أيام وتفتح المدارس أبوابها للطلاب، والعودة بعد الإجازات تحتاج تفاعل المجتمع بكل وسائله؛ لتهيئة الاستعداد النفسي للأبناء.
في ليلة بداية الدراسة وقبلها بأيام تنهمر آلاف الرسائل في كل وسائل الإعلام، وتزداد مع اقتراب الموعد.. وهذه الرسائل في مجملها، إلا ما ندر منها، سلبية وتعطي صورة مزعجة عن الطالب ومدرسته، وكل ما يتعلق بالدراسة.
في ليلة المدرسة لا يترك الناس صورة أو رسالة شاحبة سلبية عن المدرسة ومنسوبيها، وعن توديع النوم والإجازة إلا وتناقلوها.. نتناقلها نحن أحياناً بحسن نية إما لطرافتها أو لغرابتها، ونتناسى تأثيرها لما تصل بين يدي الطالب، ما شعوره وهو يطالع هذا التدفق الهائل من صور الشحن والتبغيض في المدرسة، فتحوّل سعادة الطالب إلى قلق وتذمر.. تجده يجفل كلما ذكر اسم المدرسة، ويقلق كلما اقترب موعد الدراسة، ويتسلل إلى ذهنه ثقل وهم الدوام قبل أن يبدأ.. حتى العاملين في المدارس قد يشعرون بالسأم بسبب تغذية عقولهم بهذه الرسائل!
الإعلام الجاد، والعقلاء والإيجابيون مطالبون بمواجهة مد هذه الرسائل، إما عبر التوقف عن نشرها، أو نشر ما يهدمها ويعاكسها.
في ليلة الدراسة انشروا الجُمَل التبشيرية التي تحث على العلم، ففي ثقافتنا آيات وأحاديث، وحكم ودرر لشعراء وحكماء العرب تحبب العلم إلى النفوس، وتساعد على المضي إليه وطلبه ولو بعدت المسافات وتناءت الديار.. وفي المقابل تجاهلوا الرسائل الحزينة والوداعية والوقوف على أطلال الإجازة، حتى لو أخذت طابع الطرف والنكت.
في ليلة المدرسة والدراسة اجعلوا “تويتر” يضج بالهاشتاجات الإيجابية التي ترحب بالمدرسة، وتعين الطلاب على السير إليها بشغف وشوق، وانشروا الصور الدعائية، فرب صورة أبلغ من عبارة، صورة تحث على الدراسة، وتبين مكانة المدرسة ونور العلم، خير بألف مرة من تلك الرسائل التي تثقل كواهل الطلاب وتثبطهم، وتحطم فيهم حماس الانطلاق إلى المدارس.. تناقلوا المقاطع التي تحفز الذهن، وتنشط العقل نحو المعرفة، وانقلوها إلى أولادكم، فرب مقطع حرك مياه أفكار طلابنا الراكدة.
صدقوني، الضخ الهائل من الرسائل والصور والنكت والهاشتاجات التي تسبق أيام بدء الدراسة وبداية كل فصل دراسي باتت مزعجة، تظهر لك في طياتها أنها حرب ضد المدرسة، وحملة لتكريه الطالب في المدرسة، فأي حالٍ نريده لجيل هو مستقبل الوطن؟!
وأخيراً علموا أولادكم تأثير وخطورة هذه الرسائل، وارفعوا درجات الوعي؛ لأن الدراسات الحديثة أثبتت أن للرسائل السلبية الموجهة إلى العقل الباطن تأثيراً فعالاً وخطيراً على أفكار الفرد ومعتقداته؛ وبالتالي سلوكه وتصرفاته، فعندما يستقبل أحدنا رسائل سلبية تقلل من قدره ومكانته أو من مواهبه وأفكاره ستؤثر فيه.. يقول “هلمستتر”: إن ما تضعه في ذهنك سواءً كان سلبياً أو إيجابياً ستجنيه في النهاية، فلا تسمح لأي شخص أن يبرمج لك عقلك بتوقعات سلبية، وطور من رسائلك الإيجابية وتفاءل بالخير تجده.