في أروقة التاريخ، لا تُقاس الأعوام بالأيام، بل بما يُنجز خلالها من مآثر، وبما تتركه من أثر في حياة الشعوب والأوطان.
وهكذا مضى العام الأول من عهد سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ليثبت أن الريادة الكويتية مستمرة، والإنجازات لا تعرف التوقف، متوّجاً عاماً حافلاً بالمبادرات التنموية، والإصلاحات السياسية، والإنجازات الإقليمية والدولية.
منذ توليه مقاليد الحكم، في 20 ديسمبر 2023م، سطر سموه فصلاً جديداً في مسيرة النهضة الشاملة للكويت، حيث أضحت رؤية التقدم والازدهار هي المحرك الأساس لكل خطوة، في مشهد يشهد له القاصي والداني، متوّجاً بلقاءات وزيارات رسمية جابت دول الخليج والوطن العربي، لترسيخ اللحمة الخليجية، وتعزيز التكامل العربي، ودعم وحدة الشعوب واحترام سيادة الدول.
تولي الحكم.. بداية عهد جديد
في 16 ديسمبر 2023م، اجتمع مجلس الوزراء الكويتي إثر إعلان وفاة الأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد، طيب الله ثراه، حيث نادى بسمو الشيخ مشعل الأحمد أميراً للكويت، وفق أحكام الدستور والمادة الرابعة من قانون توارث الإمارة، نظراً لما عُرف عن سموه من حكمة وإخلاص وتفانٍ في رفعة الكويت.
وفي 20 ديسمبر 2023م، تولى سموه مقاليد الحكم ليصبح الحاكم السابع عشر للكويت، بعد مسيرة حافلة بالعطاء استمرت 6 عقود من العمل الوطني، تنقل خلالها في مناصب رفيعة، كان أبرزها رئاسته للمباحث العامة، التي أسس من خلالها جهاز أمن الدولة الكويتي، ثم نائباً لرئيس الحرس الوطني، قبل أن يزكّيه سمو الأمير الراحل الشيخ صباح الأحمد ولياً للعهد في عام 2020م.
رؤية حكيمة.. وإنجازات ملهمة
على مدار 12 شهراً، حقق عهد سموه العديد من الإنجازات التنموية والسياسية والاجتماعية، مستنداً إلى رؤية تنموية شاملة تسعى لتحقيق نهضة شاملة للكويت وشعبها.
حرص سمو الأمير على ترسيخ مبادئ الوحدة الوطنية وتعزيز تماسك المجتمع، وكان توجيهه الدائم في مناسبات عديدة هو احترام القانون، ومحاربة الفساد، والعمل من أجل رفعة الكويت، ولم يغب عن سموه التركيز على قضايا الأمن والاستقرار، معتبراً أن الوحدة الوطنية هي درع الكويت الحصين في مواجهة التحديات.
مبادرات إنسانية وتنموية
شهد عام سموه الأول العديد من المبادرات الوطنية التي طالت مختلف جوانب الحياة، كان أبرزها:
– افتتاح جامعة عبدالله السالم، وهي خطوة تاريخية لتطوير التعليم العالي في الكويت، حيث أكد سموه أن العلم والمعرفة هما الأساس في بناء الأجيال الواعية.
– زياراته الميدانية إلى جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، مثل جمعية المكفوفين، والنادي الكويتي الرياضي للمعاقين، في رسالة إنسانية عميقة تؤكد حرص القيادة على إدماج جميع شرائح المجتمع في التنمية.
– تكريمه للمعلمين والمدارس المتميزة، حيث حضر سموه حفل «اليوم العالمي للمعلم»، مشيداً بجهود الكوادر التعليمية، معتبراً إياهم أحد أهم أعمدة التنمية في المجتمع.
– حل مجلس الأمة، في 10 مايو 2023، حيث أمر سموه بتعليق بعض مواد الدستور لمدة لا تتجاوز 4 سنوات بهدف إصلاح المسيرة الديمقراطية ودراسة كافة الجوانب المتعلقة بها، في خطوة وصفها كثيرون بأنها قرار إصلاحي تاريخي يهدف إلى استدامة العملية الديمقراطية.
