جدد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، اليوم الأربعاء، استعداد بلاده لإجراء حوار لحل الأزمة الخليجية يحترم سيادتها، مشدداً على أنه لا يوجد رابح، فكلنا إخوان وكلنا خاسرون من هذه الأزمة.
جاء هذا في تصريحات للأمير القطري، خلال مؤتمر صحفي مشترك عقده مع الرئيس الإندونيسي جوكو ويديدو، بالقصر الرئاسي “قصر بوقور” في العاصمة جاكرتا.
وأشار الشيخ تميم في تصريحاته، التي نشرتها “وكالة الأنباء القطرية” الرسمية (قنا)، إلى الحصار الجائر على قطر، وآثاره الإنسانية على الشعب القطري والشعوب الخليجية.
وأكد بهذا الصدد أن قطر مستعدة دائماً للحوار لحل هذه القضايا؛ لأنه لا يوجد رابح، فكلنا إخوان وكلنا خاسرون من هذه الأزمة، ولذلك قطر منفتحة للحوار وفق اتفاقيات تكون ملزمة على كل الأطراف باحترام سيادة الدول.
ومنذ 5 يونيو الماضي، تعصف بالخليج أزمة سياسية عقب قطع كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر بدعوى “دعمها للإرهاب”، وهو ما تنفيه الدوحة التي أعربت مراراً استعداداها لحوار لحل الأزمة الخليجية.
وعلى صعيد آخر، أشار الأمير تميم، إلى أن مباحثاته في إندونيسيا “تناولت عدة قضايا، ومنها قضية الروهنجيا، ومعاناتهم وأنه يجب أن يكون هناك حل عاجل لمعاناتهم”.
وقال بهذا الخصوص: “قطر قدمت المساعدات، وهذا واجب الدول تقديم مساعدات للناس المتضررين”، فيما دعا حكومة ميانمار “لأن تضع حداً لهذه المشكلة”.
وبيّن الأمير القطري، أنه تم أيضا بحث قضايا تهم البلدين، خاصة في مجالات الاستثمار والبنية التحتية والطاقة وأيضا السياحة.
من جهته، قال الرئيس الإندونيسي: إن الجانبين اتفقا على تعزيز التعاون، و”المحافظة على وحدة الأمة في مواجهة مختلف التحديات”.
ووصف زيارة أمير قطر لبلاده، بالحدث المهم جداً كونها “تعد أول زيارة دولة يقوم بها أمير قطر لإندونيسيا، كما أن لها رمزية خاصة لكونها تتزامن مع مرور 41 سنة على العلاقات الدبلوماسية القطرية الإندونيسية”.
ولفت الرئيس ويديدو إلى الطابع الاقتصادي لهذه الزيارة، فيما أشاد بمذكرات التفاهم التي تم توقيعها في مختلف المجالات.
وأشار إلى أنه تم خلال المباحثات مناقشة سبل تعزيز التعاون بين البلدين خاصة في قطاعي البنية التحتية والسياحة.
وفي وقت سابق اليوم، وقع البلدان في القصر الرئاسي، رزمة اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين الجانبين في عدة مجالات، بحضور الأمير القطري والرئيس الإندونيسي، بحسب “الوكالة القطرية”.
ووقع الجانبان مذكرة تفاهم لإنشاء لجنة مشتركة لتطوير التعاون في مجالات السياسة والاقتصاد والاجتماع والثقافة والسياحة والتكنولوجيا والملاحة والزراعة والصناعة والخدمات المصرفية والمالية.
كما وقع البلدان اتفاقية خدمات جوية بين حكومتي البلدين؛ ومذكرة تفاهم للتعاون في المجال الصحي، وأخرى في مجالي الشباب والرياضة، ومذكرة تفاهم بين وزارتي التعليم.
ووصل أمير قطر جاكرتا مساء أمس الثلاثاء، في زيارة دولة تستغرق يومين، هي الأولى له منذ توليه الحكم في 25 يونيو 2013.
وإندونيسيا هي آخر محطات جولة آسيوية لأمير قطر، بدأها بزيارة ماليزيا، الأحد، ثم سنغافورة الإثنين، وذلك تلبية لدعوة من قادة هذه الدول.
وتعد هذه ثاني جولة خارجية لأمير قطر منذ بدء الأزمة الخليجية، والثانية خلال شهر.
وكان أمير قطر بدأ في 14 سبتمبر الماضي جولة خارجية استمرت نحو 10 أيام استهلها بزيارة تركيا ثم ألمانيا ثم فرنسا، واختتمها بالمشاركة في الدورة الـ72 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك.