تحت رعاية وحضور وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. محمد عبداللطيف الفارس، افتتحت كلية العمارة بجامعة الكويت ولأول مرة المؤتمر العلمي العالمي للهيئة العالمية لدراسة البيئات الحضرية التراثية IASTE 2016 تحت عنوان “شرعنة التراث” والذي يقام خلال الفترة من 17 – 20/ 12/ 2016م، ويعد هذا المؤتمر الـ 15 الذي تنظمه تلك الهيئة والتي يقع مقرها في جامعتي كاليفورنيا – بيركلي وبورتلاند يوجين بالولايات المتحدة الأمريكية.
وحضر الافتتاح رئيس دار الآثار الإسلامية عضو مجلس الجامعة الشيخة حصة السالم الصباح، ومدير مؤسسة الكويت للتقدم العلمي د. عدنان شهاب الدين، ورئيس مجلس إدارة دار إس إس إتش للاستشارات الهندسية عمران حياة، ومدير جامعة الكويت أ.د. حسين أحمد الأنصاري، وعميد كلية العمارة د. عمر خطاب، وعدد من أعضاء هيئة التدريس بكلية العمارة والمختصين والمهتمين بهذا المجال ورعاة المؤتمر.
وبهذه المناسبة، أعرب وزير التربية وزير التعليم العالي الرئيس الأعلى للجامعة د. محمد عبداللطيف الفارس عن سعادته بالمشاركة في هذا المؤتمر، آملاً أن تتحقق الأهداف المرجوة لهذا المؤتمر المهم والخاص بالهيئة العالمية لدراسة البيئات التراثية IASTE والتي يقع مقرها في جامعتي كاليفورنيا – بيركلي، وبورتلاند يوجين العريقتين بالولايات المتحدة، والتي تعتبر من الهيئات ذات الباع الطويل في البحث والنشر العلمي في كل ما يتعلق بالتراث الحضري والعمراني في مختلف أنحاء العالم، مبيناً أن تلك الهيئة والتي تأسست منذ ما يقارب من 30 عاماً تصدر دورية علمية عالمية محكمة ربع سنوية تعنى بنشر الأبحاث في مجال البيئات التراثية، كما تعقد الهيئة مؤتمرها العام كل سنتين في إحدى دول العالم المهتمة بالتراث العمراني، وباستضافة من مؤسسات علمية وبحثية في تلك الدولة، وقد استضافت تلك المؤتمرات جامعات عالمية عريقة في مختلف أنحاء العالم شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً سواء في قارات الأمريكتين وأوروبا وآسيا وأفريقيا وأستراليا.
وأضاف د. الفارس أنه غالباً ما يحضر تلك المؤتمرات نخبة من الباحثين الأكاديميين والمتخصصين في جميع شؤون ومناحي التراث الحضري والعمراني والثقافي والذين يشاركون بأوراقهم العلمية والبحثية في مناقشة آخر النظريات العلمية عن التراث ومناظرة التجارب البحثية الواقعية في هذا المجال.
وبين أن استضافة كلية العمارة بجامعة الكويت اليوم للمؤتمر العالمي الخامس عشر للهيئة العالمية لدراسة البيئات التراثية IASTE 2016 تعد حدثاً بالغ الأهمية لكل من أعضاء هيئة التدريس وطلبة الكلية، والذين يشارك بعض منهم بأبحاثهم وأوراقهم العلمية في جلسات المؤتمر، متمنياً من الله أن يستفيد كل من أعضاء هيئة التدريس والطلبة المشاركين من كلية العمارة وأن يثري خبراتهم العلمية والبحثية من خلال اضطلاعهم على آخر ما وصلت إليه الأبحاث في مجال دراسة التراث وبالإضافة إلى احتكاكهم مع تلك النخبة من العلماء والباحثين المشاركين في المؤتمر.
وأضاف د. الفارس أن تكليف الهيئة العالمية لدراسة البيئات التراثية لكلية العمارة بجامعة الكويت بتنظيم هذا الحدث العالمي والذي يشارك فيه قرابة المئتي عالم وباحث يعتبر بمثابة ثقة كبيرة في قدرة إدارتها وطلبتها والعاملين فيها على التعامل مع هذا الحدث العالمي واعترافاً بوصول الكلية إلى مستوى ومصاف المؤسسات العلمية العالمية التي استضافت مؤتمرات الهيئة خلال الثلاثين عاماً السابقة.
واستطرد قائلاً: إنه من حسن الطالع أن يأتي مؤتمر هذا العام مع مناسبة عزيزة على قلوبنا وهي الاحتفال بمرور 50 عاماً على إنشاء جامعة الكويت وكذلك اختيار الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016م.
وختم د. الفارس كلمته متمنياً من الله التوفيق والنجاح، وأن يحقق المؤتمر الأهداف المرجوة، متقدماً بالشكر والتقدير للرعاة وهم دار SSH للاستشارات الهندسية ومؤسسة الكويت للتقدم العلمي وبيت التمويل الكويتي وشركة وورلد جروب للتجارة العامة والمقاولات، والشكر موصول للجنة المنظمة للمؤتمر واللجان العاملة جميعها للجهد الكبير المبذول في التنظيم والإعداد الذي أدى لنجاح انعقاد هذا المؤتمر، مرحباً بالضيوف من خارج الكويت متميناً لهم طيب الإقامة.