تكريس اللحمة الخليجية وتعزيز التعاون العربي
حرص سمو الأمير مشعل الأحمد على تعزيز العلاقات الكويتية مع دول الخليج والدول العربية، حيث قام بزيارات رسمية إلى عدد من العواصم الخليجية، أبرزها:
– المملكة العربية السعودية، في 30 يناير 2023م.
– سلطنة عُمان، في 6 فبراير 2023م.
– مملكة البحرين، في 13 فبراير 2023م.
– دولة قطر، في 19 فبراير 2023م.
– الإمارات العربية المتحدة، في 5 مارس 2023م.
– كما زار الأردن، في 23 أبريل 2023م، تلتها زيارة إلى مصر، في 30 أبريل 2023م، حيث بحث سموه أهم القضايا العربية والدولية، وعزز الروابط الأخوية مع القيادات العربية، مؤكداً أن الكويت ستبقى دائماً داعمة لكل قضايا الأمة العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية.
احتضان القمة الخليجية.. عنوان الوحدة والتكامل
في 1 ديسمبر 2024م، استضافت الكويت بقيادة سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الدورة الـ45 للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي، التي هدفت إلى تعزيز وحدة الصف الخليجي، ومواجهة التحديات الإقليمية والدولية، ومواكبة التحولات العالمية في كافة المجالات، بما يعزز التكامل الاقتصادي والسياسي والأمني بين دول الخليج.
الزيارات الدولية والشراكات الإستراتيجية
حرص سمو الأمير على تعزيز مكانة الكويت الدولية، حيث شهدت البلاد خلال عهده توقيع العديد من الاتفاقيات الدولية مع تركيا خلال زيارة رسمية قام بها، في 7 مايو 2023م، وشملت 6 اتفاقيات في مجالات متنوعة.
كما استقبل سموه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في 12 مايو، ورئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، في 11 سبتمبر، إضافة إلى عدد من المسؤولين الدوليين والعرب.
محاربة الفساد وترسيخ العدالة
من أبرز الملفات التي حرص سمو الأمير على معالجتها هي محاربة الفساد، فقد أطلق دعوات متكررة لتطبيق القانون على الجميع، والعمل بمبدأ الشفافية والمحاسبة.
وفي هذا السياق، أصدر سموه تعليمات مشددة لتطبيق القانون في الوزارات والأجهزة الأمنية، معتبراً أن القانون هو الأساس الذي تُبنى عليه العدالة والإنصاف.
الأمير الإنسان.. رسائل دعم لذوي الاحتياجات الخاصة
أظهرت زيارة سمو الأمير لمراكز وجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة اهتماماً فريداً بهذه الفئة، حيث قام بزيارة جمعية المكفوفين الكويتية والنادي الكويتي الرياضي للمعاقين، مؤكدًا أن المجتمع الكويتي مجتمع متكامل لا يُترك فيه أحد خلف الركب.
ختام عام الإنجاز.. طموحات للمستقبل
وختاماً، فإن العام الأول من حكم الأمير مشعل الأحمد كان عام الإنجازات والتحديات، رسخ فيه سموه مكانته كقائد حكيم ورجل دولة من الطراز الأول.
قاده إيمانه العميق بالوحدة الوطنية والعدالة الاجتماعية، وعمله الدؤوب على تعزيز العلاقات الإقليمية والدولية، لتتأكد مكانة الكويت على الساحتين العربية والدولية.
وفي ظل قيادة سموه، تستمر مسيرة الخير والإعمار والتنمية، حيث تمضي البلاد بخطى واثقة نحو مستقبل مشرق، تعززها سياسات الإصلاح السياسي، والتنمية المستدامة، والعدالة الاجتماعية، مع التمسك بنهج أسلافه الكرام في جعل الكويت منارة الإنسانية والعطاء.
بهذا، تظل الكويت موطن الأمل، وعاصمة الإنسانية، وقلب الخليج النابض، يقودها قائد حكيم يعاهد شعبه أن تكون الكويت دائماً وأبداً في القمة.
_____________________
المصدر: وكالة الأنباء الكويتية (كونا)، بتصرف.