حينما زار الرئيس الروسي بوتين، المرشد الأعلى الإيراني خامنئي في نوفمبر الماضي وأهداه مصحفاً، وطلب مدد المليشيات الإيرانية في سورية، كانت هذه رسائل واضحة بتقديمه إيران كممثل وحيد ومقاوم رسمي للأمة الإسلامية، فلم تكن زيارة عادية بقدر ما كانت تحدياً واضحاً لغالبية الأمة الإسلامية، والاعتراف والدعم للأقليات المعتدية على حقوقها من وكلاء إيران في المنطقة كـ”الحوثي”، و”حزب الله” وسائر مليشيات إيران في العراق وسورية والخليج.
رسائل التحالف
حمل التحالف الإسلامي العسكري رسائل عدّة لعموم العالم الإسلامي والغربي بمجرد إعلان تأسيسه، أبرزها:
– الإسلام ليس الإرهاب.
– الدول الإسلامية تضررت بالإرهاب أكثر من غيرها، فهي الأولى في مواجهته والقضاء عليه، لا من يحمل شعار مقاومته زوراً كإيران وسورية والعراق.
– عودة المملكة العربية السعودية إلى ريادتها في التغيير وقيادة العالم الإسلامي لحمايته من التفكك والصراعات.
– العودة للذات والثقة بالنفس، وأن الدول الإسلامية بإمكانها صناعة حاضرها ومستقبلها بعيداً عن تدخلات الضباع.
الخداع الغربي
لقد تعبت الدول العربية الإسلامية من التفكيك والتشظّي وبروز ظاهرة العنف، كما يئست من الخداع الغربي والأمريكي والمجتمع الدولي بحمايتها والتغطية على جرائم إيران ووكلائها في العراق وسورية واليمن، ولعل مواقف الدول الغربية والموقف الأمريكي في سورية والعراق واليمن خير شاهد، فمليشيات إيران في العراق وسورية غازية محتلة، ومع ذلك لم يدِنها المجتمع الدولي يوماً، فيما يحسن دائماً حشد التحالفات وتجييش العالم إن دافع سُنّي عن نفسه من الإبادة!
كما تعبت دول المنطقة من الدجل الغربي الدولي في المتاجرة بالإرهاب وادّعاء حربه، حتى حولّوا العراق وسورية إلى مذابح مفتوحة في المدن المعارِضة أو السُّنية فقط، وكل هذا يجري بذريعة حرب “داعش”، فيما هو باقٍ يتمدد أكثر وأكثر بتوسعهم، وزيادة غزوهم واحتلالهم!
في سورية
ففي سورية تم شرعنة الاحتلال الروسي بالسكوت تارةً، أو بتسابق النفوذ وتقاسم التركة بتدبير أحداث كتفجيرات باريس وغيرها، ودخول فرنسا وبريطانيا للأجواء السورية بحجة مكافحة الإرهاب!
في العراق
وفي العراق تتحرك مليشيات إيران وقوات البيشمركة بغطاء جوي وتأييد دولي وإعلامي لمحاربة “داعش”، فيما النتائج كانت: نجاة “داعش”، وتصفية وتهجير إلى العراء لأهل السُّنّة الذين سيطر على محافظاتهم “داعش” تحديداً! في عملية طرد جماعي وإخلاء ممنهجة تمهيداً لتغيير ديموجرافي يستوعب المليشيات الإيرانية الداخلة عبر الحدود العراقية، النصف مليون إيراني ربما!
وقال نائب الرئيس العراقي أسامة النجيفي: هناك خطة متكاملة لاجتثاث السُّنة بشكل كامل من العراق، وأضاف: لابد من تحرير المدن العراقية من سيطرة “داعش” بطريقة صحيحة وعلى أيدي أهلها، وإذا استمرت السياسيات القائمة والتدخلات في العراق فإن خطر التقسيم قائم.
في اليمن
وفي اليمن لم يتوانَ الحوثيون والمخلوع عن طرق الباب الروسي طالبين منهم التدخل بحجة مكافحة “داعش” والذي ما هو إلا مخابرات رجال صالح من “تنظيم القاعدة”، والهدف هو التقسيم، وتشتيت التحالف، وإعادة جنوب اليمن المحرر إلى وكلاء إيران، وتخفيف الضغط عن الحوثي شمالاً، وشطب “عاصفة الحزم” من الأساس!
لذلك جاءت فكرة التحالف لتقطع الطريق على مزيد من التدخل في جنوب اليمن، وتحمي أجواء محافظات العراق السُّنيّة وأراضيها من التغيير والإبادة السكانية لأهل السُّنّة خصوصاً، وتحمي الأرض من التقسيم والفرز الدولي بحصان الطروادة (داعش)!
المطلوب من التحالف
تحرير مصطلح الإرهاب، وإعادة الاعتبار والتلاحم مع التيارات الإسلامية الفاعلة في الأمة الإسلامية كظهير بشري فكري رادع ضد المد الصفوي الحاضن للخمينية، والوقوف مع تركيا ضد التصعيد الروسي، وتسليح المعارضة السورية، وتحريك قضية الأحواز العربية سياسياً وإعلامياً كبلد عربي محتل من إيران، وإنقاذ جنوب اليمن من التقسيم وقطع الطريق على تدخلّ دولي يفشل العاصفة، وإنقاذ سُنّة العراق من الاجتثاث من بقية المحافظات بتحريرهم من “داعش” بأيدي عراقية وجبهة جهادية سياسية تحفظ سُنتها من تصفيات الحشد و”داعش”.
وهكذا تكون اللمعة النجدية العثمانية الإسلامية المباركة حين تقود التغيير وتصنع حاضرها وترسم مستقبلها بأيدي رجالها وشبابها ونسائها وشعوبها، وبشعار الحرب على الإرهاب حقيقة لا كما يفعلون.