وبدوره أعرب مدير جامعة الكويت أ.د. حسين الأنصاري في فعاليات المؤتمر الخامس عشر للهيئة العالمية لدراسة البيئات التراثية والذي يقام تحت عنوان “شرعنة التراث” وتستضيفه كلية العمارة في جامعة الكويت بالتعاون مع IASTE.
وأكد أ.د. الأنصاري أهمية هذا المؤتمر خاصة أنه يضم نخبة من الأكاديميين والباحثين المتميزين والمتخصصين والمهتمين في مجالات التراث الثقافي والحضري والعمراني، متمنياً أن يكون منطلقاً لإثراء الفكر ورفد الثقافة وتعزيز الجانب العلمي المتخصث من خلال تبادل المعلومات والآراء ومناقشة الأبحاث والتجارب في هذا المؤتمر.
وأشار إلى أن موضوع مؤتمر IASTE لهذا العام وهو شرعنة التراث يعد من الموضوعات الحيوية والهامة في ظل المتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية العالمية، وفي ظل ما تعيشه منطقتنا من صراعات تدور جلها حول الهوية والشرعية، مبيناً أن دولة الكويت من الدول الرائدة في مجال السعي للحفاظ على البيئة التراثية الحضرية والعمرانية، وتولي الدولة والشعب الكويتي أهمية كبيرة للتمسك بالموروث الثقافي والإنساني الكويتي ومحاولة تطويره تماشياً مع العصر في إطار متوازن بين القديم والحديث.
وأضاف أ.د. الأنصاري أن دولة الكويت كبقية دول العالم تعتز بتراثها وتاريخها وأصالتها حيث يمثل تبني الخصوصية الكويتية التراثية مصدر اساسي لتعزيز الهوية الكويتية وإلهام الأجيال في الحاضر والمستقبل ونموذجاً لتميزها في محيطها الخليجي والعربي والعالمي ووسيلة تقارب واتصال حضاري وثقافي بين الشعوب تدعم وتعزز رسالة دولة الكويت من أجل السلام والإنسانية.
وبين أنه من مظاهر اهتمام دولة الكويت بهذا الجانب التواجد المميز لدولة الكويت في المحافل الثقافية العالمية وآخرها المعرض العالمي في ميلانو World Expo 2015 والذي حاز فيه جناح دولة الكويت على جائزة أفضل جناح بتصويت زائري الإكسبو، واختيار جامعة الكويت عاصمة للثقافة الإسلامية لعام 2016م، واحتضان الكويت لمؤتمر الآثار والتراث الحضاري في الوطن العربي في شهر نوفمبر الماضي، بالإضافة إلى افتتاح مركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي والذي يعد أحد صروح ومعالم الثقافة ونافذة الكويت التي تطل بها على الحضارات والثقافات بالإضافة إلى الكثير من الأنشطة والفعاليات العلمية والثقافية التي تقيمها جامعة الكويت والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب ودار الآثار الإسلامية والمؤسسات العلمية والثقافية الأخرى في دولة الكويت.
وذكر أ.د. الأنصاري أن موضوع المحافظة على التراث الثقافي والحضري وشرعنة التراث هو ليس مسئولية مؤسسة أو دولة بل مسؤولية جميع الحكومات والشعوب لكونه أمراً إنسانياً تشترك فيه البشرية جمعاً، مؤكداً أهمية التعاون الدولي في مجال شرعنة التراث وتنفيذ القوانين الدولية في هذا الشأن ونشر التوعية وتنمية جميع الموارد.
وتقدم بالشكر الجزيل لوزير التربية وزير التعليم العالي د. محمد عبداللطيف الفارس لحضوره ولرعايته لهذا المؤتمر، وتقدم بخالص الشكر والتقدير إلى اللجنة المنظمة واللجان الفرعية للمؤتمر ولكل المؤسسات والجهات الراعية والداعمة للمؤتمر، والشكر موصول إلى جميع المشاركين من الكويت ومن خارج الكويت راجياً لهم طيب الإقامة في الكويت، متميناً للمؤتمر كل التوفيق والنجاح وأن يحقق الأهداف المنشودة.
ومن جانبه، ذكر عميد كلية العمارة د. عمر خطاب أن هذا المؤتمر ينعقد كل سنتين في بلد مختلف حول العالم، وقد فازت كلية العمارة بجامعة الكويت باستضافة هذا المؤتمر بعد تنافسها مع كليات العمارة في جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا وجامعة كوينبرا في البرتغال، حيث جاء عرض جامعة الكويت أفضل من العروض المقدمة من تلك الجامعتين العريقتين وحاز على قبول وتوصية جميع أعضاء مجلس الهيئة.
وأوضح أن المؤتمر هذا العام ينعقد تحت عنوان ” شرعنة التراث” وسيناقش ثلاث محاور رئيسة ويطرح فيه أكثر من 120 بحثاً علمياً حول العالم، كما يستضيف المؤتمر 4 متحدثين رئيسين خلال أيام انعقاده الأربعة، مبيناً أن جميع تلك الأوراق العلمية تقدم من متخصصين في مجال التراث العمراني من أساتذة الجامعات والباحثين وطلبة الدكتوراه.