ليست هناك مغامرة ولا خطأ عينة قد تؤثر في نتيجة انتخابات رئاسة روسيا التي ستعقد اليوم 18 مارس 2018، حيث يتربع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين على عرش نتائج استطلاعات الرأي لتبث خبر تجدد ولايته واستمراره في فترة رئاسية جديدة.
وبرغم هذه الحقيقة دعونا نلقي نظرة على آخر نتائج هذه الاستطلاعات قبل حظر نشرها بعد 11 مارس، أي قبل 7 أيام من انعقاد الانتخابات وفق القانون الروسي الذي يتشابه مع غيره من القوانين خشية تأثير نتائج استطلاعات الرأي على توجهات الناخبين كما هو معروف.
نشطت جهات استطلاعية روسية محدودة في استطلاعات رأي الانتخابات، فروسيا ليست كالولايات المتحدة حيث يجن جنون استطلاعات الرأي بالانتخابات! ومن أبرز هذه الجهات التي استطلعت آراء الناخبين الروس لفترة أطول من غيرها هي FOM وWCIOM بالإضافة للمركز الروسي للدراسات السياسية (CIPKR)، وحين يتم إدراج نتائج حوالي 8 جهات استطلاعية في مكان واحد للمقارنة واستخراج المتوسط الحسابي بطريقة تحليل الانحدار regression ما لم يكن هناك قيمة شاذة -كما فعلت د. كلير دورند Claire Durand- حيث تظهر النتائج الممتدة تفوق بوتين بنسبة لا تقل عن 70% وبفارق كبير عن منافسيه السبعة الذين أبرزهم جرودينين (Grudinin) وشيرينوفسكي (Zhirinovski) حيث حصتهم 5% فقط من الأصوات حسب استطلاعات الرأي، وكما تظهر النتائج استقرار نسبة 20% الذين لم يوضحوا اختيارهم أو الناخبين غير المقررين الذين إذا تم استثناؤهم كما يفعل بعض الإحصائيين وتوزيعهم بنسبة وتناسب على النتائج يصبح توقع فوز بوتين بنسبة 80%.
برغم أن انتخابات روسيا تتشابه مع انتخابات العالم العربي ذات نوع «الرجل الأوحد» فإن وجود عدة منافسين مخضرمين من توجهات عدة للرئيس بوتين ولو من ذوي الفرصة الضعيفة للفوز تضفي نكهة على العملية الانتخابية، وتزيد من حيوية وقيمة قياسات الرأي المعبرة والناقلة لتوجهات وتيارات المجتمع والتعددية السياسية ولو برفع نسبة المشاركة في الانتخابات، وشعور الناخب أن لصوته قيمة يستحق أن يذهب لصندوق الاقتراع ويدلي بصوته.
المصدر: صحيفة “الأنباء” الكويتية.