أشاد محللون وكتَّاب وإعلاميون باستقالة ريما خلف من منصبها كرئيسة لمنظمة “الإسكوا”؛ احتجاجاً على طلب الأمين العام للأمم المتحدة سحب التقرير الذي يدين دولة الاحتلال الصهيوني، ووصفوا موقفها بالجريء في وجه تستر المنظمة الدولية على جرائم الكيان الصهيوني.
وجاءت الاستقالة بعد تعرض خلف لضغوط من الأمين العام الأممي أنطونيو جوتيريس وتعليمات منه بسحب تقرير دولي يتهم “إسرائيل” بممارسة اضطهاد للشعب الفلسطيني يرقى إلى نظام الفصل العنصري.
وأضافت خلف أنها تصر على ما توصل إليه التقرير من أن “إسرائيل” أسست نظام فصل عنصري يهدف إلى تسلّط جماعة عرقية على أخرى، وأن الأدلة التي قدمها التقرير قطعية، وقالت: إن الواجب يفرض تسليط الضوء على الحقيقة، وإن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها.
وأفادت “الجزيرة” بأن المجموعة العربية في الأمم المتحدة عقدت اجتماعاً طارئاً لبحث مسألة تقرير “الإسكوا”، في حين أفادت مصادر في الأمم المتحدة بأن جوتيريس كلف البحرينية خولة مطر القيام بأعمال المديرة التنفيذية لـ”الإسكوا”.
“المجتمع” رصدت عدداً من التعليقات لكتَّاب وإعلاميين على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” وأطلقوا هاشتاج بعنوان #شكراً_ريما_خلف، فعلى صفحته كتب الكاتب والمحلل السياسي السعودي مهنا الحبيل: موقف ريما خلف، في مواجهة الانحياز الدولي المنحط لـ”إسرائيل”، ثبت واقعة كبرى تفضح من داخل الأمم المتحدة، تاريخ الخيانة الأممية.
وأضاف قائلاً: ضغط الأمين العام، بكل وقاحة على ريما خلف، من أجل سحب تقريرين مهنيين لـ”الأسكوا” وهي منظمة دولية، لأجل إرضاء الجاني “الإسرائيلي”.
وقال الكاتب الأردني ياسر الزعاترة: ريما خلف فضحت الأمم المتحدة، وفضحت الدول التي تدعي العدالة وحقوق الإنسان، وفضحت سطوة الصهاينة على هذا العالم أيضاً، استقالتك موقف رائع.
وعبر الناشط السياسي السوري د. ياسر سعد الدين بقوله: قصة ريما خلف تبرهن أن المؤسسات الدولية كذبة كبرى، مضيفاً أنها؛ أي المؤسسات، واجهات جميلة لنوايا فاسدة وأهداف وضيعة، مشيراً إلى أن استقالة ريما خلف درس للمفاوض الفلسطيني والسوري المعارض، مختتماً تغريدته بقوله: تذهب المناصب وتبقى المواقف شاهدة لأصحابها أو عليهم!
فيما قال الصحفي الفلسطيني جلال قبطان: الفرق بين ريما خلف وحكام العرب أنها خسرت وظيفتها لتكسب كرامتها والشعوب العربية، بينما هم خسروا شعوبهم من أجل المناصب والكراسي.
وغرد الناشط والإعلامي من غزة شادي صبح تحت هاشتاج #ريما_خلف قائلاً: أحيت فينا الضمير، تنازلت عن الكرسي والسلطة، وتمسكت بالمبادئ، كلمة شكر لا توفي.. نحتاج قادة رجال كمثل موقفك هذا #ريما_خلف.
فيما وصف الكاتب والمحلل في الشؤون الأوروبية والدولية حسام شاكر موقف ريما خلف مديرة “الإسكوا” التابعة للأمم المتحدة بالأخلاقي والشجاع في وجه تستّر قيادة المنظمة الدولية على الاحتلال العنصري في فلسطين.
أما الكاتب الفلسطيني سعيد الحاج فقال: رغم كل أوضاعنا السيئة، ما زال لدينا نماذج مشرفة وملهمة.
وأشار طارق حمود، الرئيس التنفيذي لمركز العودة الفلسطيني – لندن في تغريدة له إلى أن استقالة ريما خلف إنما هي وصمة عار على جبين العالم، وفضح على الهواء مباشرة على سلوك التهديد والضغوط داخل الأمم المتحدة.
وعلى صفحتها في “تويتر”، كتبت المذيعة في قناة “الجزيرة” سلمى الجمل: ريما خلف ترفض الضغوط والابتزاز الدولي وتستقيل من “الإسكوا” الأمم المتحدة، تخلت عن منصبها ولم تتخلَّ عن مبادئها وضميرها.