ينفذ جيش الاحتلال وبشكل يومي عمليات اعتقال في مناطق مختلفة في الضفة الغربية، وفي حملات مكثفة يستهدف الاحتلال كوادر ونشطاء حركة “حماس” بشكل خاص، كما حدث في فجر أمس الإثنين حيث طالت الاعتقالات محررين ونائباً تشريعياً وإعلامياً .
الإعلام العبري بكافة أنواعه يبرر حملات الاعتقال الجماعية التي تطال شخصيات اعتبارية، وفي الحملة الأخيرة زعم الإعلام العبري أن جيش الاحتلال كشف بنى تحتية واسعة لحركة “حماس” تشكل القيادة للحركة وفيها عشرات النشطاء، إضافة إلى تسريب لـ”الشاباك” بأن المعتقلين كانوا في طور إعادة تنظيم حركة “حماس” .
المحرر شاكر عمارة اعتبر في لقاء مع “المجتمع” أن هذه الاعتقالات تأتي في سياق عقاب الشعب الفلسطيني وحرمانه من شخصيات اعتبارية تكون له عنوان وتسعى لخدمته.
وقال عمارة: هذه الاعتقالات تعوّد عليها الشعب الفلسطيني، فهي تأتي في سياق الانتقام ورد الاعتبار، وفي كثير من الأحيان نتيجة وجود أزمات في أروقة المستوى السياسي لدى الاحتلال.
ويرى النائب التشريعي فتحي القرعاوي في هذه الاعتقالات التي طالت زميلاً له في المجلس، أنها مبيتة، ويتم تنفيذها في عدة أوقات متفاوتة، فاعتقال نائب أو إعلامي أو أسير محرر لا يمكن تفسيره إلا بوجود مخطط مسبق لهذه الاعتقالات بين الفينة والأخرى، والذرائع الأمنية جاهزة، وسيتم تحويل معظمهم للاعتقال الإداري؛ ما يؤكد فرضية أن الاعتقالات تأخذ طابع التعمد في إيذاء الفلسطينيين.
بيد أن النائب التشريعي د. حسن خريشة أكد لـ “المجتمع” أن الاحتلال يهدف من وراء اعتقال الشخصيات الاعتبارية والمؤثرة من نواب ومحررين وإعلاميين إلى ضرب عناوين في الشعب الفلسطيني، وهذه من الآثار النفسية التي تنجم عن حملات الاعتقالات هذه، فإشاعة اليأس والإحباط وعدم الأمان أهداف خبيثة يسعى الاحتلال إلى نشرها.
بدورها، قالت الإعلامية فيحاء شلش زوجة الأسير الصحفي محمد القيق الذي اعتقل خلال حملة الاعتقالات في حديث مع “المجتمع”: اعتقال زوجي الإعلامي جاء لدوره الفاعل في نصرة الأسرى وقضايا الشعب الفلسطينية المختلفة، ومنها حملة استرداد جثامين الشهداء، والاحتلال من خلال نشاط محمد الاجتماعي والإعلامي لجأ إلى أسلوب الاعتقال وتغييبه داخل الأسر.
وأضافت: أقول للاحتلال: إن محمداً أعلن المعركة منذ اللحظات الأولى للاعتقال، من خلال الشروع في الإضراب عن الطعام، ولن يرفع محمد الراية البيضاء، فهو صاحب همة وعزيمة، وهذه الاعتقالات الجماعية لعناوين الشعب الفلسطيني هدفها إضعاف صمود وثبات الفلسطينيين وضرب الجبهة الداخلية، إلا أن الشعب الفلسطيني له قدرة فائقة في كيفية التعاطي مع هذه الحملات الإرهابية.
أما القيادي المحرر خضر عدنان، فقد أكد في لقاء معه أن الاحتلال يريد إحباط أي مظاهر فيها العزة والكرامة ومقاومة الاحتلال في الضفة الغربية، لذا لجأ إلى اعتقال المحررين والشخصيات الاعتبارية والإعلامية، والواجب أن يحمل هذه الراية من يخلفونهم، حتى لا يكون هناك فراغ الذي يسعى الاحتلال إلى إيجاده.
وكان موقع “واللا” العبري قد زعم أن جهاز “الشاباك” اعتقل 100 خلية تابعة لحركة “حماس” خلال العام الماضي، خططت لعمليات مسلحة ضد أهداف “إسرائيلية” .