استبعد كتاب ومحللون صهاينة، اليوم الإثنين، إمكانية تحقيق المصالحة بين حركتي “فتح” و”حماس”، عقب إعلان الأخيرة، أمس، حل لجنتها الإدارية في قطاع غزة.
ورأى محللون في صحف ومواقع عبرية أن خطوة “حماس” التي جاءت تحت ضغط مصري، هي خطوة تكتيكية تخدم الحركة بشدة، وتضع الرئيس الفلسطيني محمود عباس في مأزق شديد.
واعتبر جادي حيتمان، الخبير في الشؤون الفلسطينية، في مقال حمل عنوان “خطوة حماس التكتيكية”، نشره موقع صحيفة “يسرائيل هيوم” (إسرائيل اليوم) أن قرار الحركة حل اللجنة الإدارية يخدم “حماس” على الساحة الداخلية والإقليمية.
وأوضح أن القرار بمثابة إبداء رغبة من “حماس” في الحصول على مساعدة مصر والإمارات سياسيًا واقتصاديًا.
وأضاف حيتمان، وهو محاضر بقسم الشرق الأوسط والعلوم السياسية في جامعة “آرئيل”، أن من الواضح أن “العبء المستمر لرعاية سكان غزة ونقص الأموال في الخزينة يلزمان “حماس” بتقديم تنازلات تكتيكية من وقت إلى آخر.
وقال: هذه المرة قرر إسماعيل هنية (رئيس المكتب السياسي لـ”حماس”) أن الفائدة المتوقعة لحل اللجنة الإدارية تفوق الضرر.
وأشار إلى أن قرار “حماس” سيرفع العقوبات التي فرضها الرئيس الفلسطيني على الحركة، وتضمنت تخفيض إمدادات الكهرباء لقطاع غزة وفصل موظفين، وتقليص وتأخير رواتب آخرين.
أما يوني بن مناحيم، الصحفي “الإسرائيلي” المختص في الشؤون العربية، فرأى أن عباس يواجه مشكلة كبيرة، إذ إن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أعلن في خطابه بمؤتمر الرياض (مايو الماضي) أن حركة “حماس” تنظيم إرهابي، فكيف يذهب عباس للقائه في نيويورك بينما يخوض مصالحة مع “حماس”؟
ولفت بن مناحيم في مقال نشره “مركز القدس للشؤون العامة والسياسية” (مركز أبحاث “إسرائيلي” يميني مستقل) إلى أنه في حال أعلن عباس الآن عن موافقته على المصالحة مع “حماس” فسيقدم بذلك ذخيرة ممتازة لرئيس الوزراء “الإسرائيلي” بنيامين نتنياهو، الذي سيلتقي ترمب هو الآخر على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.
وأضاف أن قيادة “حماس” الجديدة “أبدت براجماتية غير مسبوقة، وألقت الكرة بذكاء إلى ملعب عباس، وأرادت استرضاء مصر وكشف الوجه الحقيقي للرئيس الفلسطيني، وإظهار أنه لا يريد مصالحة وطنية في الحقيقة وتقاسم السلطة معها.
وتابع: يمكن القول بحرص أن عباس سيقرر ألا يقرر، فقد دفعته “حماس” للزاوية ووضعته في اختبار مهم، لكن عباس سياسي ماكر وداهية، لن يوافق على أية مصالحة فعلية، على الأقل حتى لقائه مع الرئيس ترامب.
من ناحيته، قال عوديد جرانوت، في مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” أن “عباس يدرك جيدا الفخ، إذ أنه إذا رفض اليد الممدودة له ظاهريًا، من غزة، سيبدو على الفور كمن يدير ظهره لفكرة الوحدة وسيفسد علاقاته أكثر بالمصريين، الذين يفضلون كما يعتقد وبصدق، غريمه الفتحاوي محمد دحلان”.
وتابع أنه “في المقابل، إذا ما استجاب عباس للطلب وأزال العقوبات على “حماس” فسوف يظهر ضعيفًا وكمن يتنازل دون الحصول على مقابل”.
وقال جرانوت: إن “ظروف مصالحة حقيقية بين “فتح” و”حماس”، لم تنضج بعد وبعيدة عن التحقق”.
ورأى أن “المهمة الفورية لعباس هي إيجاد طريقة لرفض اقتراح “حماس” الجديد دون أن يظهر على أنه غير متعاون”.
وأشار “جرانوت” إلى أن موقف “إسرائيل” تجاه محاولات المصالحة الداخلية الفلسطينية كان مختلطا ومزدوجًا، فمن جهة، يريح الانفصال بين غزة ورام الله “إسرائيل” بل ويعزز الادعاء أن عباس لا يمثل الشعب الفلسطيني، ومن جهة أخرى كيف يمكن الاعتراض على سيناريو يعيد سيطرة قوات الأمن التابعة لعباس على قطاع غزة في إطار وحدة فلسطينية، ويدفع “حماس” للزاوية؟
وختم المحلل الإسرائيلي مقاله قائلا “كون هذا السيناريو يبدو الآن خياليًا وغير واقعي بالمرة، فليس من داع (بالنسبة لـ”إسرائيل”) للإسراع في اتخاذ قرارات، فسكان غزة فقط هم الذين يعتقدون أن المصالحة المزعومة ستؤدي لتحسن أوضاعهم، وهم من قد تكون خيبة الأمل من نصيبهم”.