تسربت اللغة العربية وأدبها في عروق الهند وأجسامها قبل الفتح الإسلامي بطريق التجار العرب البحري، ولكن بعد دخول الإسلام إلى الهند، أصبح هذا التواصل منظماً بشكل أفضل؛ لأنّ الدعاة المسلمين احتاجوا إلى تعريف التراث الأدبي العربي للهنود حتى يجذبوهم إلى الإ
تسربت اللغة العربية وأدبها في عروق الهند وأجسامها قبل الفتح الإسلامي بطريق التجار العرب البحري، ولكن بعد دخول الإسلام إلى الهند، أصبح هذا التواصل منظماً بشكل أفضل؛ لأنّ الدعاة المسلمين احتاجوا إلى تعريف التراث الأدبي العربي للهنود حتى يجذبوهم إلى الإسلام.
إنّ ترجمة الأدب العربي إلى اللغات الهندية كثيرة، وهذا يختلف من لغة إلى أخرى، وكان للغة الأردية نصيب الأسد في هذا المجال لعدّة أسباب، أهمّها:
1- أنّ معظم المسلمين في شبه القارة الهندية يتحدثون باللغة الأردية.
2- بالإضافة إلى أنّ التشابهات بين اللغة الأردية والعربية أكثر من اللغات الهنديّة الأخرى.
وتأتي اللغة المليبارية في المرتبة الثانية من حيث الترجمان من اللغة العربية, حيث تمت ترجمة العديد من الأعمال العربية الكلاسيكية والحديثية كترجمة “مقدمة ابن خلدون” بيد الشيخ مدّانشيري, وقصائد محمود درويش ومثلها.
مما لا شك أنّ اهتمام المسلمين انصب بالدرجة الأولى على ترجمة القرآن الكريم وتفسيره إلى اللغات الهندية، أما فيما يتعلق بترجمة الكتب الأدبية في الماضي، فأهم الكتب المترجمة هي “مقامات الحريري” التي قام بترجمتها إلى الأردية وشرحها المولوي أوحد الدين البلغرامي، والمولوي روشن علي الجونبوري، والمفتي إسماعيل بن وجيه الدين المرادابادي وغيرهم، و”ديوان المتنبي” الذي ترجمه وشرحه بالأردية المولوي ذو الفقار علي الديوبندي, و”ديوان الحماسة” الذي قام بترجمته وشرحه بالأردية الشيخ فيض الحسن السهارنبوري, و”المعلقات السبع” التي ترجمها وشرحها وأشرف على ذلك بالأردية فيض الحسن السهارنبوري.
وأمّا في التاريخ، فقد نقل الهنود إلى اللغات الهندية مذكرات رحلة ابن بطوطة, وابن جبير, وابن خلدون, وتاريخ الطبري, وابن الأثير, والبيروني, وفصوص الحكم, وحكمة الأشراف, والملل والنحل, ونزهة المشتاق, في احتراق الآفاق للإدريسي, وغيرها الكثير من أمّهات الكتب في التاريخ والطب.
والجدير بالذكر هنا, في القرن الثامن الهجري في عهد الخليفة المأمون (753 – 774هـ) كانت بغداد عاصمة الدولة العباسية مهد العلوم والعلماء العباقرة، واجتمعوا من مختلف أنحاء العالم في بغداد، وذهب من الهند أيضاً علماء كثيرون بكتبهم الجليلة سيما في الحساب والنجوم، حتى ترجمت كتبهم إلى اللغة العربية، ومن أهمها كتاب “أريبدن” المشهور في مساهمته الحسابية.
ومن الترجمات الحديثة “أنا الحق” لعباس محمود العقاد التي نقلها إلى الأردية مقتضى حسن الأزهري, و”أولاد حارتنا” لنجيب محفوظ، ترجمها إلى اللغة الأردية عبد فياض, وقام الأستاذ أسلم الإصلاحي بترجمة مسرحيات “شهرزاد”, وترجم حكيم سيد عبدالباقي “الأيام” لطه حسين إلى الأردية، وترجم محمد كتانشيري “دعاء الكروان” إلى اللغة المليبارية.
ومن أهم الجمعيات والمؤسسات التي قامت بحركات جليلة في مجال الترجمة:
1- كلية فورت وليم (عام 1800م).
2- دار الترجمة العثمانية بحيدر آباد (عام 1917م).
3- مجمع البحوث العلمية بدار ندوة العلماء في لكنو.
4- مجمع العلم الهندي بجامعة علي كره الإسلامي.
5- مجمع الفقه الإسلامي بنيودلهي.
6- مؤسسة الدراسات الموضوعية بنيودلهي.
7- دار العلوم بديوبند (عام 1898م).
8- مظاهر العلوم بسهارنبوري (عام 1936م).
9- الجامعة السلفية ببنارس (عام 1936م).
10- جامعة دار السلام بعمر آباد (عام 1924م).
11- جامعة دار الهدى الإسلامية (عام 1986م).
في الحديث نحتاج لتوفير العلاقات اللغوية بين الهند والعرب، على الرغم من وجود العلاقات التجارية، ولهذا نؤكد تشديد ودعوة مؤسسات الأدب الهندي وأقسام اللغة العربية في الجامعات والنشاطات العربية المعنوية لتشكيل التبادل الثقافي وأعمال الترجمة.