أكدت “هيئة علماء المسلمين” في العراق؛ أن القصف الجوي والمدفعي الذي تشنه قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، والقوات الحكومية؛ مستمر بشكل يومي على مدينة الموصل، وأن أعداد الضحايا في ازدياد مستمر، وما يخرج للإعلام هو نزر يسير لا يوازي حجم الإبادة المرتكبة والكارثة الحقيقية.
وبيّنت الأمانة العامة في بيان لها، اليوم الثلاثاء، بحسب “قدس برس” أن 73 شخصًا قتلوا في الساعات القليلة الماضية، وأصيب قرابة 90 بينهم نساء وأطفال؛ نتيجة قصف قوات التحالف وقوات حكومية؛ عدة أحياء في الجانب الأيمن من الموصل، وفقًا لمصادر صحفية وإعلامية.
وأشارت الهيئة إلى أن عدد نازحي الجانب الغربي من مدينة الموصل ارتفع مؤخرًا إلى 320 ألف شخص منذ شهر فبراير الماضي، فيما تشير التقديرات إلى أن نحو 400 ألف مدني لا يزالون محاصرين في القسم الغربي من المدينة الذي تشهد أحياؤه قصفًا شديدًا ولاسيما حيّي: الزنجيلي والبورصة؛ الأمر الذي يرجح ازدياد حصيلة الضحايا من المدنيين الأبرياء.
وشددت الهيئة على أن جرائم الإبادة الجماعية المرتكبة في مدينة الموصل، تدلل على سقوط أكذوبة المحافظة على حقوق الإنسان التي تم إيهام العالم بها، وأن هذه الأكذوبة تستعمل كوسيلة من الدول الكبرى للضغط على الدول والشعوب من أجل إخضاعها لإرادة وسياسة تلك الدول التي تفرض بالحديد والنار.
وألقت الهيئة بمسؤولية ما يحدث في مدينة الموصل على عاتق أطراف النزاع، التي لا تلقي للإنسان العراقي بالًا، ولا تهتم لحياته ومستقبله، موضحة أن طريقة القتل التي يتعرض لها الأبرياء يعجز اللسان عن وصفها، وتشيب لها الولدان من شدتها وبشاعتها، ويعتصر لها القلب حسرة وألما وأسى، وشددت على أن هذه المسؤولية تتأكد في حق الحكومة الحالية التي طلب رئيس وزرائها من سكان الموصل البقاء فيها وعدم مغادرة منازلهم.
وكانت منظمة العفو الدولية قد وثقت في تقرير لها مطلع الشهر الجاري، منذ بداية الحملة العسكرية في أكتوبر الماضي العديد من الانتهاكات في معركة تحرير الموصل من سيطرة “تنظيم الدولة”.
وأكدت المنظمة أنه وقبل الحملة العسكرية كان من الصعب للغاية على سكان الموصل، المقدر عددهم بأكثر من مليون شخص، مغادرة المدينة.
وأضافت: تعرض الذين تم القبض عليهم وهم يحاولون مغادرة “تنظيم الدولة الإسلامية” لخطر العقاب الوحشي بل للموت، ومنذ بدء عملية استعادة المدينة في أكتوبر الماضي، نز نحو 300 ألف عراقي من منازلهم.
يذكر أن وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، كانت قد أعلنت في بيان لها الأسبوع الماضي ارتفاع عدد النازحين من الجانب الغربي لمدينة الموصل إلى 320 ألفاً، منذ انطلاق عملية استعادته من تنظيم “داعش” الإرهابي، في 19 فبراير الماضي.
وعندما شنت القوات العراقية الهجوم لاستعادة الجانب الغربي للمدينة، قدرت الأمم المتحدة وجود 800 ألف مدني في هذا الشطر.
وتصاعدت حركة النزوح في الأسابيع الأخيرة، حيث يفضل الكثير من المدنيين الفرار من الجانب الغربي بعد مقتل المئات منهم خلال الأسابيع الماضية عندما انهارت منازلهم عليهم جراء السيارات الملغومة لتنظيم “داعش” أو القصف الجوي لطائرات التحالف الدولي.
ويسلك المدنيون دروباً محفوفة بالمخاطر داخل المدينة، وصولاً إلى المناطق الخاضعة للقوات العراقية في جنوب غربي المدينة؛ تمهيداً لنقلهم إلى مخيمات النازحين المنتشرة في أطراف المدينة.
ووفق أرقام الحكومة العراقية، فإن 4 ملايين مواطن نزحوا من مناطق سكناهم منذ اجتياح تنظيم “داعش” لشمال وغرب البلاد في صيف 2014م، عاد منهم نحو مليوني شخص إلى منازلهم، بينما يقطن معظم من تبقى في مخيمات منتشرة في أرجاء البلاد.
وفي الـ 17 من أكتوبر الماضي، انطلقت معركة تحرير مدينة الموصل من أربعة محاور بمشاركة أكثر من 100 ألف عنصر أمن من الجيش وقوات مكافحة الإرهاب وقوات البيشمركة (جيش الإقليم الكردي) وقوات الحشد الشعبي وبإسناد من التحالف الدولي، وبعد معارك شرسة تمكنت القوات من استعادة الجانب الأيسر (شرق) المدينة.
ومنذ الوهلة الأولى لانطلاقها، تحدث مسؤولون عراقيون عن سهولة معركة استعادة الموصل وحسمها في أسابيع، غير أن تحرير الجانب الأيسر (شرق) من المدينة استغرق فقط أكثر من 3 شهور رغم مشاركة قوات النخبة في الجيش العراقي (قوات جهاز مكافحة الإرهاب والفرقة المدرعة التاسعة).