يتداول المغردون أيام الاختبارات نماذج لأسئلة اختبارات قديمة في المرحلة الابتدائية – من أيام الطيبين – وهي أسئلة من النوع الثقيل، تضع الطالب أمام التحدي، فأسئلة الاختبارات في الماضي كانت من نوع: عدد، تكلم عن.. قارن بين.. اكتب مذكرة عن.. وهكذا غالبها أسئلة مقالية، لو وضعت تلك النماذج أمام طالب الجامعة اليوم لربما عجز عنها فما بالك بطالب الابتدائي وقتئذٍ.
تلك الأسئلة كانت قوية، وعميقة في صياغتها، وهي بذلك تعتبر محكاً للطالب المجتهد!
حينما تقارن تلك الأسئلة بأسئلة اليوم تجد ما يدعو إلى الخجل، فأسئلة اليوم غالبها أسئلة موضوعية وتسيطر عليها أسئلة “الصح والخطأ”، وهناك من ينتقد التركيز على هذا النوع من الأسئلة، إذ إن أجوبتها مبنية على التخمين لا التفكير، وثقافة “الصح والخطأ” حتى في الحياة تكون نتيجتها يا أبيض يا أسود، فلا خيار ثالث أمامك ولا حل وسط يمكنك اتباعه!
أتفق مع من يرى أن الاختبار يبنى على التيسير لا التعسير، وسيظل الهدف من الاختبار قياس مستوى التحصيل للطالب، وليس الهدف التعجيز أو التأديب، لكن ضخامة أسئلة الاختبارات قديماً تكشف لك مدى المعلومات والمعارف، ومدى المستوى الذي ظهر به طالب الأمس، حتى النجاح وقتها كان له نكهة خاصة وطعماً لا يُنسى!
قال لي: زمان كنا نحسب ألف حساب للاختبارات.. طوال وقتها وقبلها نعلن حالة الاستنفار.. اليوم أشاهد أولاد الحي يلعبون الكرة، ويسهرون في الشارع، والمذاكرة هي آخر الاهتمامات.. ما الذي تغير؟ من نزع هيبة الاختبارات ونكهة النجاح؟ النجاح صار سهلاً ولم يعد حلماً، بعد أن كان سلماً لا يصعده كل أحد!
الطالب يحل الأسئلة في عشر دقائق، ثم لا يسمح له بتسليم ورقته إلا بعد مضي نصف الوقت، قرابة ساعة أو ساعة ونصف ساعة، هذا النظام نموذج للأنظمة الجامدة التي لم تتغير ولم تُراجع!
حالة الاهتمام التي تتبناها بعض الأسر لتهيئة الأجواء للمذاكرة والمراجعة جميلة، وحالة رجوع الطالب إلى الإقبال على المساجد، والطاعات والتعلق بالله صورة تستحق التأمل، والأمل أن يظل اهتمام الأسرة بأبنائها للاختبارات كاهتمامها بصلاحهم طوال العام، وحالة الالتزام ليتها تبقى طوال العمر!
الاختبار في الدنيا يشبه اختبار الآخرة، أنت الآن في قاعة اختبار؛ تحل وتفكر، ولك أن تغير “أعمالك”، وأن تعمل غيرها، لك أن تراجعها وتستمر في الصواب، وتتراجع عن الخطأ، لك أن تحسن وتبدع، وبيدك أن تخربش وتعمل بلا تركيز، استعد للحظة سحب ورقتك بعد نهاية الوقت المحدد!
أيام الاختبارات؛ أكثر الأيام نشاطاً للمنحرفين سلوكياً ولمروجي المخدرات.. الحذر واجب، والتوعية ضرورية لتفويت الفرصة على ضعاف النفوس والعقول!
للتواصل:
– تويتر: @alomary2008
– إيميل: alomary2008@hotmail.com