأخرى، فهي متأثرة بالمطبخ التركي بشكل أكبر.
الإفطارات الجماعية طقس أساسي في مدن السنجق وتنظمها عادة المؤسسات الدينية أو المدارس الدينية والجمعيات الخيرية وحتى بعض المؤسسات والأحزاب أيضاً، وعموماً يتزاور الأقارب في رمضان ويدعون بعضهم على موائد الإفطار.
المحطات التلفزيونية المحلية تحتفل بشهر رمضان عبر تقديم محاضرات دينية وتوعوية عبر عدد من الدعاة والعلماء، وتبث قراءة وتجويد القرآن الكريم كما تبث الأناشيد الدينية والبرامج الاجتماعية والنشاطات الاحتفالية لرمضان كالمسابقات الرمضانية أو زيارة موائد رمضان للاطلاع على العادات الرمضانية الموروثة، كما تبث بعض المحطات مسلسلات دينية مترجمة.
كما يجري عادة عدد من مسابقات الحفظ وتجويد القرآن في شهر رمضان ويشارك بها عدد كبير من القراء والحفاظ.
أما إحياء ليلة القدر فهي مناسبة خاصة في السنجق، ففي مدينة نوفي بازار عاصمة إقليم السنجق يجتمع الآلاف من المصلين في ساحة المدينة خلال ليلة القدر، فهي ليلة مباركة يحرص الجميع على عدم تفويتها.
تتميز هذه المنطقة من البلقان بكثرة المقاهي، وفي مدن السنجق وخلال نهار رمضان تخلو هذه المقاهي من روادها، بينما تضج المدينة بالحركة بعد صلاة التراويح وتمتلئ المقاهي بروادها إلى وقت متأخر من الليل.
من اللافت للنظر أن بعض المسلمين في المدن الصربية كالعاصمة بلغراد وبعض المدن الأخرى التي يتواجد بها المسلمون كأقليات يزورون مدن السنجق ويقضون أيام رمضان هناك للاستمتاع بالجو الاحتفالي في هذا الشهر الفضيل وممارسة الشعائر والطقوس المميزة فيه.
رمضان شهر مميز لدى المسلمين في صربيا يبدأ بالتهنئة باستخدام عبارات تركية يستخدمونها منذ العهد العثماني فيقولون: «رمزان مبارك أولسون»، وينتهي بعيد الفطر الذي بالتهنئة بعبارة «مبارك بيرام أولسون»، ويتبادلون خلال العيد الزيارات.
لا تختلف المدن المسلمة في صربيا عن المدن الأخرى في العالم الإسلامي بالاحتفاء بشهر رمضان وممارسة شعائر رمضان المميزة، وإنما تختلف بعض الطقوس والعادات حسب الموروث الشعبي لكل منطقة من بلاد المسلمين مما يميزها ويعطيها نكهة مميزة مختلفة عن الآخرين.