بريطانيا: “الأسد” ليس له مكان في مستقبل سورية
فرنسا: لا نزال نعارض إجراء محادثات مع “الأسد”
جنبلاط: لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الغضب لموقف “كيري”
حكمت: تصريحات “كيري” سلبية ومفاجئة ومستنكرة
المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية: ما زلنا نعتقد أنه لا يوجد مستقبل لـ”الأسد” في سورية
تسبب تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” عن “التفاوض” بزوبعة عمدت الإدارة الأمريكية إلى تهدئة مضاعفاتها، وأخذ الأمر 36 ساعة تقريباً، حيث قال “جون كيري”، وزير خارجية أمريكا، في مقابلة مع “سي.بي.إس نيوز”: إن الولايات المتحدة ستضطر في النهاية للتفاوض مع الرئيس السوري “بشار الأسد”، وأضاف “كيري” أن أمريكا ودولاً أخرى تستطلع سبل إحياء العملية الدبلوماسية في سورية، مؤكداً أن حمل “الأسد” على التفاوض قد يتطلب ممارسة المزيد من الضغوط عليه.
فيما جددت بريطانيا تأكيد أن “بشار الأسد” ليس له مكان في مستقبل سورية، وذلك بعيد إقرار الولايات المتحدة بأن التفاوض مع الرئيس السوري يبدو أمراً لا مفر منه لإنهاء الحرب الأهلية السورية التي دخلت عامها الخامس.
وقالت متحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية أن “الأسد” ليس له مكان في مستقبل سورية، وذلك رداً على ما كان أعلنه وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” في وقت سابق الأحد، بأنه في النهاية سيكون على الولايات المتحدة أن تتفاوض مع الرئيس السوري لإيجاد حل للنزاع في سورية.
وأضافت المتحدثة، كما أعلن وزير الخارجية البريطاني “فيليب هاموند” الأسبوع الماضي، أننا مستمرون في ممارسة الضغوط على هذا النظام عبر العقوبات إلى أن يضع حداً لأعمال العنف، ويدخل في مفاوضات جدية مع المعارضة المعتدلة.
وأضاف “فالس”، أن “الأسد” مسؤول عن مقتل عشرات الآلاف، مشيراً إلى أنه لن يكون هناك حل سياسي، ولن يكون هناك حل بالنسبة لسورية طالما بقي “بشار الأسد”، و”جون كيري” يعرف ذلك، وفقاً لما ذكرته وكالة “رويترز” للأنباء.
هذا، وقد قالت فرنسا يوم الإثنين: إنها لا تزال تعارض إجراء محادثات مع الرئيس السوري “بشار الأسد” بعد يوم من تحدث وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري” عن إمكانية احتمال التفاوض معه، بحسب “رويترز”.
وفي رد على تصريحات “كيري”، أشارت وزارة الخارجية الفرنسية إلى تعليقات أدلى بها وزير الخارجية “لوران فابيوس” في نهاية فبراير، وقال فيها: إن المحادثات يجب أن تضم عناصر من النظام الحالي وأعضاء المعارضة تمهيداً لتشكيل حكومة وحدة، ونقلت الوزارة عن “فابيوس” قوله: “من الواضح لنا أن “بشار الأسد” لا يمكن أن يكون داخل هذا الإطار”.
فيما هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني، وليد جنبلاط، دعوة وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، للحوار مع رئيس النظام السوري “بشار الأسد” للخروج من الأزمة، بحسب “العربية نت”.
وغرد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ، على “تويتر” تعليقاً على موقف “كيري” قائلاً: “لا أجد الكلمات المناسبة للتعبير عن الغضب لموقف كيري”، وكان “كيري” قال في مقابلة: إن بلاده ستضطر للتفاوض مع “بشار الأسد” بشأن انتقال سياسي في سورية، وأضاف أن واشنطن تبحث سبل الضغط على “الأسد” لقبول المحادثات.
