تناولت صحف أميركية الحرب المستعرة في سوريا منذ سنوات، وخاصة ما تتعرض له حلب من مذابح وتهجير للمدنيين، في ظل القصف المتواصل الذي تنفذه روسيا والنظام السوري وإيران، وتساءلت عن سر الصمت الدولي إزاء هذه الكارثة الإنسانية.
فقد أشارت مجلة فورين بوليسي إلى الرعب الجنوني الذي يتسبب به رئيس النظام السوري بشار الأسد للشعب السوري وأهالي حلب، وقالت إن ما يعصف بالبلاد منذ سنوات ليس حربا أهلية ولكنها حرب تشنها روسيا ونظام الأسد وإيران والمليشيات التابعة لها على المدنيين السوريين.
وأوضحت -من خلال مقال نشرته للكاتبة رولا جبرائيل- أن نظام الأسد يقترف جرائم حرب مروعة ضد المدنيين تتراوح بين القتل الجماعي بـ البراميل المتفجرة أو من خلال التعذيب الممنهج أو الحصار والتجويع حتى الموت أو الاغتصاب بحق النساء والأطفال والرجال في مراكز الاعتقال.
وأضافت الكاتبة أن نصف مليون سوري تعرضوا للذبح حتى الآن وأن ستة ملايين تعرضوا للتشرد داخل سوريا نفسها، وأن خمسة ملايين آخري أجبروا على الفرار واللجوء إلى دول أخرى، وأن هذا ما يمكن تسميته الإبادة الجماعية.
مصير مأساوي
من جانب آخر، تساءلت مجلة نيوزويك: لماذا نحن مخدرون تجاه الأعمال الوحشية التي تجري في حلب؟ وقالت إن آلاف المدنيين عالقين في حلب ويتعرضون للقصف بالبراميل المتفجرة وإن وسائل التواصل الاجتماعي تعج بنداءاتهم واستغاثاتهم بينما ينتظرهم مصير مأساوي مجهول.
وأشارت إلى أن السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سامانثا باور ساءلت ممثلي روسيا والنظام السوري وإيران بشأن استهدافهم الممنهج للمدنيين السوريين من خلال القصف المتواصل لأهالي حلب وقالت لهم: ألا تشعرون بالعار؟ وأضافت نيوزويك: ألا يجب أن نوجه هذا السؤال أيضا لكل واحد منا؟
وفي السياق ذاته، نشرت واشنطن بوست مقالا للكاتب أرسلان افتخار أشار فيه إلى تعرض المدنيين الأبرياء المحاصرين في حلب للذبح في أقسى كارثة إنسانية عرفها التاريخ، وأضاف أن العالم الإسلامي برمته أسهم في خذلان الشعب السوري.
وأشارت الصحيفة إلى التقاعس الأميركي إزاء المذابح، وإلى العدوان الروسي المباشر على الشعب السوري، لكنها قالت إن أغلب اللوم يقع على عاتق 1.7 مليار مسلم حول العالم في التسبب في ترك الشعب السوري يلقى مصيرا دمويا كارثيا بأشكال مأساوية مرعبة وبشعة متعددة.