سجل الخطاب الأميري عند افتتاح الدورة الحالية لمجلس الأمة اعتزاز الحكومة وتقديرها للإنجازات الطيبة التي حققتها مؤسسات العمل الخيري، وأكد دعمه لهذه الجهود الخيرة والعمل على تعزيز دورها في تحقيق غاياتها السامية.
كما صرح الشيخ صباح الأحمد الجابر رئيس مجلس الوزراء بالنيابة وزير الخارجية بأن العمل الخيري هو تاج على رؤوسنا.. وأكد أن الكويت لم تتلق أي اتهام للجمعيات الخيرية الكويتية بوجود علاقات لها مع التنظيمات الإرهابية.
ونقل النائب د. وليد الطبطبائي عن الشيخ صباح قوله إنه متأكد من أن الجمعيات الخيرية بعيدة عن أي مشروع إرهابي وأنه متفهم لعمل اللجان ودورها في العمل الاجتماعي.
ودعا نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح إلى عدم توجيه الاتهامات لأعمال الجمعيات الخيرية دون وجود أدلة دامغة نافياً أي دليل على إرسال أموال بعض الجمعيات إلى جهات أجنبية غير مرغوب فيها. وأكد الشيخ محمد الخالد أنه شاهد تلك المشاريع خلال زيارته للسنغال وشعر بالفخر والاعتزاز تجاه تلك الجمعيات الخيرية وتبرعات أهل الخير الكويتيين في مختلف بقاع العالم.
وأشاد الشيخ محمد الصباح وزير الدولة للشؤون الخارجية بالمنجزات التي رآها في كثير من الأقطار التي زارها كما أكد الشيخ محمد الصباح ثقة الحكومة في اللجان الخيرية وفي العمل الذي تقوم به، مشككاً في بعض الأصوات التي تحاول أن تخرب جهود تلك اللجان.
وقال: لدينا ثقة كاملة في منظماتنا غير الحكومية؛ ولكن هناك بعض الأيادي التي تود أن تخرب الجهود الوطنية التي تقوم بها اللجان الخيرية، ولذلك تجب حماية هذا النوع من المؤسسات.
وجدد الشيخ أحمد الفهد الأحمد وزير الإعلام الكويتي التأكيد بأن الحكومة الكويتية تقف إلى جانب العمل الخيري المنظم، مع توجيهه التوجيه الصحيح.
وقال إن القائمين على العمل الخيري في الكويت رحبوا وأبدوا استعدادهم للتنظيم.
وكان الشيخ أحمد الفهد قد صرح بأنه لا يمكن تخيل الكويت بدون العمل الخيري الذي ارتبط بالإنسان الكويتي.
كما أكد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء محمد ضيف الله شرار حرص الكويت على دعم ومساندة كل مجالات العمل الخيري مشيراً إلى وجود العديد من اللجان الخيرية في الكويت التي تسعى لدعم ومساعدة الإنسانية في العالم كافة.
وقال السيد طلال العيار وزير الكهرباء والماء ووزير الشؤون الاجتماعية والعمل إن الحكومة مع العمل الخيري، وهي جزء منه، وما السعي لتنظيم هذا العمل إلا إيمان منا بأهميته.
وهكذا تتواتر تصريحات كبار المسؤولين الكويتيين التي تمتدح العمل الخيري الكويتي وتنفي عنه التهم الباطلة التي يحاول بعض الكتاب اليساريين والعلمانيين إلصاقها به زوراً وبهتاناً.
فإذا كان هؤلاء الرجال الذين بيدهم مقاليد الأمور ويعرفون خبايا ما يدور في البلاد قد أدلوا بدلوهم وقدموا تلك الشهادات المشرفة بحق العمل الخيري الكويتي.
وإذا كانت الحكومة والجمعيات الخيرية قد اتفقت على سبل تأطير وتنظيم العمل الخيري فلماذا يصر البعض دون علم أو دراية على توجيه الاتهامات وإثارة الشكوك دون دليل؟
إن المرء ليحتار في فهم تلك المواقف الشاذة ولا يجد لها تفسيراً ولا تبريراً سوى أنها تخدم سياسات هدامة تستهدف النيل من العمل الخيري الكويتي.
وأصحاب تلك المواقف إنما يؤكدون بمواقفهم تلك أنهم لا يعملون لمصلحة الكويت، ولا يأبهون باحتياجات الفقير، ولا المريض، ولا طالب العلم، وقد صمت آذانهم عن سماع بكاء الأطفال، وآهات المرضى، وحسرات الأرامل، والثكالى.
إن العمل الخيري حرب على الفقر والاحتياج يخدم ولا يهدم، يبث الأمل وينزع اليأس، وهو بذلك عون على علاج مشكلات التطرف والإرهاب، بل هو السبيل السليم لمكافحة الفقر والجهل، والمرض، والتطرف، والإرهاب.
وقد رأينا الغرب يشجع المنظمات غير الحكومية ويقدم لها الدعم لتمارس دورها الإنساني، ويشجع المواطنين على تقديم العون لها بخصم ما يقدم لها من المستحقات الضريبية، ولكن أولئك المطبوعين بالغرب الذين ينادون بتقليده في كل صغيرة وكبيرة من أعمال الفساد ينسون ذلك ويواصلون حملة التحريض والكراهية ضد العمل الخيري فإلى أولئك الذين يتكلمون ولا يفعلون ويمسكون ولا يجودون ويريدون أن يصدوا عن سبيل الله ويبغونها عوجاً، نقول:
كفى تحريضاً وإسفافاً وتزلفاً، وقد امتدح المولى جل جلاله العمل الخيري بقوله: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران: 104)، (فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ) (الرعد: 17).