فيما قال محمد حكمت وليد، المراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين في سورية: إن تصريحات وزير الخارجية الأمريكي “جون كيري”، حول الحوار مع النظام، سلبية ومفاجئة، وتصريحات مستنكرة، مبيناً أن أي حوار مع النظام يُذهب تضحيات السوريين سدى، وتابع وليد: بعدما قال معظم المسؤولين في أمريكا: إن “بشار الأسد” خارج المعادلة، يأتي “كيري” ليقول: إنه يجب التفاوض مع نظام “الأسد”، مما اضطر مسؤولين آخرين لتصحيح ما قاله، بأنه لم يقصد بقاءه وإنما التفاوض مع النظام.
وطالب وليد، الوزير “كيري” بأن تكون تصريحاته محسوبة أكثر لكي لا تصحح، ويقولون عموماً: إن هناك حلاً سياسياً، والجماعة أيضا تقول ذلك، ولكن تستغرب كلام “كيري”، ومن قبله المبعوث الأممي “دي مستورا”؛ لأن الشعب لم يقم بثورته وتضحياته، لكي يقبل بوجود الظلم والظلمة على رأس حكومته، واعتبر ذلك إجحافاً ولا يمكن لجماعة الإخوان وأي سوري يقدر تضحيات الشعب، أن يقبل بحل يكون فيه “الأسد” جزءاً، بل هو جزء من المشكلة على الدوام.
من ناحية أخرى، بين أنه من المؤسف ربط مصير “الأسد” بمصير بعض الطوائف، وكأنه يقول للناس: إذا ذهب سينقض البقية عليهم وتجري المذابح، مؤكداً أنه في سورية شعباً ومجتمعاً عاشت مذاهبه وأطيافه وأعراقه منذ فجر التاريخ، ومنذ الاستقلال عاشوا بسلام وأمن، ومن الخطأ أن يرتبط مصير أي طائفة بشخص، على حد وصفه.
وشدد على أن الثورة السورية لم تعد بين شعب مضطهد وحاكم مستبد، بل أصبحت مسرحاً لمشاريع عدة تتقاتل وتتنافس على الأرض، وهناك مشروع إيراني، وآخر غربي صهيوني، وآخر هو مشروع الغلو والتطرف، وهو ما بدا جلياً في السنتين الأخيرتين، والكل يعلم ذلك، ولكن كل التعقيدات لا يمكن لها أن تبرر المجازر والذبح، وانتهاك القانون الجاري في سورية، وأصبحت مسرحاً للقتال.
وبعد تلك الموجة من الرفض العالمي، أكدت الولايات المتحدة يوم الإثنين أنها لن تتفاوض على الإطلاق مباشرة مع الرئيس السوري “بشار الأسد” مبتعدة عن تصريحات أدلى بها وزير الخارجية “جون كيري”، وألقت بشكوك على أي احتمالات فورية بإجراء محادثات عن طريق طرف ثالث للتوصل إلى حل للحرب الأهلية في سورية.
وقوبل اقتراح “كيري” الذي أدلى به في مقابلة مع تلفزيون “سي.بي.إس” يوم الأحد بأنه يمكن أن يصبح لـ”الأسد” مكان في جهود التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع السوري انتقادات سريعة من حلفاء أوروبيين وعرب.
وقال مسؤولون بوزارة الخارجية الأمريكية في مساعٍ لتهدئة العاصفة وتوضيح تصريحات “كيري”: إن موقف واشنطن بشأن “الأسد” لم يشهد تخفيفاً.
وقالت “جين ساكي”، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية: إنه بينما تقبل الولايات المتحدة أن هناك حاجة لأن يشارك ممثلون لحكومة “الأسد” في أي مفاوضات، فإن هذا ما لن يحدث ولن يحدث على الإطلاق – وهذا ما لم يكن الوزير “كيري” يقصده – أن يكون “الأسد” نفسه، وقالت “ساكي” للصحفيين: ما زلنا نعتقد أنه لا يوجد مستقبل لـ”الأسد” في سورية.